قبل خمسة وعشرين عاما بعد حادثة موت نجدت وجيهان بيوم واحد
منزل جيهان محاط من كل اطرافه برجال مسلحين ، قد خرجت للتو الشرطة بعد ان اخذت ايوال زوجته التي لم توصلهم الى اي مكان ، كان هاكان يراقب من بعيد كعادته دوما لايظهر الا حينما يريد .
وقف يتحدث مع احد الرجال فسمح له بالدخول ، فدلف الى الصالة الداخلية حيث كانت زينب زوجة جيهان تجلس وبجانبها ابنتها الصغيرة . وبين احضانها ابنها الذي كان لم يمكل السنه بعد .
تهجم وجهها واحمرت عيناها لما رإته واقفا امامها ولولا ستر الله لكانت اصابته بطلقة وسط عيناه .
قالت بصوت متإلم
مالذي اتى بك الى هنا ، كيف لم تمت وانت تدافع عن جيهان ام انك مثل صديقك شاهين غدرتم به
اجابها هاكان وقال
كل ماسمعت كذبا ، شاهين لم يقتل جيهان وانما العكس كان سيموت فدائا له . من قتل زوجك هو نامق
لاتكذب شاهين اعترف بكل شي .ماذا عن نجدت الحلاق ، هل قتله اخوه ايضا
هز هاكان رإسه وقال
نعم نامق قتل الاثنين حتى لايضطر ان يختلر اخاه ويسلم نفسه ، بل كان اخاه يعد تهديدا عليه اكثر من جيهان ، وشاهين اعترف كذبا لان ابنته في قبضة نامق ولانعرف اين هي ، لقد امسكه من اليد التي توجعه وانت يازينب كيف تصدقين هذه الكذبه
تجدد الحزن على زينب مرة اخرى ، وماعادت تعرف من تصدق ، فقالت
يجب ان ننتقم لنامق
ليس الان ، يجب ان نبعدك عن هنا. فاعداء جيهان كثر وبعد موته يخططون لقتلكم ايضا ، يجب ان نبعدك انت والاولاد بسرعة
لن اخرج من هنا ابدا ، ساقتل نامق بيدي
لم تكمل حديثها حتى ابتدإ اصوات رصاص يتطاير ويضرب في كل مكان ، ايتطاعو ان يحمو الاطفال باجسادهم التي اصبحت كدرع لتقي الاولاد بعدها سمع صوت انفجار تحطم اثر الزجاج ولم يعستطيعو سماع بعضهم البعض لان اذانهم تاثرت بصوت القنبلة . ليخرجهم هاكان باعجوبة وهو ملطخ بالدم مثله زينب والاطفال يتباكووون من الفجيعة والخوف .
اخذه هاكان زينب وخبإها لعدة ايام في مكان لايعثر عليه اي شخص ثم غادرت اسطنبول بجوازات مزورة واسماء مختلفة لها ولاطفالها تاركة خلفها من يحاول الانتقام حتى لو طالت بها الستين ، لم يعرف احد بالسر الا ابنتها الكبيرة التي اقسمت فيما بعد بالثإر ليس من اجل ابيها الذي مات كمجرم بل للتخلص من كل شخص مثل نامق وتنظيف المجتمع من امثاله .
اما هاكان فكان يفعل ماهو جيد بالقيام به المراقبة من بعيد يرى نامق يكبر يوما بعد يوم ويرى شاهين الذي يكبر يوما بعد يوما لكن داخل جدران السجن العفنه ، فعل الكثير حتى استطاع ان يخرجه ليكملا انتقاهما الذي بقي ناقصا وخاصة بعد ان استطاع ان يعثر هاكان على ابنة شاهين ويعرف من هي .
..................اوقف فرحات سيارته بالقرب من المطعم الذي كان يرتاد عليه كثيرا . نزل منها واعطى مفاتيحها للصبي الدي يقوم بركنها في الكراج المخصص لها ، اعطاه نقودا ايضا كبقشيش .
هذا المطعم له اهمية ومكان خاص جدا فكان قديما يتجمع فيه مع اصدقائه الذي قتلو في واجبهم اثنان تإديتهم الخدمة العسكرية ولم يتبقى منهم سواه ويغيت .
جلس على نفس الطاولة التي كان يجلسون عليها ، وطلب ان ياتو به بالطعام وااشراب ، كان لازال بملابس حفلة العرس التي اقيمت هذا اليوم وانتهت بمشهد ماكان يجب ان يحدث ، وبكلام ظل يتردد على مسامعه طوال الوقت .
ينظر من النافذة بجانبه الى الخارج شاردا في الاشي ، ثم يسمع صوت الكرسي الاخر يتحرك فيستدير ليرى يغيت يجلس قبالته .
سعد هو من داخله لكن لم يظهر هذا على وجهه فقال
غريب ، هل لازلت تعرف الطريق المؤدية الى هنا
ابتسم يغيت ولم يهتم للكلام الذي قاله فرحات فاجاب
لم يكن مكانك وحدك لو لازلت تذكر
هز فرحات رأسه وقال
معك حق ، مالذي اتى بك الى هنا ؟
بل يجب ان اسالك انا هذا السوال ، انه يوم عرسك اليس من المفروض ان تكن معها ، كما انك لازلت ببدلة العرس كما يبدو
انتبه فرحات الى نفسه ، كان فعلا لايزال ببدلة العرس رفع راسه وقال
هل انت جائع ؟
هل تتهرب من الاجابة ؟
هل نحن في قسم الشرطة؟
هل تود ان تكون هناك لتجيب ؟
بات صبر فرحات ان ينفذ ، اراد ترك الطاولة والمغادرة فامسكه يغيت من ذراعه وشدها ، فانزعج فرحات جدا وقال
لااحد يشدني من ذراعي هكذا
مالذي ستفعله هل ستعاقبني
لو لم تكن انت يايغيت
ابتسم يغيت وقال
اجلس واكمل سهرتك ساخرج انا
جلس فرحات لكن لم يود ان يذهب يغيت فقال
اجلس انت ايضا ، لاتغادر
كيف اجلس مع رجل مطلوب للعدل وانت غريمي
اجلس وانسى اننا اعداء لساعة فقط ، لانتحدث باي امر فقط نتناول وجبة عشاء مع بعض ، لنصبح اصدقاء كما كنا
لم نعد يافرحات وانت تعرف هذا
ثم نهض يغيت ليغادر وقبل ان يفعل هذا قال
ان كنت ستشرب كل هذه القنينة من الكحول فلاتسق سيارتك انت بل عد بسيارة اجرة
ابتسم فرحات وقال
سإعتبرها امر ياحضرة النائب العام .
تركه يغيت وابتعد امام انظار فرحات الذي كان يراقبه ويتذكر الايام التي جمعتهم سوية .
شرب بالفعل كل تلك القنينه سادة بدون ان يضيف اليها الماء او الثلج ، كانت تحترق حنجرته كما يحترق قلبه ، لم يمر عليه من قبل هكذا امر ، ان يصبح مشدودا ومقيدا بامر يجهل اساسه ولايعرف الكثير عنه ، ان يكون تابع لمشاعر تجتاحه اول مرة ولايعرف حتى كيف يفسرها .
كل مافي الامر انه يحترق كما يحترق الحطب في المدفإة .
بقي تلك الليلة نائما في سيارته امام البحر عند المضيق ، اما اصلي فقد كانت قد قضت الليل عند جولسوم تفتقدها ، بل كانت تفكر بالهرب من رؤية فرحات لو كان عاد ذلك المساء .