اغلقت بشرى باب غرفتها بفيلا والدها خلفها، تنهدت بارهاق جسدي ونفسي، مر الان تلاث اشهر وهي هنا بعيدة عنه، لا تراه الا مرة كل شهر في موعد متابعة طبيب النساء، اصبحت الآن بشهرها التاسع قد تلد بأي وقت او يحدد لها الطبيب موعد لولادة قيصرية، نزلت سلالم الفيلا الداخلية بوهن، ابصرتها ليلى فهبت لمساندتها والشد من اذرها، اوصلتها حتى باب الفيلا، سارت ببطء حتى سيارة آسر الذي ينتظرها للتوجه لعيادة الطبيب، ركبت معه بصمت كالمعتاد، اصبحت مشاعرها مذبذبة اكثر من ذي قبل، فبعد اخر مرة كانا فيها سويا بمنزلها وهي تخشى الاقتراب منه وتتمناه، بل انها تزداد حنقا لعدم محاولته التحدث معها او مصالحتها او اعادتها لبيتهما مرة اخرى والتحجج بهؤلاء الذين يطاردون والدها الذي أكد لها صحة كلام اسر، ومع ذلك لا تدري مابها كم تود رؤيته نادما متضرعا لعودتها ومسامحته ورؤية الصدق بعيناه قد ترفض وقتها العودة لكن فقط تشعر بانه فعل كل ما بوسعه، وأنه يريدها كما تريده، وصلا اخيرا لعيادة الطبيب، سارعت بفتح الباب والنزول منه فلا تريد اقترابه ولا ملامسته، لكن فجأه سمعت صوت مكتوم والم رهيب يفتك بها واسر صارخا باسمها يلحقها قبل ان تسقط.
**************
اقترب اسر من سريرها فى الرعايه الفائقه وقلبه يرجف هلعا ،شكلها وهى نائمه هكذا واهنه ضعيفه يمزق روحه بلا رحمه ،اتكآعلى فراشها مقربا وجهه منهاقائلا بحزن شديد:
-ابننا بخير حبيبتي، ينتظر فقط عودتك لنا سالمة، أشتقت إليك كثيرا يا بشرة حياتي ومنية نفسي، منذ افتراقنا والحنين يضنيني، يلتهم الشوق أطنان صبري يوميا، فلم يترك لي سوى الفتات أحيا به بهجرك بأيامي العجاف، وكم تقت اليكِ فى البعد،وكم التاعت روحي بهجرك،تمزق نياط قلبى كانقطاع اوتار كمان حزين لايفيد به اصلاحا،شجية بائسة انغامه باحت لقلبكِ فى البعد ان نقترب، وكم صمت اذانكِ حتى هلكت اوتاره.
كان ذلك حالي حبيبتي عندما انهالت علي كلمات رضوى كسوط عذاب، نعم شككت بكل تصرفاتها، ونعم أجبرتها على البووح بكل ما تخفي، لكنني أبدا لم اتوقع أن يكون ماتخفيه هو رغبة أمي السادية المتوحشة بقتلك أنتقاما من والدك، لم أصدقها، بل نهرتها وألقيت على مسامعها أقصى العبارات، متوجها من فوري لأمي لأحذرها من تلك الحية الرقطاء، لم أتصور أبدا أن تكون أمي هي ذلك العازف الذي يشدو بالناي ليخرج الحية من ثباتها، وأنها هي نفسها أفعى كبرا عملاقة.
لم تنكر أتتخيلي ذلك، لم تكذب كلمات رضوى، بل أعترفت لي بكل خطتها منذ وضعت سم لوالدك فأكله نادر بالخطأ، حتى ما كانت تنتوي بعد ذلك، لم يكن أمامي سوى حل وحيد، وهو أقصائك من كل حياتي لأنك أغلى من حياتي، هان علي عذابي بغيابك أمام أمنك وسلامتك، لذلك أجبرت رضوى لتمثل معي مشهد الخيانة الذي جعلك تكرهينني، ولم أتصور أن تتقن أدائها لهذة الدرجة، فكان وجعك وبغضك أعظم، لكنني بذلك ضمنت أقتناع أمي بفراقنا، وطلاقنا حتى لا تأمل في الحصول على أي أموال بموتك، كما أخبرت عمي مراد انني ما فعلت ذلك إلا لأبعادك عني خوفا عليك من رجال أعمال يتربصون له وانني علمت ذلك من والد رضوى فهو أيضا له شركاته بالسوق ويعلم أخباره، أعلم أنه لم يصدقني، لكنه على الأقل لم يشك بأمي مطلقا، فرغم كل شئ تظل أمي ولن أتمكن أبدا من الزج بها بالسجن بيدي، حتى رأيتك وذلك الخالد الذي كان يتبعك كظلك بنظرات ولهى تقتلني، جازفت بكل شئ إلا فوز أخر بك، ظل وجودك ببيتنا سر حتى أكتشفت أن أمي أجرت بلطجي يراقبني وعلمت منه أنك لاتزالين معي، ثرت وقتها وكدت اجن، ولذلك صممت على عودتك مرة اخرى لفيلا والدك....
أنت تقرأ
انين ملاك
Romanceكنت أفكر للتو بالشمس وغروبها الذي يقتطع من روحي جزء يوميا. -ألهذة الدرجة الجرح كبير؟ صمتت برهه ثم قالت بابتسامتها الحزينه : -نعم. التفت اليها ليواجهها قائلا : -الان ترينه كبير جدا عملاق يكاد يبتلعك، ولن تشفي منه أبدا، لكن صدقيني كلما كان الوجع أك...