الفصل السادس

432 24 2
                                    


في الباحة الخلفية الممتدة بفراش اخضر تعلو عن الاراضي المجاورة لها يقف فرحات واضعا يديه في جيوب بنطاله وهو في استعداد لمقابلة نامق التي لابد منها ، لقد علم بما فعله ابن اخيه ، ولما تحدث معه عبر هاتفه التقال كان يستشيط غضبا وواضح انه سيفرغ ماتبقى من غضبه حينما يلتقيان .
جائه صوت من الخلف متاديا باسمه
فرحاااات
ليستدير الأخير وهو يبتسم بسخرية قائلا
لقد وصلت بسرعة ياعمي ، الم تتوقف ابدا لاشارات المرور او لم تكن الشوارع مزدحمة لم يمر على اتصالك بي غير نصف ساعة فقط
زفر نامق بعمق وقال له وهو يلهث
اجننت ، اتإتي بمن يهدد حياتنا في عقر دارنا ، لقد طلبت منك ان تقتلها فاتيت بها عروس للقصر .
اهدإ ياعمي .لقد تزوجت لم افعل شي مشينا
هل تريد مني ان اهدإ لقد باتت خطرا علينا منذ اللحظة التي عرفت عنا كل شي . كان يجب ان تموت
اجابه فرحات وقال
اسمع ياعمي ، الطبيبة لديها نسخة مخبإ في مكان ما بعد ان علمت بامورك الدنيئه في المستشفى ، ولو كنت تخلصت منها لكان من الممكن ان تنكشف ونذهب كلنا خلف القضبان . ناهيك عن الاهتمام الشخصي للنائب يغيت الذي يود لو يمسك بطرف خيط ليحوله الى حبل يحيط به رقبتك ونحن ايضا معك ، لهذا كان زواجي منها شي تستغله في عملنا وحياتك المقبلة وانت ستصبح نائبا قريبا في البرلمان ، اليس وجها كأصلي وشخصية مثلها تدعمك قد تساعدك في النجاح .
مسح نامق وجهه بكلتا يديه وقال
كيف عرفت بامر النسخ التي تحتفظ بها .
ليس صعبا علي .
ولكن هذا خطر . خظر جدا يافرحات ان تؤمن على افعى بين احضانك
لن ادخلها لاحضاني ، لو كان هذا ماسيهمك حتى اعلم اين مكان النسخ ثم يكون هناك قرار اخر .
رفع نامق حاجبيه وقال
هل تقصد ان زواجك منها خطة حتى تعلم اين هي المستندات
لم يجبه فرحات ، ابتسم نامق وهو يفكر بعقل فرحات الذي لايضاهيه اي واحد في عائلتهم وقال
اذا يجب ان نحتفل بعرسك ، ويعرف كل الناس ونسمح للصحافة بنشر الخبر السعيد
افعل مايحلو لك ياعمي ، لكن لو خالفت اتفاقنا سيكون هناك عواقب
تنفس نامق بعمق وقال .
سانتظر ماذا ستفعل انت ثم اقرر .
مد فرحات يده لعمه كنية على اتفاقهما ثم صافحه نامق موافقا . استدار فرحات تلركا نامق لوحده وهو يكشر عن انيابه الغادرة ويفكر بطريقة ليتخلص بها من اصلي دون ان تكون اصابع الاتهام تصل اليه .
دخل فرحات الى المنزل ، في الممر الذي يؤدي الى الطابق الثاني قاطعة طريقه فيلدان وبيدها كوب من الشاي لكن لارائحته ولاشكل توعز انه شاي . وقالت
لماذا ؟
هز راسه متسائلا وقال
ماذا لماذا؟
لماذا تزوجت يافرحات . ولماذا جلبتها الى هنا لكي تقهرني ؟
ضحك فرحات غامزا لها بعينه اليمنى وقال
يبدو انك ابكرت كثيرا بالشرب لازال الوقت ناها حتى ان موعد الغداء لم يحن .
ليس للشرب وقت محدد ، اشرب لانسى .
كان يجب ان تنسي متذ زمن ، بل ليس هناك شي لتنسيه او تذكريه ، كلها خيالات رسمتها في عقلك الصغير .
كان سيذهب ويمر من امامها متجها الى غرفته في العلية امسكته من ذراعه لتشعل فيه النار . افلت من يدها وامسكها بدوره من رقبتها وقال صاكا ععى اسنانه .
لاتفعلي هذا مرة والا سيكون عواقبه كبيرة . وتوقفي عن شرب هذا السم .
ضرب بيده على كوب الشاي المملو كحول ووقع على الارض وانكسر ، ثم تركها واكمل طريقه الى الغرفة حيث كان يتار تجلس مع اصلي وتتحدث معها وكانها تتعرف على كنتها الجديدة . امام انظار وفضول جلسوم الصامته المكتفية بالمراقبة .
فتح الباب لم يطرقه استإذنا ودخل ، كان اصلي تقف بالقرب من النافذة تضع احدى يديها على خصرها والاخرى على مقدمة جبينها كانها تعبت من الكلام والجدال مع حماتها ، فهم للفور فرحات هذا الوجه المتهجم ونظرة يتار ايضا .
لما رإته امه داخلا نهضت من مكانها بسرعة وتقربت منه وقالت
زوجتك عنيدة يابني ، تظل تردد انها تزوجت بك مخصوبا عليها وهي لاتعتبر نفسها كنتي ، اهذا كلام يقال .
اغمض فرحات عينه ثم فتحها ، لم تصدق والدته ان اصبح حماة لتلعب ابدور باتقان فقال لها .
اسمعي يايتار هانم ، دعيها ترتاح قليلا ، واخرجي الان هناك امر سيلفتك انتباهك اذهبي وتناقشي فيه مع عمي .
قالت يتار
ماذا يوجد يابني
ستتحدثون عن الاحتفال بعرسنا انا واصلي . اليس هذا ماتتمنيه
قالت يتار بفرح غامر
اه طبعا ، سإذهب .حالا .واتركك مع عروسك هيا ياجلسوم ، اتركي العرسان لوحدهم
اجابت جلسوم باستغراب .وقالت
لكن ياامي ....
قاطعتها يتار وقالت
الم تسمعي ماقاله اخوك تحركي .
نقلت جولسوم نظراتها الى اصلي التي كانت تتوسلها ان لاتتركها او ان تساعدها باي شي ، لكن بوجود فرحات لن تستطيع فعل اي شي كان .
خرجت جلسوم ، لكن لفتت انتباه اصلي بها .
اغلق الباب خلفهم ، نراجعت اصلي تلى الوراء بينما فرحات يتقدم اليها ، شعرت انها محاطة به لامحالة ابتسم ثم ضحك بسخرية وقال
هل تخافين مني
ل

ظلال الاسود والابيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن