الفصل الثالث

409 61 131
                                    

اضمحل ذلك الليل الطويل وتخللت عتمته شعاعات نور ارسلتها الشمس متباهية باشراقها الذي يكتسح الوجود
ورغم ان رحلة تلك الشعاعات كانت شاقة إلا انها تمكنت من عبور نوافذ ذلك المصنع القديم الذي اتخذه دونغهي معقلاً له ولرجاله ومكان وكالته الخاصة بتنفيذ المهام .

وفي خضم تلك الفوضى التي رافقت استيقاظ الجميع وتجمعهم في الكافتيريا التي يقدمون فيها طعام الفطار ؛ كانت جيون قد وصلت للتو بعد ان تدربت قليلاً لتحسن من مهاراتها في القتال كما نصحها دونغهي مسبقاً
أخذت اطباق الطعام خاصتها وبعينيها كانت تجوب المكان الواسع الذي تترامى فيه طاولات تناول الطعام بعشوائية تبحث عن مكان فارغ لتجلس فيه

وحالما عثرت على طاولة فارغة حتى أسرعت اليها لتجلس عليها لتبدأ بتناول طعامها
لكن مبتغاها بدا صعباً امام مضايقات زملائها الذكور الذين كانوا ينظرون اليها باستصغار وهم يلقون عليها بكلماتهم الساخرة
بصعوبة حاولت التحكم بملامحها واستجماع رباطة جأشها حتى لا ينحل عزمها امام مضايقاتهم لها
في النهاية هي الفتاة الوحيدة في هذا المكان ولن يكون من السهل عليهم تقبلها حتى تثبت ذاتها ..

تأرجحت كلمات أخيها في عقلها عندما اخبرها ذات يوم انها تحتاج احياناً للقوة حتى تثبت مكانها بين أناس يقللون من شأنها
تلك كانت اجابته لها عندما سألته عن سبب تدريباته لها ولماذا يستعمل القوة في حياته ؛ ومنذ ذلك اليوم ادركت ان القوة احياناً تكون سبيلنا الوحيد للخلاص ..

أخرجها من أفكارها تلك صوت أحد الرجال وهو يجلس بجانبها ليسكب العصير الذي كان معها فوق لفائف البيض خاصتها متكلماً : هذا سيجعلها سهلة المضغ في فمك الصغير ايتها المدللة

نظرت اليه بطرفها قبل ان تأخذ نفساً عميقاً وتحبسه بداخلها ؛ الخوف والصمت لن يسعفاها في هذا المكان الأشبه بغابة السلطة فيها للأقوى
لن تظهر ضعفها او خوفها ؛ عليها ان تكسب احترامهم بأي طريقة كانت ، عليها ان ترسخ حقيقة انها اصبحت واحدة منهم وانها استحقت مكانها بجدارة ..

ولذلك كورت قبضتها ولكمته بقوة على حين غرة منه هو الذي كان يضحك ساخراً مع اصدقائه عليها وحالما تلقى تلك اللكمة على وجهه حتى تراجع خطوتين للخلف قبل ان يصك اسنانه بغضب ويصيح : هل تريدين الموت ايتها العثة الصغيرة ؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ولذلك كورت قبضتها ولكمته بقوة على حين غرة منه هو الذي كان يضحك ساخراً مع اصدقائه عليها
وحالما تلقى تلك اللكمة على وجهه حتى تراجع خطوتين للخلف قبل ان يصك اسنانه بغضب ويصيح : هل تريدين الموت ايتها العثة الصغيرة ؟

" العهد " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن