في مطعم على الشاطئ في ذاك المساء الذي لايزال يستطعم القبلة التي لازال طعم حلاوتها قد تشبثت على شفتيه .
يضع اصابعه على فمه ، كانه يتحسس شفاه اصلي عليها ، يتكرر المشهد في ذاكرته ، يبتسم خفية ويخفض راسه كي لايمسكه عابدين والاخرس بالجرم المشهود .
يقطع النادل عليهم صمتهم ويسإلهم لو يطلبون شيا ، يجيب فرحات قائلا
املئ يا ابني الطاولة بكل انواع السلطات والمشروبات جئنا اليوم لننسى كل شي .
تنهد عابدين وقال
يجب علينا ان ننسى ، ولكن كيف ؟
ينظر الاخرس الى فرحات متوجسا من حالة عابدين ويقول
ماعهدتك هكذا ياصديقي ، تحدث الينا قل شيا منذ حادثة الخطف وانت غريب
تنفس عابدين بعمق وقال
لايوجد مااحكي عنه ، فان بوحت توجع كلماتي وان سكت تقطعني سكاكين الصمت .
اهذا لغز ام ماذا ؟ لم افهم . .. قال الاخرس ثم اشار بعينه الى فرحات عله يساعده في ان يخرج مافي جوفه ويزيل حمله الغير مرئي فعقب فرحات قائلا
اذا كنت تفكر بانك لم تستطع حماية جولسوم فلا تفكر بالامر ، ليس باليد حيلة كنت انت ايضا ضحية ، والان انتما الاثنين بخير .والكلب مات ملعونا وتخلصنا منه
قال عابدين بسرعه
ولو لم يمت كنت قتلته ذاك الخائن
بدا لفرحات ان الكلام عن الموضوع يزعج عابدين فقال
لنغلق هذه الحادثة الى الابد جئنا الى هنا لنرفه عن انفسنا ، وهذا ماسنفعله .الم نطلب شرابا لنشرب حتى ننسى .
اجاب الاخرس
لن يجعلنا الشراب ننسى بل سنذكر كل شي بالتفصيل
ضحك عابدين وقال
لم يعد للذكرى او النسيان اهمية اذا كان القلب متعب
يبدو انك ياابن خالتي سكرت بلا شراب
يبدو كذلك ايضا .. اجاب الاخرس وضحكو جميعهم وابتدإ النادل بوضع انواع من الطعام حتى امتلئت الطاوله امامهم دقو الاقداح البيضاء ببعضها البعض وتجرعو شراب النسيان كما ظنو
لايزال يغيت في مركز الشرطة لايزال يدرس كل الملفات التي امامه ، وينظر الى هاتفه بين الحين والاخر ينتظر خبرا من طبيب التشرير او تقرير المشفى .
هو متإكد بانه قتل وان نانق له يد في ذلك الدائرة تضيق عليه لكن بلا دليل ، ثم اتت في فكره خطة خطيره لكن قد تكون نتائجها سريعه وفعالة جدا .
اخذ هاتفه الخليوي من على الطاولة وضغط على الرقم الذي كان يفكر فيه ، اتاه صوت الرد من الجهة الاخرى قائلا
حضرة النائب كيف استطيع مساعدتك
اجاب يغيت قائلا
شاهين بيه هل استطيع ان اراك غدا
اهلا بك باي وقت ، لكن مالمناسبه
لقد حان الوقت ان نقوم بالخطوة التي تجعل من فريستنا الوقوع في الشباك
هل تفكر بامر ما
بالتأكيد ، فقط سانتظر ورقة قد تاتيني في اي لحظة وبعدها سانفذ عاى الفور لكن احتاج لمساعدتك
ابتسم شاهين وهو يوجه نظراته لهاكان واجاب يغيت قائلا
اذا كانت هذه الخطة ستوقع ب نامق فانا مستعد منذ الان .
حسن ، اراك غدا اذا
وانا بالانتظار ، عمت مسائا
وانت ايضا .
اغلق يغيت الهاتف ونده على مساعده الذي كان مكتبه خارج غرفته سائلا
هل يوجد اي جديد بالنسبة لقضية جنيد يابني
كلا ياسيدي ... اجاب الشرطي
يبدو اننا سنضطر للانتظار حتى الصباح
هز يغيت رأسه قائلا وهو ينظر الى ساعة يده .
حسن ، سأعود ااى المنزل .. لقد تأخر الوقت لو حدث اي شي اتصلو بي فورا
امرك .
اخذ يغيت بعض الاوراق المهمة ووضعها في حقيبة عمله الجلدية وضع هاتفه في جيب سترته ثم خرج من المركز متجها الى البيت .
