١٥

234 38 147
                                    

قال جاستن بينما يستلقي على الأريكة بعشوائية: لا أعلم ماذا يحصل في الخارج- أعني كيف يتعامل سكوتر مع حقيقة غيابي المُفاجئ وماذا عن مواقع التواصل الإجتماعي والمجلّات والبيليبرز والصحافة- أنا حقاً فضوليّ،

قلتُ بينما أشرب العصير وأترك هاتفي جانباً: يسألون سكوتر عنك وهو يجيبهم بأنك بخير وتحتاج إلى الراحة والإبتعاد عن الأضواء للإسترخاء وهم يصدقون ذلك بعدما ألغيت حفلا-،

فتحتُ عيناي بصدمة فعقد حاجبيه وهو ينظر إليّ بغرابة، وضعتُ الكأس جانباً واتجهتُ نحوه بسرعة، قال بخوف مصطنع: إلهي! ماذا حصل لكِ فجأة؟،

جلستُ على الأرض جانب الأريكة التي هو مستلقي عليها وقلتُ بقلقٍ شديد: ماذا حصل لألمِ رأسك جاستن؟ هل مازال يؤلمك؟ بماذا تشعر؟،

تنهد بينما يقلب عيناه: يؤلمني لكنني أستطيع تحمله لأنه ليس بذلك الألم الشديد-،
قاطعته: ولا تُخبرني؟ يجب أن ترى طبيباً!،

جلس ومدَّ يده نحوي، أمسكتُ بها فسحبني وجعلني أجلس جانبه، قال بصوتٍ مُريح: آخذ الحبوب المُسكِّنة يومياً فلا داعي للقلق- أنا بخير،

تنهدت، قلت: حسناً لكن يمكنني جلب طبيب إلى هنا عندما تسوء الأحوال حسناً؟ فقط أخبرني!،
أومأ بينما يبتسم إبتسامة تُظهر غمّازاته الخفيفة، قضمتُ خدّي من الداخل، إنه آلهة من الجمال، هذا مثاليّ، أودُّ تقبيله طوال اليوم دون توقف لكن، مستحيل، أراهن أن حتى حبيباته السابقات لم يفعلوا هذا الشيئ معه، لكنني أريد فعل ذلك، أن أُعبِّر له عن حبي وامتناني طوال العمر ولن أنتهي أبداً، إبتسمتُ لا إراديّاً عندما تذكرتُ إعترافه بإعجابه بي، هزيتُ رأسي يميناً ويساراً وأخفضته بخجل عندما قرص وجنتي وقال: أرنبي،

قلتُ له بينما أُمسك بيده: جاستن- لا أريد الضغط عليك- لكن- أريدُ منكَ حقاً الغناء لي- صوتكَ يُشعرني حقاً بالراحة،

نظر إلى الفراغ، يبدو وكأنه يفكِّر بشيئٍ ما، إبتسم ونهض، قال: ما رأيكِ بحفلة كالجولات التي أقوم بها،
فتحتُ عيناي بدهشة بينما أبتسم فأكمل: أن تكونين فتاتي الوحيدة للمرة الثانية؟ في الحقيقة- سآخذ راحتي أكثر هنا،
غمز في نهاية جملته فضربته بخفة على يده، قال بينما يضحك: أمزح فقط!.

عضيتُ شفتي وأنا أبتسم إبتسامة واسعة إثر ما يفعله جاستن معي، أعتقد أنه يتعمّد فعل ذلك كي يُثبت لي إعجابه بي، أكمل غناء أغنيته "فتاة وحيدة" بينما يلتفّ ليُصبح أمامي، أمسك يداي وقام بوضعهم على كتفاه كي أنهض فنهضت، حاوط خصري بيداه وبدأنا نتمايل على صوته، كانت إبتسامته واسعة تماماً كإبتسامتي،

شارفت الأغنية على الإنتهاء فأمسك بيدي وقام بلفّي دائرياً عدة مرات متواصلة، إبتعد عني عندما انتهى من الغناء وجلس على الأريكة، جلستُ جانبه فقهقه وقال: كان ذلك ممتعاً، أومأتُ وأنا أبتسم بسعادة: كثيراً،

نظر إلى الساعة وقال: إنها التاسعة والنصف، عقدتُ حاجباي: أجل، أكمل: لنخرج! لن يتعرّف عليّ أحد في الظلام!، قلتُ بعدم ثقة: لا أظنُّ أنها فكرة جيدة،

دفعني كي أنهض وقال: حرِّكي مؤخرتكِ الكسولة بسرعة هيا، نهضتُ وأنا أضحك فدفعني بخفة وأكمل: هيا إرتدي شيئاً يحميكي من برودة المساء،

قلت: سأُحضر لك الجاكيت الجلدي الذي أحضرته لك، قال بنظرة خبيثة: لا- سآتي معكِ إلى الغرفة وأرتديه، قلبتُ عيناي وذهبتُ إلى الغرفة لوحدي.

أحضرتُ له الجاكيت الأسود ورميته عليه قائلة: إرتديه أيها الكسول، قلب عيناه بينما يبتسم وقال: حسناً شكراً لكِ على أيَّةِ حال،

عدتُ إلى الغرفة وبدأتُ أبحث عن الوشاح الأسود الشتويّ الذي أعطتني إياه أمي، أخيراً وجدته، سحبتُ معطفي الأصفر القصير وارتديته، أخذتُ الوشاح وعدتُ إلى الصالة فكان جاستن قد ارتدى سترته بالفعل، وضعتُ الوشاح على كتفيه وقلت: قم بتغطية وجهك بهذا- سيفيدك،

بدأ بلفّه حول فمه وأنفه، وضع قبعة السترة على رأسه وقال: جاهز، إبتسمتُ على شكله اللطيف وقلت: تبدو كالدُّب، قهقه وقال: أعلم- هيا بنا.

قلتُ بينما أنظر إليه: هل تريد الذهاب إلى الشاطئ؟، أومأ: لمَ لا؟، قلت: الجوّ بارد لكنه رائع، نظر إليّ وقال بغرور: لأنني معكِ، هزيتُ رأسي بيأس وقلتُ بمزاح: أعلم أنكَ مشهور محبوب لكن توقف عن هذا معي!، رفع كتفيه وقال: توقفي عن غيرتكِ مني!،

ضيقتُ عيناي: أنا أغار منك؟-، قاطعني عندما أمسك بيدي وقال: حسناً إنني أمزح والآن توقفي عن غضبكِ! هذا لا يُحتمل، قضمتُ شفتي عندما زادت دقّات قلبي وأنفاسي تسارعت،

قال لي عقلي: ما بكِ؟ لم يقبّلكِ لتفقدي صوابكِ بهذا الشكل!،
أعلم، لكنه شعورٌ مختلف عندما يفعل الشخص الذي سرق قلبي هذا الأشياء الصغيرة التي تجعلني أفقد صوابي، شديتُ من إمساك يده فنظر إليّ جاستن وقال: أأنتِ بخير؟،

حاولتُ منع نفسي عن الإبتسام لكنني فشلت، أومأتُ دون أن أجيبه وجلسنا على الرمال بينما جاستن لم يترك يدي، قلت: هل تشعر بالملل في منزلي؟، أجاب بسرعة: لا بالطبع لا لكنني لستُ معتاد على البقاء في المنزل لمدة يوم كامل فما بالكِ لمدة أسبوع دون إخراج رأسي من النافذة؟ تباً،

ضحكتُ على طريقة كلامه فقهقه وقال: الجوّ جميل حقاً، رفعتُ كتفاي: هذا لأنكَ معي، ضيّق عينيه: هل تقلِّديني؟، لم أجيبه فقام بحكّ أنفه بإحراج، فرّق شفتيه ليتكلم لكنه أطبقهم ونظر إلى البحر،

قطبتُ حاجباي وقلت: ماذا تريد جاستن؟، رفع حاجباه وهو ينظر إليّ: لا شيئ، قهقه بتوتر: لا شيئ على الإطلاق!، ضيقتُ عيناي: حسناً- إستمرّ في الكذب،

قال: أنا لا أكذب-، لم أجيبه فتنهد، أكمل بتلعثم: حسناً- كنتُ سأقول أنني- أخبرتكِ سابقاً- في الحمام الخاص بكِ- أتذكرين؟ أنني معجب- معجبٌ بكِ لكنكِ لم تُعطي لعنة للأمر- ردّة فعلكِ كانت غير متوقعة،

منعتُ نفسي عن الضحك بصعوبة بواسطة عضّ شفتي بقوة من الداخل وقلت: لكنني أخبرتكَ مراتٍ عديدة بأنني لستُ معجبة بك، إستطاع إخفاء تعابير وجهه بسهولة فأكملت: بل أحبك والحُبّ أقوى من الإعجاب،

تنهد وهو يبتسم من جديد وسحبني كي أقترب منه أكثر، وضعتُ رأسي على كتفه واستمرينا بالتحديق في البحر معاً.

_________________________________

عَـالِـق فِـي الّلحظـة -جَـاستِـن بيبَـر-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن