بضعف قاوم انفاسه المرهقة ؛ حاول الحفاظ على صلابته امامها حتى لا ينهار تماماً لكنه ما كان قادراً على نطق حروفه بعد ان أثقل الألم روحه المتخابطة داخل جسده ..
حاول رفع كفه ليمسح دموعها ؛ حتى في أحلك الظروف سعيد هو لانها بخير لم تتأذى ، لانه كان قادراً على حمايتها ..
حتى في أعسى الأوقات لا يريد ان يرى دموعها تبكيه بهذه الوفرة ؛ لا يحلم سوى بابتسامتها المشرقة ولا يريد سواها وهو ينسحب ببطء من هذا العالم تاركاً اللاوعي يسحبه الى دهاليز الظلام .....
أسدل عينيه بعد ان خانته قدرته وما عاد قادراً على المقاومة ؛ كفه التي حاول مسح دموعها بها هبطت أرضاً خائرة القوى كأنما غادرته الروح وازداد جسده ثقلاً بين ذراعيهاضمته تخفيه بداخلها اكثر وصاحت حتى كاد صوتها يتلاشى مستنجدة بانهيوك الذي تسمع صوته في الجوار يبحث عنها وهي تبكي بلوعة على حبيبها الذي تكاد تفقده وبصرخة واحدة تقطعت حروفها صاحت : دونغهي ........!!!
من الجهة الأخرى كان صوت اطلاق الرصاص هو دليله ليصل الى حيث سمع صوت صراخ جيون مما أفزعه وهو يقترب بقلب متوجس
من بعيد وجدها تجلس أرضاً وبجانبها يرقد هو بسكون بينما تخفي وجهه في حضنها باكية فتوقفت خطواته
عجز عن التقدم خطوة أخرى وقلبه يكاد يهوي أرضاً لشدة خوفه ؛ ماذا لو خسر صديقاً اخر مجدداً ؟
ما الذي سيفعله ان رحل دونغهي ايضاً تابعاً خطوات ليتوك وكيف سيتابع حياته بعد فاجعتين قاهرتين ؟صوت ندائها له قهراً أعاده من قعر اوهامه السحيق ؛ اقترب بخطواته منهما ليجثو أرضاً كجسد بلا روح
لا يعي ما يجب عليه فعله ؛ توقف عقله عن العمل رغم حنكته ودهائه ؛ فاجعة فقدان صديق جديد هو كل ما كان يسيطر على أفكاره مما جعله عاجزاً حتى عن مهاتفة الاسعاف
وامام نواحها وعويلها وجد نفسه مجبراً على التماسك ليرفع جسد صديقه ويجري به نحو سيارته فتبعته
وبسرعة الريح كان يقود عائداً به الى مقرهم في حين بقيت جيون تنتحب وهي تلوم نفسها ظناً منها انها سبب ما آلت اليه حاله
كانت تجلس في المقعد الخلفي تضم رأسه في حجرها في حين مدت جسده على طول المقعد وكما امرها انهيوك استمرت بالضغط على الجرح حتى توقف النزيف .وحال وصولهم الى ساحة الخردة ترجل انهيوك وفتح الباب الخلفي ليسحب دونغهي في حين وقفت هي تحدق في المكان بعدم فهم متسائلة : لماذا جلبتنا الى هنا ؛ خذنا الى المشفى ، هو بحاجة لرؤية الطبيب
على عجل رد عليها وهو يحمل صديقه : اصابة بعيار ناري سيقوم المشفى باستدعاء الشرطة للتحقيق وذلك ليس لصالحنا
تبعته بقلب مثقل وهي لا تعلم ان كانت الطبيبة ستتمكن من انقاذه بحالته هذه ام لا ، وهل هذا الوقت مناسب للقلق بشأن تحقيقات الشرطة حتى !!
لكنها ما كانت تملك من أمرها شيئاً ؛ سارت بهدوء دون اي محاولة منها لايقاف نزيف دموعها التي تسف على وجنتيها كالأنهار
وحال وصولهم الى العيادة وضعه انهيوك على السرير وبسرعة طلب من الطبيبة ان تحضر في الحال لاسعافه
وبالفعل خلال وقت قصير كانت الطبيبة قد وصلت وبسرعة نزعت عنه قميصه لتعاين جرحه .
أنت تقرأ
" العهد "
Fanfictionأنا تشرين .. شهر الريح، والأمطار .. والبرد.. أنا تشرين فانسحقي كصاعقة على جسدي.. أحبيني .. بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر ولا تبقي ولا تذري.. ولا تتحضري أبدا.. فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر أحبيني.. كزلزال .. كموت...