الفصل السابع عشر

315 66 163
                                    

اختبأت الشمس في بطن السماء بعد ان لملمت اشلاء نورها تحت سطوة الظلام الذي بدأ يلوح في الأفق مهيمناً على كل ما حوله
ومع بداية ذلك الليل فتحت عينيها الناعستين بعد نوم استغرقهما لساعات طوال بين أحضان الحب
ابتسمت بغبطة كيف انها تمكنت من استوطان حضنه من جديد وكيف تركت النوم يتسلل اليهما براحة بعد ان جافاهما طيلة ايام الفراق !

رفعت كفها اليه تعبث بخصلات شعره طاغية السواد وقلبها يحيك أنسجة الحب بخيوط الهوى
وإثر حركاتها تلك فتح عينيه بهدوء ليقع ضحية ابتسامتها الشفافة النقية فتزيده فيها ولها ..
ترك كفه تتلمس وسطها بحرية مداعباً وبنعومة انسلت انامله من أسفل قميصها تتحسس نعومة بشرتها الدافئة فأخفت وجهها بخجل عند عنقه

همس بصوت هادئ جذب نبضها : متى تمكنتِ مني بذلك القدر حتى أضناني الشوق اليكِ ؟

ابتسمت بخفة لتنظر بعينيه مدعية التعجب امام غزله المستجد : ومتى أصبحت تجيد صياغة كلمات الحب بهذه البراعة ؟!

ابتسم بمكر وهو يفتح اول ازرار قميصها ليبعده عن وشمها بعبثية ضاعفت من ارتباك حواسها وجعلت انفاسها ترتعد لهفة
لم يجبها بكلماته بل ترك شفتيه تبصمان حروف عشقه بقبلة عميقة على عظام ترقوتها فوق وشمها تماماً
جعلها تذوب ولها من عبثية أفعاله ؛ انحل عزمها وفقدت أنفاسها امام نشوة انفاسه التي بعثرت اتزانها

وامام انصهارها الحتمي بين يديه وجد نفسه يتمادى تحت سطوة عشق فاحش احتل حواسه واثار شبق الهوى بجوانحه
ارتقى بقبلاته الى خط عنقها متتبعاً نبض وريدها المنصاع لسحر رجولته ؛ ارتفعت وتيرة انفاسها كما شعرت بالحرارة تغزو جسدها تيهاً بين شفتيه اللتين تجوبان عنقها بقبلات عميقة متفرقة
وبين انامله التي عرفت طريقها الى ظهرها يعزف ألحان نبضها كما لو انها قيثارة عذبة الصوت تتبع لمسات انامله ..

لكنها بصعوبة تمكنت من انتشال نفسها من نشوة الحب التي سلبتها حواسها للحظات وأبعدته عنها بقدر بسيط لتتكلم بأنفاس ثقيلة أعياها الهوى : انت مصاب ومتعب ...

تأمل ملامحها المتوردة وعينيها العاشقتين بحب ليهمس : أتعبني اشتياقي لك وخوفي من فقدانك اكثر من هذا الجرح السطحي !

لامست شفتيه بسبابتها لتزيده جنوناً بها وهي تعاتبه بلين : انت من أخضعنا لذلك الفراق القصري وحتم علينا الوقوع تحت سياط الشوق ..

قطب حاجبيه بضيق وهو يشد قبضته على كفها ليلثمها بقبلة ناعمة وخرجت كلماته محملة بالقلق والترقب : لا تكرهيني ابداً بارك جيون ، لا تتخلي عني مهما علمتِ من خفايا ماضٍ اخشى ان تتجلى حقائفه لتفرق بيننا

" العهد " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن