يبحث رجال العصابة التي ارسلهم هاكان وشاهين لقنص فرحات في الغابة بعد ان عثرو على السيارة مركونة عند الطريق .
يقول أحدهما للاخر ان يفترقا ويحاولا ان يجدا فرحات ، لكن هل يصطادونه ام يصبحون هم الفريسة .
واحدهم يذهب شمالا والاخر يمينا ، يقتفيان الاثار بحذر وعيناهم تنظر في كل اتجاه كانت جذوع الاشجار كافيه ليختبئ رجل خلفها ، وبختبئ فرحات ممسكا بيده سلاحه لايبعد كثيرا عن الكوخ الخشبي الذي خبإ فيه اصلي المرعوبة مما حدث .
يستمع الى وقع وقدام تهشم الاغصان اليابسة تحتها والاوراق الصفراء يستعد لاول مواجهه لم ينتظر كثيرا كان قد وضع الرصاصة في قدمه وكتفه ، لم يود قتله لكنه كان يستطيع ، سمع الاخر اطلاق النار فاتجه الى حيث الصوت لكنه وجد الكوخ في طريقه ، ابتسم بخبث ثم اطرق الباب بقدمه دافعا اياه بكل قوته ليدخل وبجد اصلي تمسك بيدها سلاح ولشدة خوفها تسقطه من يدها .
يضحك قائلا
لاتبدين كما زوجك . اين هو صحيح هل هو خائف لدرجة ان يتركك لمصيرك هكذا لابد انه قتل
تبكي من شدة خوفها تضع يديها على اذنيها خوفا من صوت المسدس الذي سيصوبه اليها بعد ثواني كما كانت تتخيل ، تغمض عيناها تبدو مستسلمة للامر. ثم تسمع صوت إطلاق النار تشهق بقوة فيسقط الرجل مرميا على وجهه ثواني تمر ، واليك ن يعم المكان تفتح اصلي عيناها لتجد فرحات يقف امامها والمجرم مرمي على الارض .
تتوسع عيناها غير مصدقة وتقول
فرحات!
هل اعتقدت انني مت وتخلصت مني ، لاتفكري حتى بهذا .
ولكن ، اصوات النار وقال انك مت ...
مد يده امسك بها وامرها بان تاتي خلفه ، عادا من حيث اتيا الى سيارتهما ، ركبا وابتعدا عن المكان كثيرا .
اتصل فرحات بالاخرس امر اياه ان يذهب الى الغابة ان يعرف من هم احدهم كان لايزال على قيد الحياة قد يعرف منه شيا ما . اما هو فسيبتعد قليلا
اغلق الهاتف استدارت اليه اصلي وهي فاقدة للقوة قائله
الى اين نذهب
الى مكان امن
الن تذهب للشرطة تخبرهم بما حدث
لااحتاج للشرطة اعرف كيف اخذ حقي
طبعا انت تقتل من يإذيك او يقف بطريقك هذا هو اسلوبك
نعم هذا اسلوبي ، واصمتي قليلا
كيف تريد مني ان اصمت ، كنا سنموت
ولم تموتي لازلت على قيد الحياة
اللعنه . هل ننتظر ان نموت حتى نخبر الشرطة
حين تكونين معي لن تموتي ابدا
اتعلم كم مرة تعرشت للموت فقط لاني معك .
يجب ان تداندي زوجك بالسراء والضراء
يجب ان اتخلص منك لاتخلص من كل الضرر في العالم انت مثل المستنقع تجذب كل سيئ لك .
توقف بسيارته عند حافة الطريق ، كل مرة تسمعه كلام يفقد أعصابه وتوازنه ايضا ، وهي تخاف اكثر كلما تغير وجهه واصبح تكثر تهجما وتوحشا .
نظر اليها وقال
لااريد سماع صوتك حتى نصل الى وجهتنا ولو سمعت كلمة لاتلومي الا نفسك ، هل تعتقدين انك تتذاكين بتصرفاتك هذه ، ليس عالمك نظيف تلى هذه الدرجة بل انكم تمثلون النظافة لو نظرت بعمق اكثر ستجدين الحقيقه
كان صوت صراخه قد هز بدنها ، سكتت لم نجب حتى انها ادارت رإسها ومسحت دموعها وصمتت حتى اوقف سيارته مرة اخرى ، امرها بالنزول فنزلت . كان بيتا مبنيا من الطابوق الأحمر بعيدا عن المدينة كان يبدو صغيرا ايضا . فتح الباب ودخل ودخلت هي خلفه تطلعت ااى المكان بعينيها وجدت غرفة صغيرة على اليمين وعلى الشمال مطبخ بنصف مساحة الغرفة ، والصالة قد لاتتسع لاكثر من اربعة اشخاص ، كسر فرحات الصمت وقال
سنبقى اليوم هنا ونبيت هنا ونعود غدا
اجابت هي
اين نحن
في مكان امن لااحد يعرف اين
ولما لم نعد للمنزل
لانني لو عدت سإرتكب جريمة .
كانت ستجيبه كعادتها لكن سكتت . ثم قالت
كيف سنقضي الليل هنا
لاتقلقي يوجد هنا كل شي نحتاجه لليلة واحدة ، ويوجد هذا ايضا ..
مشيرا الى سلاحه الذي في خاصرته ، فاجابته بابتسامة ساخرة
اتخيلك وانت ولدت ومعك سلاح منذ خروجك من بطن امك لانه لايفارقك ابدا
يبدو كذلك خو صديقي الذي لايخون واستطيع الاعتماد عليه
السلاح اداة غدر
السلاح يحميك لايغدر بك .
لن اتناقش معك تنا متعبه جدا
افضل قرار تتخذينه وانا متعب منك ايضا الايتعب حنكك هذا من كثرة الكلام
لم تجبه بل تركته تلحث عن الحمام حتى وجدته لم يكن بالامر الصعب لصغر المكان ، غسلت وجهها وبللت عنقها ثم خرجت جلست على احدى الارائك واخرجت هاتفها من جيبها. تذكرت انها كانت قد ارسلت رسالة لاخيها تخبره بقدومها إلى البيت وكان قد اتصل عدة مرات وارسل رسائل ولم تتفقد هاتفها لكثرة المغامرات التي عاشاتها اليوم ونديت تماما امر الهاتف . قالت وهي تحدث نفسها
لقد اتصل بي اخي . لابد انه قلق علي
ثم نظرت الى فرحات وقبل ان تساله. قال
اتصلي به وطمإنيه ليكن كلامك مختصرا
اخذت هاتفها ودخلت الغرفة الصغيره جلست بجانب النافذة . حدثت اخاها قائلة
اهلا ياجيم .
اين انت اني انتظرك واتصلت بك لم تجيبي ، لم تكوني هكذا . مالذي بحدث معك
انا بخير يااخي كنا سنإتي اليك يااخي لكن فرحات غير رإئيه واخذني لمكان نبتعد قليلا عن كل شي
لااصدق . صوتك يرتجف
ضحكت لتداري حقيقتها وقالت
لاتقلق ، انا بخير اعتني بنفسك ساتي في يوم اخر
اهتمي بنفسك يااصلي انت جوهرتي الثمينه
وانت ايضا
وانتهت المحادثة ، مسحت على وجهها واكتشفت ان لديها قدرة على الكذب ايضا ماكانت تصدق انها هكذا .
كان فرحات يستمع اليها لكنه يمثل انه لايفعل . يختلس النظرات اليها بين الحين والاخر . يذوب حين تضع اصابعها على شفتيها حين تكون سارحة تفكر بامر ما . يغار كثيرا من اخيها لان نبرة صوتها تختلف تماما حين تحادثه بتلك اللهجة الحنونة المحبة ، يغضب كثيرا من لسانها الذي يسلع لكنه يتإلم حين تبكي ويكون هو سبب دموعها .وكم مرة ابكاها ولعن نفسه .
الوقت يمر وهي ساكته متعبه وهو لايتحدث كثيرا ، كان قد تركها وخرج ثم عاد محملا بقطع من الخشب للمدفإة .
سمع صوت طرقات على الباب قفزت اصلي الى جانب فرحات تحتمي به ، تمسد ذراعيه وتتشبث به كانه متإكدة انه الوحيد الذي سيحميها ، تفاجئ هو حين اصبحت بالقرب منه هكذا ترتجف بين يديه تخبئ رإسها بضهره استدار اليها لبرهه من الزمن تستوعب مافعلته هي . تبتعد عنه وهي تبعد عيناها عنه . كم اسعده مافعلت لكن لم يضهر هذا على وجهه ابدا . اما هي فالاستغراب كان السمة الاكثر بيان على ملامحها . قالت
من هدا يافرحات
لاتقلقي ليس بغريب
نهض من جانبها باتجاه الباب فتح فكان يقف امامه رجل في الستين من عمره اصلع بشارب ابيض يرتدي ملابس اهل القرى القديمة بيديه عدة اكياس مليئه بالطعام .
قال مبتسما
فرحات يابني امتلئ البيت بك لقد اشتقت لك مر زمن طويل منذ اخر مره
ايها الخال الطيب ، اهلا بك
واحتظنه بقوة ، واصلي تراقب وكان الذي امامها ليس فرحات ابدا انه يعرف كيف يحتضن شخصا اخر بل يعرف كيف يبتسم بحنيه
دخل الرجل وخلفه فرحات لعد ان تإكد ان لااحد في الخارج وقال
اصلي .. اعرفك هذا الخال رضا ، ايها الخال هذه زوجتي الطبيبة
سررت بمعرفتك ياابنتي ، يالاختيارك يافرحات تشرح القلب مثل قلبك
رفعت اصلي حاجبيها مستغربة اكثر من كلام الخال الطيب وقالت
اهلا بك ياخال . وانا سررت بالتعرف اليك
يالحسن حظك بزوج كفرحات رجل شهم ، وسيم وغيور
لم تجب اصلي ، لان كل مايقال لاينطبق على فرحات ابدا . سوى الشهامة من الممكن اما انها لاتراه باي الصفات التي يطلقها عليه الخال .
وضع الرجل الطيب الاكياس في المطبخ ، ووضع فرحات الحطب بالمدفإة تحضيرا لاشعالها حين تغيب الشمس والطقس يبدإ بالبرودة .
خرج الخال من المطبخ وقال .
لن اطيل البقاء كثيرا حتى لازعج وحدتكم ولكني سابقى كثيرا للعب جولتين مارإيك يافرحات
ضحكت اصلي بسخرية وارارت ان تقول مزحة لكنها كانت مزحة ثقيلة حيث علقت
هل تلعبون لعبة المسدسات ، ومن يصيب الهدف هو يربح
تعجب الخال وقال
لا .. نحن لانلعب بالأسلحة نحن نلعب الدمبلة
كيف ؟ قالت اصلي ،هل هذا صحيح الدمبله !
نعم .. هيا يافرحات لنرى هل ستخسر مثل كل مرة
اجاب فرحات قائلا
انت لاعب مخضرم ، ساخسر بالطبع
لم تصدق اصلي انهم بالفعل يتحدثون عن اللعبة بالفعل حتى جلبها الخال وشاركتهم هي ايضا لجولتين اثنتين يربح فيها الخال .
ضحك كثيرا حين انتهت اللعبة واصلي شاركته الضحك . تركهم فرحات وذهب يتجول حول المكان مرة اخرى ليتإكد من ان لاوجود لاحد هنا .
بقي الخال لوحده مع اصلي التي كانت تنظر الى فرحات من النافذه وهو يستكشف المكان فقال الخال لها .
لما تنظرين اليه هكذا ، ولما كانت على وجهك تعابير الدهشة حين وصفته لك بطيب القلب الا ترين ون قلبه طيب
خجلت اصلي من كلام الرجل الغريب الدي سعرت بالالفة معه وقالت
ليس هذا فرحات الذي اعرفه
انت لاتعرفينه بعد ، يجب ان تبحثي داخله ، ان تنتشلي من اعماقه الجوهرة التي غطست في القاع وضاعت ، ستكون هذه مهمتك
انا لاافهم شيا مما تقول ، وكما انك لاتعرف الضروف التي عرفتنا على بعض وجعلت منا زوج وزوجة
اجاب الخال غير نقتنع بكلام اصلي قائلا
لاتهم طريقة التعارف بالمقارنة ماستكتشفينه بعد .
لااعتقد ذلك
نفت اصلي مؤكدة على تؤمن به ثم قال هو
الست طبيبة ، اليس من واجبك ان تبحثي عن الداء والحلول لايجاد الدواء . استخدمي عقلك وقلبك ايضا في شفاءه بيدك انت كل شي ، لو شعر بالامان اتجاهك سيفتح لك كل الابواب الموصدة التي صدإت منذ زمن طويل .
قالت اصلي
لااصدي ان هناك شخصية مخفية داخل فرحات
بل توجد بالطبع . لقد تربى على يدي واعرف كل تفاصيله .
سكتت اصلي واستدارت مرة اخرى لفرحات الذي كان واقفا امامها يطالعها ويراقبها هو الاخر ، نظرا مطولا ببعض ثم استإذن الخال رضا وتمنى ليلة هادئه للطبيبة وخرج ليفعل المثل لفرحات واختفيا معا ثم عاد فرحات لوحده ، كانت اصلى تشعر بالجوع وهي تفتش في المطبخ لاعداد وجبة يإكلانها معا فهما منذ الصباح لم يتناولا شي يذكر .
.....................