الفصل العشرون

399 20 0
                                    


كانت نائمه تغفو بهدوء كمن يسترخي على سطح المياه ، تبدو اكثر جاذبيه هكذا ، كل مافيها يشده بعينينها الخضراوين حين تغلقهما تصبح ملاك وحين تكون مفتوحتين كانها جنية من عالم الاحلام .
شعرها التمري رائع في كل حالته المتموج او حين ينسال كشلال على متنيها ، شفتاها كحبتي حلوة لايشبع من حلاوتهما ابدا ، صدرها النابض كحبتي برتقال ناظج ، خصرها ااااه من خصرها حين يعانق ذراعيه ( قد  يقسم المرء انه  يعانق الدنيا )  ..اما ماتبقى فلا يستطيع حتى ان يخبر نفسه به . كيلا يجتاحه شعور بانه لازل جندي وهناك معركة يدافع فيها عن اراضي ملكها وتملكته و عليه الانتصار بها .
يهمس لنفسه قائلا
ماذا فعلت يداك يافرحات .
يمرر اصابعه على عنقها ليتإكد من انها لازات تغفو عميقا . تنهد بعمق ثم قال وهو يؤشر الى قلبه
اتعلمين ، انت الوحيدة التي استطاعت ان تهدم حصون هذا الذي بين اضلعي ، قبلك لم اكن اسميه الا حجرا وانت التي جعلتني اتذكر ان مايطلق عليه ( القلب ) ، قبلك كانت النساء تعشق قوتي ، جبروتي ، تكبري ، وكنت اتلذذ بمعاناتهن اذيقهن مالم تتحمله اي واحده الا انت ، احببت ضعفي ، قبحي ، غرابتي ، المي ، داويت جروحي حتى بدون ان تتعمدي هذا ، اعدتني الى انسانيتي بدون حتى ان تعرفي من انا ، والاهم انك انبت في قلبي هذا المشاعر التي ملئتني وطافت بي وكاني استطيع ان اوزع هذا الحب على كوكب الارض اكمله .
تقرب منها ، همس في اذنها قبل ان تصحو وتشجعع قائلا
احبك ياذات عيون الربيع .
ابتسم ، ثم نهض من جانبها كان يرتدي بنطاله حين سمع ارتجاج الهاتف نظر الى الرسالة التي وصلته ، استغرب ليس من عادته ان يستقبل رسائل من هذا الشخص ، عقد حاجبيه وهو يقرإ ماجاء فيها
((يجب ان اراك حالا ، الامر متعلق بالسيدة اصلي ، ارجوك . قابلني عند حافه الغابة خلف المنزل سإنتظرك هناك ))
نهض بسرعة وضع تيشرته على جسده اخذ سلاحه وخرج مسرعا تاركا اصلي عارية على السرير .
نزل فرحات مسرعا ، تجاوز الصالة في الاسف وخرج من باب المطبخ المودي الى المكان المذكور في الرسالة ، نظر حوله لم يجد احد من رجال القصر ، اخذ ينزل بحذر من على اعلى التلة التي يقبع فيها القصر حتى الاسفل ، اكمل مسيره عدة خطوات ثم قال
هوليا ، اين انت لقد اتيت
خرجت هوليا من خلف احدى الاشجار الكبيرة التي كانت تحيط القصر حالها كحال الاشجار الاخرى وقالت
انا هنا سيد فرحات
نظر اليها بتوجس ، تلك النظرة التي تقول ، ايك وفعل اي شي خاطئ سيكون مسدسي مصوبا نحوك .
قال
هوليا ، لقد استغربت كثيرا من رسالتك ، ومن المكان الذي تقابلنا فيه ،مالذي يحدث هنا
اجابت هوليا قائلة
سيد فرحات ، اعلم انني بهذه الحركة جعلتك تشك بي ، لكن لم افعلها الا لاني خائفه على اصلي .
تسائل فرحات وقال
تخافين عليها من من
اجابت هوليا .
من نامق بيه
مالذي تعرفينه تكلمي
اولا عدني ان تإخذ اصلي لمكان بعيد هذه الفترة
اخبريني ياهوليا ثم سإرى مالذي سإعدك به
حسن ، كنت اعلم انك صعب المراس ، اذا اسمع هذا
قبل ليلتين سمعت عمك يتحدث مع رجل اسمه خليل كما اعتقد ليتخلص من جنيد ، والبارحة سمعته يخبر السيدة ايديل انه سيتخلص من اصلي كما فعل بجنيد لهذا اريد منك ان تاخذها بعيدا حتى يذهب السيد نامق خلف القضبان .
عقد فرحات حاجبيه وقال
ومالذي تعرفينه اكثر .
تجابت هوليا
اعرف كل شي .. حسن لم يبقى شي مخفي بعد الان .
من انت ياهوليا وكيف تعرفين كل هذه الامور
لاخبرك اذا ، انا ابنة شاهين جيغال التي خطفها عمك ورباها كخادمة في منزله ، اسمع ياسيد فرحات كل مااريده هو ان تإخذ العدالة مجراها وان يتعفن عمك في السجن ويبتعد عن من يحبهم كما ابعدني انا عن والدي ليتذوق كل الالم التي تسبب به للاخرين .
نظر اليها فرحات وقال
كيف اصدقك انك لاتريدين ان تاذي اصلي او تإذينا
لاني اعتبارا من اليوم سإخرج من حياتكم وانتقل الى بيت ابي لاجتمع به ماتبقى من حياتي ، واذا لم اصل اليه في خلال ساعة ستكون العاقبة كارثة بمعنى الكلمه
هل تهددينني يا هوليا
حاشا .. انت تعلم كم احترمك واقدرك ، لكن اصلي في خطر ارجوك ، اسمع مني وابعدها حاليا
لم يجبها فرحات وهي مرت من امامه عائده الىوالقصر كان هناك سياره قد ارسلها والدها تنتظرها باقرب من القصر ، لم يوقفها فرحات بل تركها ترحل وهو يفكر بماقالته للتو ومااكتشفه .
امسك راسه بقوة وهو حائر بما يعيشه كل يوم يكتشف شيا جديدا ، سر كان مخبإ حياته كانت كذبة بكل مافيها ، مالذي سيكتشفه بعد .
عاد فرحات الى غرفته وتعمد ان يفتح الباب ويغلقه بقوة فاذا كانت ماتزال اصلي نائمة ستستيقظ ، عاد وعلى وجهه تلك النظرة الغاضبة وحاجبيه معقودان استيائا .
دخل ففتحت عيناها وغطت بالشرشف جسدها العاري وقالت
فرحات ، اين كنت ، كم الساعه
اجاب فرحات قائلا بنبرة اعزقدت انها لن تعود وتسمعها مرة اخرى بعد
ارتدي ملابسك ونزلي خلفي سنذهب لمكان ما
نهضت اصلي من السرير تلف الشرشف على جسدها متسائله
ماذا بك يافرحات ، تبدو منزعجا مالذي تغير منذ ساعة .
ارتدي ملابسك بلا مناقشه يااصلي ، وخذي معك بعض الملابس الاحتياطية وانتظرك عند السيارة .
تسمرت اصلي بمكانها وهو استدار وخرج ، كان كلامه. بطريقة جارحة ، وكانهما كان في حلم واستيقظا منه ، لبست ملابسها ، لكنها لم تإخذ معها اي شي مما طلبه فرحات منها .
نزلت وهي تشعر بخيبة امل تثقل عيناها الحزينتين ، وغابت الابتسامة التي كانت على وجهها قبل ان تغفو. فتحت باب السيارة وجلست بجانبه كان قد سبقها اليها ، وضع نظاراته الشمسية على عيناه،  شغل محرك السيارة وانطلق .
......................

ظلال الاسود والابيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن