مساء ليلة جديدة تخفى فيها القمر خلف سحب السماء ؛ وتحت قبة ذلك الظلام المهيب في احد مخازن حفظ حاويات الشحن الدولي
وقف ذلك الرجل متلفحاً بعتمة ملابسه السوداء ومعتمراً قلنسوته التي غطت أغلب ملامحه ليراقب الرجال الذين انتهوا لتوهم من نقل البضائع داخل المخزن ثم أحكموا اغلاقه لتغادر سيارة زعيمهم المكان تاركاً عدداً من الحراس يقفون امام مدخل المخزنوحالما تأكد من ابتعاد سيارة زعيمهم تقدم بخطواته الباردة نحوهم كما لو انه شبح انسان يهاجمهم بمعول الغضب الذي سكنه حد التخمة
دب الرعب في قلوب الحراس على باب المخزن لمظهره الغامض المخيف ؛ وامام صياحهم به واصرارهم على عدم اقترابه خطوة أخرى لم يكن رده سوى صمت مطقع ونظرات وشحها النقم
تقدم اكثر بخطواته الأشبه بموت محتم فما كان منهم الا المواجهة ؛ هاجموه بسرعة لكنه كان أكثر منهم قوة وأسرع بديهة ليتخلص من الحراس الثلاثة بغمضة عين ..وبعد أن أطاح بهم أرضاً تخطاهم الى داخل المخزن ؛ ألقى نظرة على تلك المواد التي وصلت منذ وقت قصير ليتأكد انها ممنوعات تم تهريبها باسم كيم جاي ووك فابتسم بانتصار
اذا كان يريد الوصول اليه عليه اولاً ان يقوم باستدراجه رتدمير جميع أعماله ؛ أمضى الآونة الأخيرة في جمع المعلومات عنه وعن اعماله غير الشرعية ليصل اليه ويدمر مملكته فوق رأسه ..قام بسكب سائل سريع الاشتعال على كل البضاعة ثم ترك علامة باسمه على أحد جدران المستودع بالخط الكبير قبل ان يشعل النار في المكان ويغادر بذات الهدوء الذي أتى به ..
نهاية كيم جاي. ووك باتت وشيكة لا مفر !على صعيد اخر ؛ في مكانها المعتاد وكما كل ليلة كانت قد اختلت في غرفة التدريبات لتقوم بتدريبها الخاص لتزيد من قوتها
لوهلة زارها التعب لتتوقف عن تدريبات اطلاق النار وتشرب القليل من الماء لتهدأ من أنفاسها
وعندها شعرت بخطواته تغزو سكون المكان فالتفتت ناحيته بتعجب لتأخره عن موعدهماتظاهرت بالعبوس وهي تقترب منه بقلب مشتاق لرؤياه متكلمة : لماذا تأخرت على غير العادة ؟
أنت تقرأ
" العهد "
أدب الهواةأنا تشرين .. شهر الريح، والأمطار .. والبرد.. أنا تشرين فانسحقي كصاعقة على جسدي.. أحبيني .. بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر ولا تبقي ولا تذري.. ولا تتحضري أبدا.. فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر أحبيني.. كزلزال .. كموت...