كانت الخالة زينب سعيدة جدا ببقاء اصلي وفرحات عندهم ، اخبرها انه سيبقى حتى تغفى ثم سيعود لاخذها بعد عدة ايام ، كان يجلس في حديقة البيت الصغيرة مع اسماعيل ، تنظر اليه من نافذه الغرفة المطله على الحديقة بجانبها زينب وزمرد يشربون الشاي ، وكانت تقص على مسامعها قصص فرحات مع علي وصديقهما الثالث يغيت ، وكيف كانا اصدقاء لايفترقون حينما كانو في الخدمة العسكرية ، ولكن شاء القدر ان يستشهد علي وان يصاب يغيت ولولا فرحات لكان مات هو الاخر .
تتحدث زينب والدموع تملئ مقلتيها ثم قالت
لقد جازانا الله على حزننا وسيهدينا ان شالله علي الصغير ابن اسماعيل .
تعجبت اصلي ، بل انها تتعجب كل مرة حين تيمع عن ماضي فرحات رويدا رويدا ، انه بالفعل شخصيتين في رجل واحد بل هو عدة ظلال تتدرج من الاسود الى الابيض ، بالفعل لكل منا ظل يخفيه عن العالم حوله وكان ظل فرحات الاسود قد خيم عل. كل ظلاله الجيدة الاخرى ، فكان يضهر لهم جانبه السيئ ولايعرفون بوجود جوانب طيبه وجيده بل رائعه فيه .
تتقاطع نظراتهم فيتوه فرحات فيها ، ويشرد عن اسماعيل ويتذكر ماحدث من احداث هذا الصبتح وكيف وصل الامر بهم الى هنا . تبتسم له اصلي بالرغم من حزنها وغضبها منه ، يرمقها بنظرة شوق تصلها فتصيب صدرها فتشعر بقشعريرة تسري في داخلها ،كانها بردت حين ابتعد عنها .
يحل الليل ، يتناولون العشاء سوية وكما وعدها لايخرج حتى تغفو ، خاولت ان تقنعه بالرجوع عن قراره لكنه رفض غفت اصلي بعد تعب من مناقشتها التي كانت لها نهاية مسدودة . خرج فرحات من منزل زينب بعد ان اوصاها كثيرا على زوجته حرك السياره وعاد الى القصر .يجتمع شاهين بابنته على مائدة العشاء ، ينظم اليهم هاكان فيتناولون عشائهم بهدوء وسرور ، اخيرا عادت خوليا الى احضان ابيها ، عادت لتعوض كل السنين التي ضاعت من عمرهما .
يتطلع هاكان بسعادة اليهما ويقول
واخيرا ، انتهت مهمتي الاهم ، وجمعتكم تحت سقف واحد .
ابتسمت هوليا وقالت
اشكرك لانك اهتممت بي كل هذه السنين ، وبابي ايضا .
اضاف شاهين وقال
طبعا ، لايكفيك كل كلام الشكر ياهاكان ، لو كان اخي لما فعل مافعلت
هز هاكان راسه ولكنه كان يحاول ان يستفسر عن امر اخر ثم قال .
هل تعتقدين ان فرحات ابعد اصلي عن اسطنبول ياهوليا
تركت هوليا من يدها الطعام وقالت
لاادري لكني لو عرفت فرحات ولو قليلا ، لما ابقاها ابدا ، وخاصه اذا عرف ان نامق خلف محاولة قتلها وعرف ايضا من خليل هذا
تنهد هاكان وقال
اتمنى فقط ان تكون بخير .
استطيع ان استفسر من رمضان اذا كنت تريد ان تتإكد . قالت هوليا وهي تمسك هاتفها استعدادا للاتصال به فإجابها والدها بفضول وقال
من رمضان هذا ياهوليا
اجابت
الاخرس ، مرافق فرحات واصلي
رفع هاكان حاجبيه وقال
لم اكن اعلم ان لديه اسم مثل باقي البشر كل مااعرفه هو الاخرس
ابتسمت هوليا بحنو وقالت
الاخرس رجل شهم وغيور ، انسان شجاع وطيب القلب لكنه لايتحدث قليلا لهذا يطلقون عليه الاخرس .
تبادل النظرات بين شاهين وهاكان لما وصفت لهم هوليا رمضان وكانت عيناها تلمعان حين تحدثت عنه ، لم يعلقا بشئ لكنهم تحسو انها متعلقا به من زاويه ما . اجابها هاكان وقال
لاداعي ، سنعرف اجلا ام عاجلا ، انسي كل شي ، وابدأي حياتك من جديد .كانك ولدت اليوم فقط
هزت رإسها موافقة تمسكت بيد والدها وقبلتها ، كانت سعيدة ، سعيدة جدا .
...................