الفصل العشرين والأخير

496 62 250
                                    

مع بداية نهار يوم جديد فتحت بوابة المقهى مستعدة لاستقبال الزبائن الباحثين عن قهوة ساخنة في هذا الجو قارص البرودة
ثم اسرعت بجلب مجرفة صغيرة لازاحة أكوام الثلوج المتراكمة امام المدخل حتى يتسنى للزبائن العبور بحرية
وبعد ان انتهت مما تفعله عادت نحو الداخل لتقدم تحيتها لرئيسها في العمل الذي وصل لتوه ثم اسرعت بأخذ طلبات الزبائن وتسجيلها لتدور في المكان بنشاط مع بدايات الصباح

مع بداية نهار يوم جديد فتحت بوابة المقهى مستعدة لاستقبال الزبائن الباحثين عن قهوة ساخنة في هذا الجو قارص البرودة ثم اسرعت بجلب مجرفة صغيرة لازاحة أكوام الثلوج المتراكمة امام المدخل حتى يتسنى للزبائن العبور بحرية وبعد ان انتهت مما تفعله عادت نحو ال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ومن مكان ليس ببعيد على الطرف الاخر من الشارع كان ذلك الرجل يترك يديه مرتخيتين على جانبيه باهمال بينما يراقبها بصمت يفتك بأضلعه
لم يكن من الصعب عليه العثور عليها في هذه المدينة الواسعة والمزدحمة ؛ لن يعجزه شيء في سبيل العثور عليها حتى لو ضاعت منه ألف مره فسيعثر عليها مرة تلو الأخرى ليحرسها بعينه التي لا تنام ويتبعها بقلب مقعد لا يهوى سواها ولا يسير سوى على دربها ...

ما عاد شيء في هذا الوجود يغريه سواها ، ولا ينطق قلبه باسم غيرها ، ولا يرتجف قلبه سوى على وقع خطاها ...
ما عاد في أعماقه جرح غائر سواها ؛ ولا في سمائه شهاب عابر إلاها ، ولا يسكن مرافئ روحه غير أشواقه لها ...

لكنه لا يقوى على مواجهتها ؛ لا يعرف كيف يقف امامها ليصوغ لها مشاعره بكلمات جامدة لا تفيها حقها ..
لا يعلم كيف ستقابله بعد كل هذا الوقت ؛ هل كان لمرور عام من فراقهما سلطة ليذيب جليد قلبها ويجعلها للحب الذي جمعهما يوماً تَرِق !
ام ان الايام والسنوات لا تعبر سوى على صراط قلبه ثقيلة في حين ما كان لها من قدرة على شفاء اوجاعها ؟

وهل ستقبل حتى بالاصغاء له ؟
هل ستتخذ له الأعذار وتستوعب ندمه واعتذاراته لتقبل عليه بصدر رحب يتقبله بخطاياه وذنوبه !
ما الجدوى من تساؤلاته الكثيرة والنتيجة واحدة ؛ هو مهما حاول استثناءها من داخله وجدها تتعمق فيه اكثر وتتأصل بروحه كأنها خلقت من ضلعه ولا مكان يؤويها سوى صدره ..

تنهد بهدوء عكس ما في داخله من فوضى ؛ أحياناً يكون للصمت ضجيج أقوى من صخب الكلمات !
ألقى عليها نظرة أخيرة مودعة ؛ عانقها بطرفه ، قبلها بأهدابه قبل ان يلتفت مغادراً الى المقر حاملاً اياها في صدره كذنب مباح وخطيئة جميلة صلته بلهيب شهوتها حد الاحتراق ...

" العهد " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن