الفصل الثالث

536 30 8
                                    


ركن سيارته ونزل منها . استقبله عابدين وكان الاخرس قد جاء ايضا محملا بكل المعلومات التي طلبها فرحات منه . قال عابدين
اين كنت يافرحات ، اني اجاهد هنا لابقي الطبيبة هادئه ، اين وجدتها هكذا وجلبتها لنا .
ضحك فرحات وهو لازال يمشي باتجاه المكان الذي توحد فيه اصلي . قائلا
اه عابدين اه .
نظر عابدين الى الاخرس وقال له
هذه الاه تحمل الف معنى .اي منهم ياترى .
اجابه الأخرس وقال
لاتتفوه باي شي الا وسيكون موتك على يده .
سكت عابدين لكن ابتسامته لم تفارقه . دهل فرحات الذي كان يمشي وتهتز الارض من تحته فتح الباب بقوة ودخل مثل اعصار يهاجم اي مكان يعبر منه ، لما راته اصلي وقفت وكانها تستعد لحربها الاخيره وقالت .
لقد طلبتك منذ وقت طويل اين انت
هل افتقدتني .
قال فرحات ثم جلس امامها على الاريكة الموضوعة في الغرفه . فاجابت هي .
اسمع يا هذا ،ولقد فعلت كل شي طلبته مني حان الان ان تفك اسري وتدعني اعود من حيث اتيت .
تس تس تس .. كان فرحات يخرج اصوات من فمه كناية على رفض ماتقوله ثم قال
لم نضيفك حتى ، يجب ان تإكلي اولا .لقد وصل العشاء ويجب ان يكون بيننا ملح وزاد ثم تستطيعين الذهاب متى شئت .
انا لست جائعه واريد هاتفي .
لايوجد هاتف قبل العشاإ كما انه ابن خالتي اوصى على عشاء مدهش .ستإكلين اصابعك خلفه .
اللعنه ، انت لاتفهم اريد العودة
نهض فرحات وتقدم اليها ومن عينيه الباردين براكين تتفجر وقال .
لاتمتحني صبري ايتها الطبيبة
استدار وخرج تاركا باب الغرفة مفتوح ، كان قد جلس عابدين والاخرس وانظم اليهم فرحات على طاولة بالخارج بالقرب من الغرفة التي كانت فيها اصلي ، فتح عابدين اكياس العشاء ورتب الطاولة ووصلت رائحة الطعام الى انف اصلي التي كانت تتضور جوعا لكنها تكابر ، لم يمر الا دقيقة حتى وجدت نفسها تقف امام المنضدة وتجر كرسيا وتجلس عليه ، يبتسم عابدين وهو ينظر الى فرحات واصلي وقال .
اعطها يافرحات السندويشة بدون الفلفل الحار لابد انها كباقي النساء لاتإكل الحاد في الطعام .
نظرت اصلي الى فرحات وقالت
اسمك فرحات ؟
قاطعها عابدين وقال .
نعم فرحات ، اسم على مسمى فرحات الشهم .
رفعت اصلي حاجبيها اندهاشا ، ثم رائت يد فرحات الممدودة اليها وبيده السندويشة قائلا
لقد اخرجت كل الفلفل الحار منها .وشرائح البصل ايضا .
قالت اصلي .
وكيف تقررون من ذاتك اني لااكل الحار او البصل ، لست كالنساء التي تعرفون ابدا .
هذه المرة علت الدهشة وجه فرحات الذي كان فمه مملوئا بقضمة اخذها من السندويشة التي في يده، طلبت اصلي من الاخرس الذي كان الفلف الاحمر الحار بالقرب منه ووضعت لها في سندويشتها ثم اكلت ، قدم لها عابدين اللبن البارد كما اعتادو ان يشربو بجانب وجباتهم وخاصة السريعة منها .
................

ركن السائق الخاص السيارة امام باب القصر ترجل من السيد نامق متجها الى الداخل ، فاستقبلته ايديل بابتسامة وردها هو ايضا بالمثل ، نزل من الدرج الذي ياخذه الى صالة الجلوس كانت يتار وهاندان بالاضافة الى جولسوم وفيلدان ينتظرون وصوله . حياهم وقال
مساء الخير .
مساء النور .
اجابت يتار ثم نظرت الى ايديل التي كانت تنتظر بشغف معرفة الامر ااذي كان سيتحدث به نامق على العشاء كما نوهت يتار من قبل . ثم سإل نامق فيدان قائلا
اين زوجك ، اتصلت به عدة مرات لم يجب .الم يعد من الخارج . اين كان طوال بعد الضهر
بلعت جولسوم ريقها وهي تعرف اين كان فلقد الاقته بعد الضهر في الفندق الذي اعتادو الاتقاء به . فإجابت فيلدان قائله
يا عمي نامق ، بصراحه لااعلم لم اتحدث معه طوال اليوم
اجابها وقال
يجب ان تهتمي بزوجك اكثر يافيلدان .فكل مرة اسالك فيها تردين نفس الحواب .
سكتت فيلدان لم تجب بشي عن اي زوج يتحدث وهو لم يكن ابدا زوجا لها ، لقد زوجوها لرجل لم يحبها ولم تختاره هي . زوجتها امها كي لاتفضح فعلتها القديمة وتتسخ سمعة العائلة ، لم يهتمو بمشاعرها ولا حتى بقلبها .
لم يكن نانق لينهي كلامه حتى استدار خلفه ووجد جنيد قادمة هو الاخر .
فرفع يديه وقال
واخيرا اتيت ، اين كنت اتصل بك ولم تجبني
تبادل جنيد التظرات مع جولسوم ثم قال
كان لدي عمل وشحن هاتفي انتهى اسف ياعمي .
دائما نفس الحجج ، الزحام او شاحن الهاتف .
قاطعته ايديل وقالت .
ياحبيبي العشاء جاهز لنإكل ثم تتحدث بامور العمل .
قاطعتها يتار وقالت بابتسامة جانبيه على وجهها
اه نعم ، يجب ان نتحدث بالعمل اليس كذلك يا نانق
نظر اليها وكانه يقول ( لاتفعلي هذا امام الجميع ) كان دائما ضعيفا امام قوة وجبروت يتار فاجاب بتوتر
دعينا نإكل اول الامر متجمع كعائلة ثم نتحدث ، الم يعد فرحات وعابدين ايضا ، الا نجلس بعددنا الكامل على طاولة الطعام هذه .
ضحكت يتار وقالت
انه يعمل ، مالذي يفعله كل هذه الامبراطورية تقع مسؤليتها على اكتافه .
وكانت تتحدث وهي توجه الكلام لجميعهم ، لانها تعتبر فرحات هو الخليفة لعمه بالتإكيد .
ابتسمت هاندان وقالت
طبعا طبعا ، فرحات اولا والكل ثانيا .
اه يااختي لم اقصد هذا .
اجابت يتار بسخرية لكنها كانت تقصد كل كلمة قالتها .
تنهد نانق واستدار ذاهبا الى غرفته تبعته ايديل وهي تحاول دائما ام تخبره ان يتار تتعدى الحدود ويجب ان يقف بوجهها لكن نامق لايجيب بشي .
تجمع الكل حول المائدة ، كانت اعين جلسون وجنيد تتهرب من بعضهما البعض ، وكانت تإكل بكثرة حتى امسكتها امها من يدها وقالت لها
يكفي هذا انت تإكلين كثيرا ، انظري الى وزنك قد زاد جدا .
قاطعها نامق وقال .
دعيها وشانها ، ابنتي المدللة تستطيع ان تإكل ماتشاء.
ابتسمت جولسوم لعمها ، ثم قالت يتار .
كيف اتركها ، انظر اليها اني افكر ان اخذها الى اخصائي بالتغذية .
اجابت جولسوم بسرعة
كلا لا اريد ، ساتوقف عن الطعام .
تركت مابيديها وشربت من قدح الماء بقربها . وتوقفت عن الاكل كليا .
امسكت ايديل بيد نامق وقالت
ياحبيبي ، مالامر الذي كنت ستخبرنا عنه وكما يبدو تعرفه يتار هانم
بلع نانق لقمته ، مسح فمه بقطعه القماش الموجودة جانبه وقال .
صحيح ، هتاك امر مهم كنت قد خططت لهذه الليلة اخباركم به ، سوف ارشح للانتخابات واريد منكم الدعم الكامل كعائلة .
ابتسكت ايديل وقالت
هذا رائع يازوجي العزيز .
علقت هاندان قائله
منذ متى وانت تفكر بالامر يانامق بيه ، ليس هناك الوقت الكثير على مايبدو ان الانتخابات قادمة بعد شهرين
اجابها قائلا .
ساستطيع بكم وبعلاقاتكم ايضا ان اصل لمرادي ، كما اني معروف ولدي اناس اعتمد عليهم وعلى اصواتهم .
وضعت يتار الملعقة والشوكة من يدها ، ثم قالت .
بالطبع يانامق ، نحن معك لكن يجب ان نعمل اكثر اليس كذلك .
قال نامق
يا يتار انت اكثر شخص يعرف اذا اردت شي احققه
ابتسمت يتار له ، لكن ايديل كانت تقلب الطاولة على رإسهم . لكنها امسك نفسها بصعوبه وقالت
مارإيك ياحبيبي ان اكون انا مسؤلة عن ترشيحك للانتخابات وساجعل من معارفي ايضا وسيله لك للنجاح .
حسن .
اجاب نامق
لك هذا ، واريني ادارتك للامور يازوجتي
نظرت ايديل الى يتار وكانها ربحت معركة ما اما يتار فلم تهتم لم يكن يهمها من سيدير موضوع الانتخابات كل همها كان هو انها ستدير الامبراطورية مع ابنها ، بل هذا ماكانت تخطط له .
لم تمر الا دقائق حين رن هاتف جنيد وه. لايزال على مائدة الطعام ، كان الشخص الذي يرن ينتظره منذ ساعات ، استإذن وابتعد ليجيب فقال
اين كنت كل هذا الوقت ماهي الاخبار هل فعلتم ماامرتكم به .
اجاب الرجل من الجهة الاخرى
كلا ، لكن فرحات امسك باحد رجالنا . يجب ان تقضي عليه قبل ان يكتشف كل شي .
اللعنه .قال جنيد . واغلق الهاتف وهو يرتجف من الخوف ، يفكر اين ياترى هو فرحات والرجل الذي امسك به .
......................

ظلال الاسود والابيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن