الفصل السابع

181 11 0
                                    

احتار الجميع من سبب اغماء بشرى واحتاروا اكثر من رجوع رضوى المفاجئ ثانى يوم على اغمائتها، سافرت من الصباح الباكر دون ان يرها احد او تودع احد ،لم يلاحظ احد منهم انها كانت بالغرفه من قبلهم جميعا وقت اغماء بشرى فقط بيسان ونهير اللاتان لاحظتا ونظرا لبعضهما ولكن اهتمامهما ببشرى احال دون سؤالها عن ذلك.

نجحوا فى انعاش بشرى ولكنها رفضت ان تتحدث مع اى احد او تقول اى شئ ،حتى اسر رفضت الحديث معه بل الاغرب لهم طبعا انها كانت تنظر له غاضبه والدموع تسيل بحارا من عيناها لم تتوقف، حتى عندما دخلت عليها بيسان لتطمئن على حالها فى جوف الليل سمعتها تبكى وتأن بحرقه ،ومع ذلك تركتها فهى تعلم اختها فى هذه اللحظات تحتاج للوحده اكثر شئ،ستحتضنها غدا وتفهم منها ما يؤرق مضجعها ويبكيها بكل هذة الحسرة ،اغلقت باب غرفتها ووجدت ليلي امامها تسالها عن حال بشرى،فاخبرتها انها كما هي منذ ان افاقت تبكي بحرقة لساعتين او اكثر للآن،ولا يدري احد لماذا، انها حتى ترفض ان تتحدث مع اسر او ان يبيت معها،ساورتهما الظنون فى حدوث مشاجرة بينهما ولكن متى وقد تركته قبل الذهاب لمركز التجميل والحب يتشدق بين قلبيهما،حارت بهما الافكار فقررتا تركها للغد،ثم جلسا بالصالة الكبيرة وطلبتا امير هاتفيا ليطمئنا على حال داليا وابراهيم،فلاح الحزن بعينا بيسان واخبرت ليلى عن حالته  السيئة وانها تخشي عليه للغاية،فشعرت ليلي من كلامها بمشاعر متضاربة تعرفها جيدا بل تكاد تكون مرت بمثيلتها ولكنها اثرت الصمت حتى تأتي لحضنها وتحكي بنفسها كما كانت تفعل دائما وهي صغيرة.

وبالطبع فى الصباح اكتشفوا سفر رضوى ولكن لم يعلق احد فحاله بشرى ووجوم اسر ومرض داليا المفاجئ جعل سفر رضوى كسقوط فرع شجرة بجوار بركان يثور ،خرج اسر فى الصباح هو ايضا للذهاب لعمله بالمصنع دون ان يتفوه بأي كلمة، بينما دخلت ليلى الى بشرى وقت الظهيره ومعها صنيه بها طعام خفيف للافطار،وجدتها جالسه تضم ركبتيها الى صدرها وتشبك زراعيها حولهما وعيناها منتفختان وحمراوان ،حاولت ليلى ان تبدو مرحه وهى تقول :

_أحضرت لك الفطور بالفراش كالملكات.

ثم وضعت الصينيه على جانب الفراش وجلست قبالتها مستطرده:

-ماذا بك ياحبيبتى، ألن تخبري ماما ليلى؟

امتلئت عيناها بدموع غزيره جعلت ليلى تحتار وتفتح لها زراعيها لترتمى بحضنها وتبكى بكاء مرير كانت تهتز من شده بكاءها مما جعل ليلى خائفه عليها بشده وهى تقول:

-بسم الله الرحمن الرحيم ماذا بك ياحبيبتى أخبريني لماذا تبكين هكذا، لماذا؟!

ظلت ليلى تقرا لها بعص الايات القرآنيه حتى هدات ونامت مره اخرى ،او تصنعت النوم حتى تهرب من اى اسئله.

كانت الساعه السادسه تقريبا وقت كانت تجلس بمفردها على الرمال الصفراء الناعمه ظل عقلها يستعيد كل شئ ،كيف لم تلاحظ اى تغيير عليه، هل كانت سكرى بحبه لهذه الدرجه وما يحرق قلبها صديقتها الخائنه كيف لم تفهم كرهها لعلاقتهم كيف لم تلاحظ غيرتها الذائده ،كانت تلاحظ ولكنها كانت تبررها لها لانها لم تجد الحب بعد ،فى حين انها وجدته فى زوجها وحبيبها هى.

انين ملاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن