الابيض والاسود اكثر الالوان المتعاكسة واكثرها تناسقا ، فما بالك لو كانا لونين خلقا على هيئه انسان ، كم سيكون التجاذب والتنافر بينهما عاليا .
الاسود والابيض بظلالهما يكونان دائرة كاملة اذا تبدأ بالابيض وتنتهي بالاسود واذا عكسنا الصورة تعطينا نفس النتيجة ، اذا هو متناقضين لكن متكاملان .
.......................
يجب ان تتزوجينني
هل جننت ؟ في احلامك
اقول انك يجب ان تتزوجينني والا ستموتين لاخيار لك الان
اسمع ياهذا .. لو كنت اخر رجل في العالم لن اتزوجك
ليس لدي الوقت لاكرر كلامي لاني كررته مرتين ، انا اأمر مرة واحدة وينفذ ، سوف تتزوجينني والا سوف تقومين بايداع اخيك في قبره غدا ، اختاري اي النارين ارحم ، موت اخيك ام زواجك مني .
.......................
قبل يومين ..
يتصبب عرقا يلمع على عضلاته الظاهرة يتنفس بسرعة ، تعب من شدة الملاكمة ، انه يصارع الكيس الرملي المعلق في وسط شقته منذ ساعة كاملة ، هذا الامر لابد منه كل يوم حتى لايفرغ غضبه في اي رجل حي يمر من امامه .
يتوقف للحظات ينزع عنه قفازات المصارعة السوداء يإخذ قنينة الماء الموضعة بالقرب منه ، يروي عطشه يفرغ القنينه كلها في جوفه . يرميها في سلة النفايات كما يرمي لاعب كرة السلة باتقان فتسقط في وسطه ، كان سيدخل ليإخذ حماما بخاريا مطولا لولا ان جرس الشقة يرن ، ينظر من الفسحة الصغيرة ليجد جنيد والاخرس يقفان امام الباب ، يفتح بدون اي كلمة ويستدير ليدخل الاثنين ويغلق الاخرس الباب خلفه .
يضع جنيد يداه في جيبه ثم يقول .
لقد ارسلني السيد نامق ، ويخبرك بان تذهب لتقابل السيد هاكان .
جلس فرحات على الكرسي وابتسم بخبث كعادته وقال
لما ارسلك الي كان يستطيع ان يتصل بي
لقد اتصل ولم تجب ، يبدو انك كنت مشغولا جدا .
ينظر الاخرس الى الملابس النسائية المرمية بالتدرج على ارضيه الشقة ، كانت قد قضى ليلة حمراء امس ولازالا الفتاة نائمه في الغرفة الداخلية .
استدار فرحات ثم نظر الى الاخرس فهم الأخير مايريد ، دخل الى غرفته ليوقض الفتاة لترحل اما هو فقال قبل ان يدخل للحمام
اخبر عمي نامق انني ساكون على موعدي مع هاكان .
اغلق باب الحمام فتح الدوش فتساقطت ذرات المياه على ضهره اول الامر ثم بدإ بالاستحمام .
خرج الاخرس مع الفتاة طلب لها سيارة الاجرة واعطاها نقودا ايضا ، فوجد جنيد يخرج هو الاخر من باب العمارة فاستوقفه قائلا
الى اين .
اجاب جنيد ..
لدي عمل اخر اقوم به ، رافق انت فرحات اراك مساءا
هز الاخرس رأسه فهو يجيب دائما باقل كلمات ممكنة .
تنفس جنيد بعمق ، صعد الى سيارته وشغلها ثم داس على زر الاتصال بإحدهم وقال بصوت يملئه الخبث والخوف والتإمر مرة واحدة
سيكون قريبا في مرماكم اياكم والاخطاء .
اغلق الهاتف وعلى وجهه ضحكة بلهاء .
خرج فرحات من حمامه ، لايضع عليه سوى محرمة الحمام السوداء يتقطر شعره مائا لم ينشفه اكثر ، نظر الى المرأة الموجودة طوليا على الجدار بمواجهة السرير ، كانت لعيناه نظرة تحدي غير قابل للمجادلة وكانه يتحدى حتى نفسه التفت واخرج من دولابه تيشرتا اسود وجينزا اسود ، ذهب الى المطبخ اخرج منها كيسا مملوئا بطعام الكلاب وضع في صحنٍ مخصص لكلبته اسطورة ونده عليها فأتت تنتظر مالذ وطاب ووضع مائا في صحن اخر ، قبلها كانه يقبل ابنته الصغيرة والاحب الى قلبه اخذ هاتفه ووضع سلاحه بعد ان تإكد بانه ممتلئ في جنبه الايمن لبس جاكيته الجلديه وخرج كان لايزال الاخرس ينتظره بالقرب من سيارته الرياضية . قال فرحات
هل ستإتي معي اين جنيد
قال ان لديه امر مستعجل عليه القيام به
حسن ، انا لااحتاجه ، ولااستلطفه اين عابدين
في المصنع عمك نامق ارسله لتفقد الاعمال ..اجاب الاخرس .
جيد ... قال فرحات ثم شغل المذياع وكان يذاع فيها اغنية تركية حماسية انطلق بسرعة الى موعده المحدد .
.........................
