*15*

9.6K 374 169
                                    


🖤💜🖤

كانت جالسة بحضن أمها بهدوء وكأنها طفلة صغيرة بعد ذلك البكاء وهي تتذكر ما حدث .. بينما كانت فريدة تمسح على شعرها بحنان وقالت لها :- صغيرتي.. هل أنتي بخير.. لتهز هازان برأسها بمعنى نعم..
لترتاح فريدة قليلاً و تقول :- أين كنتي في هذه الوقت من ليل ها.. ولما كنتي تبكين يا حبيبتي..
لم ترد عليها هازان بل ظلت صامتة بهدوء.. لتفهم فريدة بأنها لا تريد كلام رغم أنها تعرف سبب بكائها إلا أنها تركتها حتى تتحدث هازان لها..
لتظل هكذا بحضن أمها حتى بزوغ فجر دون أن يتحدثا
بعد مدة نهضت هازان من حضن أمها حتى تذهب إلى غرفتها إلا أنها توقفت ونظرت إلى أمها وقالت بخجل :-
هل أنا جميلة يا أمي..
نظرت إليها فريدة بأندهاش من سؤالها ألذي ظنت بأنها لن تسمعه في حياتها كلها من أبنتها الوحيدة.. لتبتسم بحب وتقول :- جميلة.. هل وقفت يوما أمام مرآة و نظرتي إلى نفسك ك هازان الفتاة الشابة الجميلة التي لو كانت تعتبر نفسها فتاة فقط لكانت الآن قد جعلت شباب يتقاتلون من أجلها وليس عكس صغيرتي.. هل في يوما نظرتي إلى جمالك التي تخبئنه تحت مسمى هازار.. عيونك التي تشبه لؤلؤات سوداء الغالية.. شعرك الأسود الطويل الذي تتمنه كل فتاة أن يكون شعرها مثله.. بشرتك البيضاء الصافية.. جسدك الأنثوي الرشيق.. وكل شيء آخر.. لا.. لم تفعلي أليس كذلك..
هزت هازان برأسها بمعنى لا..
لتقول فريدة لها وهي تمسك بيدها :- إذا أفعلي.. قفى عند مرآة و أنظري إلى نفسك يا صغيرتي ك هازان الفتاة التي يضيع عمرها و شبابها دون أن تحب و تعشق.. و تجدين حب حياتك يذهب لأمراة أخرى وأنتي تنظر إليه دون أن تستطيع فعل شيء لأنك هازار.. هل فهمتي..
وضعت هازان رأسها بحضن أمها دون أن تنطق بحرف وهي تفكر بكلام أمها.. ومن ثم تتذكره حين قال أنه كان يتصل بفتاة ليل.. لتنزل دمعت من عينها تؤلم قلبها.. حتى غلبها النعاس..
أستيقظ جمال ما أن شعر بمكان فريدة فارغا لينهض بسرعة وخرج من غرفة ليجدها جالسة في صالة هي و هازان أقترب منهما وجلس بجانب فريدة وقال :- ما بها هل هي بخير..
وضعت فريدة رأسها على كتفه وقالت :- أتمنى ذلك..
قبله جمال جبينها بعمق وقال :- هيا.. لترتاحا قليلاً.. و
بعد ذلك سنتحدث.. نهض ليحمل هازان ويصعد بها إلى غرفتها حتى تنام براحة.. و تبعته فريدة لتساعده..
بعد أن أطمئنوا على هازان دخلت فريدة إلى غرفتها لتجد جمال ينتظرها.. وما أن جلست على سرير حتى سحبها جمال إلى حضنه لتدفن فريدة رأسها بحضنه لترتاح لأنها حزينة من أجل صغيرتها هازان..
جمال :- ما بها هازان..
فريدة :- أنها واقعت في حب..
جمال :- ماذا.. من..
فريدة :- أبنتنا الصغيرة هازان.. عاشقه..
جمال بصدمة :- ما.. ماذا.. ومن قال لك..
نظرت إليه فريدة بصدمة وقالت :- ما بك يا رجل..
جمال :- لا يمكن.. متى.. كيف.. أين.. ومن هو..
فريدة :- ياإللهي.. لما تقول هذا.. أليست هي فتاة..
جمال :- مالذي تقولينه يا فريدة.. أنها هازان أبنتي التي لا تعترف بأنها فتاة حتى.. فكيف تقولين بأنها عاشقه..
فريدة :- إياك.. إياك أن تتدخل يا جمال..
جمال :- ماذا تقصدين بذلك..
فريدة :- أنا لم أصدق أنه آت اليوم ألذي تحب وتعشق و
تجد رجلاً تحبه و يحبها.. لتأتي أنت وتخرب كل شيء..
جمال :- أنا لن أسمحا لأحد أن يأخذ أبنتي هازان مني.. لا أحد.. لأن لأحد يستحق أبنتي هازان.. لا أحد..
ضحكت عليه فريدة وقالت له :- ياإللهي.. هل تغار..
نظر إليها جمال بطرف عينه بغضب وقال :- نعم.. هل لديك مشكلة أنني أغار بأن يأخذ رجل غبي أبنتي صغيرة هازان مني.. تحبه و تحتمي به و تحتضنه وتشعر بأمان معه و سعادة.. وتنساني أنا والدها سندها وحاميها و ملجأ أمانها ومصدر سعادتها.. طبعاً أغار عليها..
فريدة بحب :- وهذا ما فعلته أنت أيضاً أليس كذلك..
نظر جمال إليها بدهشة ليجدها تبتسم له بعشق ليقول
:- وهل سيأتي غبي من حيث لا ندري ليأخذ بثأرك و يأخذ صغيرتي الغالية مني..
أقتربت منه فريدة وقالت :- هكذا هي الحياة.. أخذ و عط.. أنت أخذت وآت وقت حتى تعطي.. كم فعلت و سيفعل الجميع.. حتى أبنتنا عندما يكون لديها فتاة في مستقبل سيأتي ذاك ألذي يأخذ بثأرك منه أيضا يا عزيزي
قام جمال بضمها إلى صدره وقال :- هل قلت لك بأنني أحبك جداً يا حبيبتي الصغيرة.. وقبله جبينها بعمق..
لتبادله فريدة ذاك الحضن وتقول :- وأنا أيضاً أحبك جداً
يا عزيزي جمو.. أحبك كثيراً..
.
.
في شقته المظلمة كان جالسا ينظر من خلال نافذة إلى مدينة وفي يده كأس شرب سيترجع ما حدث منذ ساعات لأنه حتى الآن لم يستوعب.. شرب من كأس و أغمض عينيه حتى يصف ذهنه إلا أنه ما أن فعل حتى تذكرها عندما كانت بين أحضانه ليأخذ نفسأ عميقا وكأنه يشم رائحتها ليبتسم وهو مازال مغمض عينيه حين تذكر عيونها المتلألأ السوداء و شفتيها الكرزية التي كاد أن يأخذهما إلى فمه حتى يقبلها بعنف وقوة.. في تلك لحظة فتح عينيه بقوة وكأنه آفاق على نفسه وضرب بذاك الكأس الذي بيده عرض حائط بقوة وقال بصوتج عالي لنفسه وهو ينهض من مكانه :- اللعنة عليك يا هذا اللعنة عليك.. مالذي فعله بك ذاك الجرو العين حتى تفكر به إلى تلك الدرجة.. اللعنة.. اللعنة.. وذهب بسرعة ليحمل هاتفه..
.
بعد ساعة..
كان هناك صرخ فتاة يسمع وهي تطلب منه أن يتوقف إلا أنه زاد من فعلته.. كان يعاملها بعنف و قوة وكأنه يثبت لنفسه بأنه ياغيز ايجمان زعيم مافيا ألذي لا أحد لم ولن يستطيع سيطرة عليه.. ليأتي مجرد جرو صغير يسيطر على أفكاره و حياته.. وبعد أن غلبه التعب أبتعد عن فتاة ونهض من سرير وقال لها :- أذهبي الآن...
ما أن أنهى كلامه حتى هربت فتاة بسرعة من شقته وهي تتمنى إلا تعود إليها أبدا..
أما بخصوص ياغيز فذهب في نوم عميق بعد يوم غريب ومتعب..
.
.
حل الصباح جديد..
فتحت هازان عينيها بتعب ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفتها وعلى سريرها.. لتنهض بأرهاق حتى تستحم وبعد ذلك تذهب إلى شركة.. دخلت إلى حمام وبدأت بخلع ثيابها.. ومن ثم وقفت أمام مرآة تنظر إلى نفسها..
لتتذكر كلام أمها.. عيونها المتلألأ السوداء و شفتيها الكرزية ووجهها البيض الصافي وثم قامت بفرد شعرها الأسود الطويل الذي كانت تريد قصه لولا منع فريدة لها
لتجد نفسها جميلة حتى دون أن تضع أي مستحضر تجميل.. وثم نظرت إلى جسدها الممشوق بمنحيات.. وقالت لنفسها :- هل حقاً أنتي جميلة.. وذهبت عند دوش لتبدأ بأستحمام منعش يذهب عن جسدها و عقلها و قلبها كل ذلك التعب و الحزن الذي شعرت به بارحة..
وبعد حمام طويل وتناول الإفطار بصمت دون أن يسألها أي من فريدة و جمال أي شيء.. دخلت إلى غرفتها لتنام
.
وهكذا مر أسبوع كامل دون تخرج من بيت أو تقابل أحدا أو تذهب إلى شركة أو أن تتكلم مع والديها الذان كانا قلقين عليها كثيراً خاصة جمال ألذي كان يشعر بغضب و غيرة من ذاك الذي أخذ راحة أبنته الصغيرة ليجدها هكذا دون هادئة و صامة.. عكس فريدة التي رغم قلقها على أبنتها إلا أنها كانت تعرف بأن الحب يفعل هذا و أكثر..
.
.
أما ياغيز فمنذ تلك ليلة وهو قد تغير.. نعم لقد تغير.. لقد أصبح يغضب من أي شيء.. لم يعد أحد يستطيع تحدث معه.. أصبح مثل وحش يقتل كل من لا يعجبه خاصة أعدائه..
كان مارت جالسا حين سمع صوت صراخ يهز شركة ليخرج بسرعة من مكتبه ويتجه نحو مكتب ياغيز.. وكلما كان يقترب كلما ما كان يعلوا الصوت.. ليدخل إلى مكتبه ليجد بأنه يصرخ على سكرتيره وتكاد أن تموت
خوفا منه..
ليشير لها بخروج وقال ل ياغيز :- ما بك واللعنة.. ما بك
نظر ياغيز إليه بغضب وقال :- لا شأن لك..
قال مارت له :- كيف لا شأن لي ها.. و أنا لا أعرف ما بك.. لقد أصبحت أخاف منك ياغيز..
نظر إليه ياغيز ولم يتفوه بكلمة و أتجه نحو مكتبه وقبل أن يجلس على كرسيه قال مارت له :- حتى هازار مختفى منذ أسبوع.. هل حدث شيء بينكما وأنا لا أعرفه
ألتفت ياغيز ونظر إليه وقال له :- ماذا تعني.. ألم تتحدث معه أو تقابله منذ أسبوع..
مارت :- لا.. لأنني كنت مشغولاً ولم أفعل.. لما..
حمل ياغيز سترته و هاتفه و مفاتيحه وخرج من مكتب تاركا مارت بحيرة من أمره وكأنه ليس ذاك الذي كان مثل بركان غاضب..
.
.
كان وقت غداء..
كانت فريدة تعد الغداء في مطبخ وكان جمال يساعدها بينما كانت هازان جالسة في صالة بهدوء و صمت تبعث بهاتفها وكانت ترتدي ولأول مرة فستان أبيض صيفي يصل إلى ركبتها بأكمام قصيرة قليلا.. وكانت قد فردت شعرها الأسود على أكتفها دون أن تربطته.. كانت تبدو مثل طفلة صغيرة بجسد امرأة جميلة..
ما أن رأتها فريدة هكذا حتى بكت من سعادة وهي تجد أبنتها الصغيرة قد عادت بعد أن أمضت حياتها وهي تتنكر على أنها هازار الشاب..
أما جمال فرغم أنه شعر بسعادة هو الآخر من أجل زوجته و أبنته.. إلا أنه غضب لأنها بسبب رجل فعلت ذلك.. نعم يا سادة.. إن جمال شمكيران حساسا جداً لدرجة أنه بدأ يكره ذلك الرجل و يتوعد له قبل أن يرآه حتى.. وهذا ما لاحظته فريدة إلا أنها لم تأخذ الأمر بجدية.. بينما كانا يستعدون لتناول الغداء رن جرس بيت آل شمكيران.. لينظروا إلى بعض بأستغراب..
لتقول فريدة :- هل تنتظرون أحدا..
قالا كل من جمال و هازان معا :- لا
وثم نهض جمال ليفتح الباب.. ومرت بضع دقائق عندما دخل جمال وقال وهو ينظر إلى هازان :- أن مديرك هنا
وقبل أن تنطق هازان بحرف حتى وجدت ظله يقترب من والدها.. لتنهض بكل سرعتها و تركض إلى غرفتها قبل أن يرآها هكذا.. إلا أنه كان قد لاحظ فتاة تركض على سلم ذات شعر أسود طويل وكأنها تهرب وبقى عينيه معلقة هناك وقلبه يكاد يخرج من صدره ولا يعرف سبب..
ليقطع تأمله جمال وهو ينادي عليه :- أيها سيد تفضل بدخول حتى يأت هازار..
حمحم ياغيز بإحراج وهو يشاهد بأنه آت بوقت غداء و قال :- أعتذر لأنني أتيت بوقت غير مناسب..
نهضت فريدة التي كانت ظهرها يقابله حتى ترحب به.. وما أن ألتفتت حتى كادت تقع على أرض لولم يمسك بها جمال ويقول لها :- حبيبتي.. ما بك..
نظرت إلى ياغيز الذي ذكرها بشخص عزيز على قلبها و قالت :- ياإللهي.. أنه يشبه صغير ياغيز..
قال جمال لها :- ماذا قلتي لأني لم أسمع..
قالت له فريدة بعد أن أستعدت نفسها :- لا شيء عزيزي
وثم رحبت ب ياغيز..
شعر ياغيز بتوتر و شعور غريب وهو ينظر إلى فريدة التي كانت تنظر إليه بنظرات غريبة..
بينما كانوا جالسين بتوتر كل ينظر إلى آخر بنظرات.. نزلت هازان وهي هازار وهي تشعر بقلبها وكأنها سينفجر
من توتر و قلقي و سعادة وهي تجده جالس مع والديها لتقول بعد أن أخذت نفسا عميقا وقالت له :- لما أتيت إلى هنا.. ماذا تريد..
قال ياغيز لها :- أريد تحدث معك.. هل نستطيع تكلم..
هازان :- لنخرج.. هيا..
وقبل أن ينهض ياغيز قالت فريدة لهما :- ليس قبل أن تأكلا الغداء أليس كذلك يا عزيزي جمال..
جمال.. جمال.. مرحبا جمال هل أنت معنا.. لولا فريدة لكان جمال الآن يشرب من دم ياغيز.. لأنه عرف أنه هو سبب حزن أبنته الصغيرة هازان.. نعم لقد عرف من هو عدوه ألذي أخذ أبنته منه..
كاد أن ترفض هازان.. إلا أن ياغيز وجدها فرصة حتى يتناول من طعام والدتها لأنها كانت تمدح بأمها كثيراً..

فتاة ولكن..... ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن