الفصل الرابع عشر

391 23 1
                                    


شهر يمر
تفرش هوليا السرير الذي وضع في الصالة تحت ، بسبب وضعه الطبي وعدم قدرته على التحرك لايام عديدة .
امرت اصلي بان ينصب في نفس الصالة اداة العلاج الفيزيائي التي هي عبارة عن مسندين يمشي بينهما والاخر هو عجلة يحركها بساقيه مثل الدراجه الهوائيه .
شهر وهي تهتم به بدون اي كلام تقوم هي بدورها وهو لاينطق حتى اذا تإلم.
كم يكابر الانسان حتى لايبين لصاحبه بانه مكسور ، بان الالم يعتصر قلبه ، ام لان من تذوق ابشع المشاعر تكون لديه حصن منيع من كل مايدور حوله.
تدبغ جلده فماعاد يشعر .
خلال هذا الشهر ، كانت اصلي مجبرة ان تخرج لعدة ساعات. تذهب للمشفى للاطمأنان على مرضاها بعد ان طلبت منه ان تذهب لاجراء عملية اسراء ووافق بغير توقع تحت اندهاش اصلي المتفاجئه برضاه ، لكن كان للاخرس دور كبير في موافقته فكان هو حارس لها مثل ظلها .
زاره يغيت ليإخذ اقواله لكن بلا فائدة تذكر لم يستطع ان يخرج منه بكلمة واحده ، اما نانق الذي استفاد جدا مما حدث تقوت شعبيته اكثر وتعاطف الناس مع ابن اخيه .

مع استمرار التمارين واهتمام اصلي بفرحات استطاع ان يتحرك بحرية اكثر ، لازال لايستطيع صعود او نزول الدرج لكن كان يتحسن بمرور الوقت .
كان يبهرها لو ان احد اخر اصابه ما اصاب فرحات لكان اليوم مقعد او لطال وقت شفائه اكثر ، يبدو ان العناد فيه من الحسنات كثيرا .
جاء وقت تبديل الضمادة تمدد فرحات على بطنه واتت اصلي بيدها العلبة الطبيه التي تحتوي على المط هر والشاش الابيض والاصق ، اخرجت من المطهر ووضعت على قطعة القطن ثم نظفت مكان الجرح ، كان يشعر باحتراق المطهر على جلده لكن لم يقم باي ردة فعل تذكر ، توقفت اصلي ونظرت اليه ثم قالت
الا تتإلم ابدا ، كل مرة اشعر اني أتألم عوضا عنك
تنهد ثم قال
يوجعني . بلا ، لكن مافائدة قول هذا او اضهاره .لن يشعر بإلمي الا انا ، فلاحاجه لمشاركه الناس بما لايشعرون به . وانت لاتتالمين بدلا عني بل تشفقين علي .
هزت اصلي راسها ، كناية عن ( بلا جدوى ) ثم اكملت عملها وهي تغطي الجرح بالشاش والصقته حتى لايتحرك من مكانه .
استدار فرحات اليها يطالعها وهي تلملم ماكان قد اخرجته من العلبة وقال .
الم تتعبي انت من علاجي .
ابتسمت هي واجابت
لم انتهي بعد منك .
نهضت اصلي وهو ظل يفكر بكلامها مالذ قصدته بانها لم تنتهي ، هل تحاول حقا علاجه .
اي طبيب يقدر ان يعالجه جروحه والندبات التي في جسده لاتبرى ابدا ، لايوجد طبيب هلى وجه الارض يستطيع ان يغلق كل الجروح التي فتحت في جسده ولا توجد اي عقاقير توقف النزيف الذي ينزفه منذ سنوات .

يجلس نامق في غرفة مكتبه حين دخلت اليه ايديل لاتزال غاضبة منذ الصباح بعد ان كررت على مسامعه ان ينتقل الى بيت اخر وهو رفض .
اغلق الباب خلفها ولما رفع عينه ليراها قال قبل ان تقول هي اي شي
لن تفتحي نفس الموضوع معي مرة اخرى ياايديل لقد اغلق الموضوع .
وضعت يديها على المكتب امامه وقالت
لن اسكت حتى اعرف بالضبط لما لاتريد ترك القصر ، ام انك لاتريد ترك يتار .
طالعها هذه المرة بغضب وقال
مالذي تهذين به ، ما علاقة يتار بالامر ، انت اصبحت خياليه جدا
لست خيالية بل ارى بوضوح مايحدث امامي لسنوات دون ان اقول شيا ، يكفي ، هناك شي يحدث بينكم دائما ، هناك امر يربطكما ببعض ولاتستطيع ان تفصله عنك . ماذا بينك وبين يتار
لايوجد شي ، ولاتتفوهي بهذا الكلام مرة اخرى .
اسمع يانامق لو خرجت من هذا الباب متجهة الى بيت ابي ستخسر كثيرا بخروجي هذا ، اما ان تخبرني مالذي يزجد بينكما او انني ساقوم باجرائات الانفصال حالا
هل جننت ؟ اجاب نانق وهو ينهض من مكانه تقرب منها ، صرخ في وجهها وقال
هل تهددينني يا ايديل ، لست انا نانق اصلان من يهدد وانت تعرفين ذلك
مالذي ستقوم به من احل اسكاتي ، هل ستقتلني.
ايديل يكفي ..
كلا .لا يكفي حتى اعرف مالامر .
تنهد نامق ، السر المخبإء لابد ان يضهر يوما ، واذا كان هذا اليوم هو الان سيكون عليه ان يخبر ايديل به ، لن يخسر كل الثروة التي بناها بسبب غيرة منها .
امسكها من ذراعها واجلسها على الاريكة الموجوده في المكتب وقال
هل تريدين ان تعرفي
اجابت ايديل
اذا هناك شي تخفيه عني ومرتبط بيتار
هز نانق رإسه وقال
نعم . هناك مايربطني بها ، لكن ليس كنا تفكرين
اجابت ايديل وقالت
اخبرني اي كان ساتحمل معرفته
امسك بيديها وقال
جولسوم ، هي ابنتي ، انا والدها وليس نجدت .
صعقت ايديل حين سمعت هذا الكلام . ردتت بصوت خافت وقالت
ماذا ؟ كيف ؟
كما فهمت ، وسمعت جولسوم ابنتي بعد علاقة كانت بيني وبين يتار قبل ان يموت نجدت .
سكت نامق ولم تستطع ايديل التحدث رجع بذاكرته الى اليوم الذي رإى فيه يتار لاول مرة وهي تحمل فرحات بيدها تقف بجانب نجدت يستقبلونه وهو عائد الى مدينتهم بعد ان عاد من السفر.
(( فلاش باك ))
تحتظن فرحات الصغير الى صدرها ، يقف نجدت بجانبها وابتسامة واسعة على فمه تنير وجهه الطيب ، يرى اخاه بعد سنوات من البعد يفتح ذراعيه ليستقبله بكل فرح .
يسلم على زوجة اخيه الذي لم يتعرف عليها قبل الان ويحسد اخاه على يتار .
كان قد عاد من انطاليا بعد ان هاجر سعيا لتغير خياته وكما يبدو انه عاد كنا ذهب خالي اليدين ، فطلب منه اخوه ان يسكن معهم وان يعمل في المدينة بدل ان يتغرب في ارض الله الواسعه . وافق نامق لا طاعة لكلام اخيه بل عشقا بيتار .
وقعت في قلبه مثل جمرة محترقه .عشقها وكان خبا ممنوعا ، حاول ان يكبته في قلبه لكن كان اضعف من ذلك ، صارحها في يوم اقرب الى السواد لونه . صدته مرة ومرتين لكن لم يفت الكثير مت الوقت حتى تقع في حبه هي ايضا
فلم تتزوج من نجدت حبا به بقدر انها رإت فيه الجدار التي تستند عليه بعد ان امست بدون احد ، اما نامق فقد شعرت معه لاول مرة باحاسيس لم تشعر بها ابدا .
وقعا في الخطيئة وحبلت منه وهي لم تقرب زوجها لاشهر لكنها قربت منه لتداري نفسها . فحن جنون نانق الذي كان يود ان ياخذ يتلر ويهرب بها . لكن اوضاعه ماكانت تسمح حتى حدث ماحدث ومات اخيه على يده طمعا في زوجته وخوفا من ان يقطع طريق الوصول الى مبغتاه ليصبح غنيا .
وسكتت يتار عن كل ماتعرفه عن تامق لتحمي حبها لكن اللعنه اصابتها ايضا ، يوم قرر نانق ان يتزوج ايديل ليس حبا وانما زواج مصلحه ليؤسس له جذورا في اسطنبول. وافقت على شرط ان لايبتعدا عن بعض وهكذا كان .
(( نهايه فلاش باك ))
كان لازال نامق يحب يتار لكنه لايستطيع ان يجاهر في حبه وخاصه الان .
لم يخبر ايديل كل التفاصيل لكنه اخترع كذبة من الاكلذيب التي يجيدها .
لم تتحمل كل ماسمعته وابتعد عنه بل خرجت من كل القصر لتحاول هظم كل شي كشف لها مرة واحدة ، شغلت سيارتها وانطلقت بعيدا لتهدإ من تفسها ثم تفكر بروية .
.................

ظلال الاسود والابيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن