الفصل (13)

2.5K 111 6
                                    

#اللهب_الأزرق
        ____ الفصــــل الثـــالــث عشـــر ( 13 ) ____

كانا جالسان على الأريكة الخشبية فى التراس ويهزها "رضوان" بقدميه وهى تضع قدميها أعلى الأريكة وتجلس بجواره واضعة رأسها على كتفه بطمأنينة ، تطلع بهدوء تام إلى عينيها فى صمت يسود الموقف بينهما فقال "رضوان" بنبرة دافئة :-
- بعشق النظر لعينيكِ .. النظر فيهم ملكوت تانى خالص لا يتوصف ولا يتكتب ، دا يتحس بس ومش أى حد هيحس الأحساس دا ...  أنا وبس
ردت "عهد" بسؤال لكن بنبرة اكثر هدوء من نبرته وهى تنظر له ويديها بين أحضان كفيه :-
- مالهم ؟!
تنهد بأرتياح وهو يربت على كفيها ويزيد النظر لعينيها :-
- اممم .. شبه السماء الصافية من غير غيوم أو سُحاب ، وصفاء المحيط من غير ما أى حاجة تعكر مياهه الزرقاء ، شبه اللهب الأزرق أشد وأقوى نوع لهب ، عينيكِ شبه الحجر الكريم الأزرق واللؤلؤة الزرقاء ، أجمعى كل دول وهيطلع درجة أستثنائية وناردة من اللون الأزرق موجودة الدرجة دى جوا جفن عينيكِ وبين رموشك اللى بتزيدهم جمال وسحر يا عهد
تبسمت خجلًا من وصفه لعينيها فقط وقالت بأستيحاء :-
- كل دا فى عينى ؟!!

- وأكتر من أنه يتوصف مش بقول بيتحس بس يا عهدى

ردت كعادتها بسؤال جديد :-
- وأشمعنا أنت بس اللى هتحس الأحساس دا ؟

قرب رأسه نحوها أكثر وقال هامسًا حتى تسمعه جيدًا :-
- لأن أنا الوحيد اللى فاهمهم وقرأهم من النظر فيهم

وفور أنتهاءه من جملته وضع قبلة على جبينها بحنان وحب لا تكفى لتعبير عن عشقه الساكن بين ضلوعه ، تنهدت بطمأنينة وقالت بخجل :-
- أنا عاوزة أقولك على حاجة قبل ما تتجوزينى عشان لو متقبلتهاش يبقى بلاها جواز خالص

- أنا مفيش حاجة هتخلينى أغير رأى يا عهدى ، بس هسمعك
قالها بهدوء فتحدثت بجدية :-
- أنا من سنتين كدة عماد كان عاوز يجوزنى لابن صاحبه وكدة يعنى ...

حدق بها بغيرة مُشتعلة وقال بزمجرة :-
- وماله ...

- مش وقت هزار يا رضوان ، أنا رفضت وأتخانقنا كعادتنا بس هو كان غبى فضل يضرب فيا جامد وبغل ، وقتها ماما كانت بتكوى هدوم .. أحم بصراحة يعنى هو أخد منها المكواة ورمها عليا حرقت ضهر .. يعنى عشان متتصدمش بعد الجواز أو تقول أنك عاوزة مراتك تكون حلوة ومفيش عيب لأن الحرق ساب علامة كبيرة مش صغيرة و.....
كانت تتحدث بأحراج شديد وهى تفرك أصابعها ببعض وتتحاشي النظر له بأستحياء ، قطع حديثها حين وضع سبابته على شفتيها وأبهامه أسفل ذقنها يرفع رأسها كى تتقابل عيناهما دون أن تتحاشاه أو تخجل منه فقال بنبرة دافئة :-
- أنا بحبك ومش عاوز غيرك يا عهدى وأنتِ لو شوية عضم فى قفة بعد الشر عنك هتجوزك عشان بحبك وعشان أنتِ سكنتى هنا خلاص

قال جملته الأخيرة وهو يأخذ ؤدها ويضعها فوق قلبه بحنان فقالت بعيون دامعة :-
- بجد يعنى مش هتسبنى وتقول عليا معيبة

رواية / اللهب الأزرق : نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن