وصلت بيسان المستشفى التى تقيم بها داليا،وجدت ابراهيم يجلس بالحديقه ينفث دخان سيجاره لم يكن يقربها من قبل، قتربت وجلست بجواره على الكرسى الخشبى قائله محاوله ان تبدو مرحه:
-ما هذا يادكتور؟ أليست السجائر مضرة، لما بدات التدخين؟
-انا لم أبدأ، لقد عدت اليه مرة اخرى.
-لما بالله عليك ابراهيم؟!
-علني أجد ما أشعله، بدلا من الاشتعال ذاتيا.
-وإذا أشتعلت أنت من يعتني بشهد وداليا؟
-لذلك فضلت أن أدخن تبغي.
-لا يصلح ما تفعله إبراهيم، تلك العصبية لن تفيدك، حتى الأطباء هنا تعبوا ولا يعرفوا كيف يتعاملوا معك.
التفت اليها بحده قائلا:
-هل أشتكوا إليك؟
-لا ليسوا بحاجة لذلك، يبدو لي واضحا من طريقتك في التعامل معهم،حاول أن تهدأ قليلا من أجل خاطر داليا.
ابتسم ساخرا وقال:
-لاتقلقي، أعرف جيدا كيف أسيطر على الوحش بداخلي أمام داليا.
ابتسمت لا تعلم هل تشفق عليه ام تعجب به اكثر ،القى بسيجارته بعد ان انهاها، واطمئن منها على احوال شهد التي تسعد كثيرا برفقة نادر وليلى التي تعرف جيدا كيف تلهيها عن غياب ابويها بالخروج والالعاب ونزول مياه البحر.
فجاه سمعو صوت ينادى من بعيد على ابراهيم ،انها والدة داليا تخبره بخروجها من جلسه الكيماوى،نهض منتفضا وجرى الى غرفتها فورا،تابعته بيسان بعيون دامعه محاوله كبت ماتشعر به تجاهه ،ولكن هيهات لقد اعلن قلبها الحرب عليها وسيكون هو اول الضحايا.
***********************
عندما عاد اليهم خالد بعد يومين ليجد الكل متغير ،ليلى واجمه بعد عوده مراد للاسكندريه،وبيسان حزينه شاردة على غير العادة ودائما بالمشفى عند داليا،وامير ايضا لا يتكلم كثيراويتحاشى التواجد بالفيلا،حتى نهير اخته مختلفه لا يعرف ما بها،اما هى من عاد لاجلها،لاشتياق رؤياها والحديث معها وسماع صوتها، فكانت كعادتها تأخذ شاطئ البحر مستقرها، تودع امواجه اسرارها واحزانها، تحاول جاهدة الا تتحدث مع احد، تشعر انهم جميعا خانوها واشتركوا معه في اراقة دمائها، تتقاتل افكارها بإستمرار، احيانا يغتال الشوق كرامتها ويتشفي قلبها بكلمة اكرهه التي لا تنفك تكررها لنفسها علها تصبح حقيقة، فتذكر كل ماحدث امامها وتجمعه ككرة ثلجية ضخمة تفكر جديا ان تقذفه بها لتحقق انتقامها، حضور خالد اليها اليوم جالسا بجوارها عظم كرتها الثلجية اكثر، اعجابه الواضح بها والذي استطاعت ان تراه حتى من خلال اسوار حزنها، بلور بداخلها لذة الانتقام اكثر، نعم للانتقام لذة ولكن هل يتبعه ندم كما يقول البعض، ستعرف ذلك عما قريب، اذا استمر خالد بالتودد اليها كما يفعل الان بحديثه معها والاطمئنان عليها، لا تحتاج سوى مرة اخرى يراهما اسر سويا، لم تكن تعلم ان ما تتمناه سيحدث اقرب مما تتصور الا عندما سمعت صوته يقول بغضب هادر:
أنت تقرأ
انين ملاك
Romanceكنت أفكر للتو بالشمس وغروبها الذي يقتطع من روحي جزء يوميا. -ألهذة الدرجة الجرح كبير؟ صمتت برهه ثم قالت بابتسامتها الحزينه : -نعم. التفت اليها ليواجهها قائلا : -الان ترينه كبير جدا عملاق يكاد يبتلعك، ولن تشفي منه أبدا، لكن صدقيني كلما كان الوجع أك...