الفصل الثالث

394 15 0
                                    

الفصل الثالث:

وصلا منزلهما الكبير المكون من ثلاث غرف ومدخله به صالون مودرن لاستقبال ضيوفهم كما يحتوي علي سفرة عصرية، دخلت غرفتها التى توجد بنهاية طرقة طويلة، واغلقت بابها خلفها بعنف،القت بجسدها على الفراش الذي كان يجمعهما طوال ثلاث اشهر زواج، انحدرت دموعها بدون ارادة منها ،لا تدري اتبكي حبها ام كرامتها التي تأبي ان تسمع منه ،ام قلبها المخدوع الذي لا يدري ايصدق حبه الذي كان يبرق كالنجوم بعيناه ،ايصدق صوته الذي كان يشدو بحبها دائما ام يعتبر كل ذلك مجرد برق ضوء اصاب سمائه سريعا واختفي سريعا.

سمعت طرقاته وصوته القوي المميز من خلف باب غرفتها يقول بحزن:

-بشرى، أرجوك أفتحي، دعيني أشرح لك ماحدث بالتفصيل.

اغمضت عينيها، صوته يعذبها، ماذا سيشرح لها؟ سيفسر كيف مثل عليها وكيف اتفق على ذبحها…..

ازدادت طرقاته على باب الغرفة حدة وقال:

–بشرى، أفتحي من فضلك، تتوق نفسي للأطمئنان على نفسي.

ابتسمت بسخريه ،يخشى عليها، لو يعلم اى فكره اتت ببالها الان،محت عبراتها بقوه ثم توجهت لفتح الباب ستواجهه لا مفر،ولكنها لن تجعله يري الانكسار والحزن بعيناها حتى لو كانت تهيم به عشقا:

–ولماذا تخشى علي؟ فإذا أصابني مكروه سترثني وتعطي لوالدتك من الأموال ما تشاء.

رأت اتساع مقلتيه البنيتان ولكنها ادارت وجهها بعيدا وسمعته يقول بدهشه:

–كيف تتفوهين بمثل تلك الحماقات؟بل كيف تظنين أنني قد أفكر هكذا؟

ازدادت سخريتها قائله:

–وكيف لا أفكر هكذا، أوليس هذا ما تريده والدتك، أوليس هذا سبب زواجك مني؟!

–ألهذه الدرجة ليست لديك أي ثقة بس أو بحبي لك.  

–ما كنت لأصدق أبدا لولا أنني سمعتكما بنفسي.

ابتعد بخطوات بطيئه ماسحا بيده على ذقنه الكثيفة، عليه ان يتحلى بالصبر،فما سمعته ليس هين ابدا، استدار عائدا اليها بهدوء كم يتمنى ان يحتضنها ويمحى عنها كل الالم الذى يراه متربعا بعيناها، اقترب منها اكثر لامس ذقنها بانامله رافعا وجهها لمواجهته لتنظر فى عينيه قائلا بهدوء:

–ما سمعتيه كان نصف الحقيقة، أما الخقيقة الكاملة فستطلب هدوئك كي تسمعيها مني وتعلمي انني تزوجتك لعشقي لك وليس لأي أسباب أخرى.

شعر انها قد تستجيب فعيناها لا تكذبان عليه ابدا ولكنها تراجعت بسرعة خطوه للوراء وادارت ظهرها اليه عائده الى حجرتها قائله:

–لا أريد سماع كذبات جدد.

واغلقت الباب عليها، اغلقته امام قلبه، بل أمام قلبها، حرّمت الحنين على قلبيهما، حرّمت على قلبها تفاحة ادم التي ستخرج كرامتها من الجنة وتلقي بها لجحيم الارض، فتصم اذانها عن ندائات قلبه وترفض الصلاة بمحرابه، وتنشق روحها عن تقرحات دامية تغرق ذكريات حلوها أصبح يمرر طعم الأيام.

انين ملاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن