كانت تغفو على السرير لازالت بملابسها التي ارتدها بعد ان استحمت لم تغيرها ، تحتظن الوسادة التي كانت بجانبها ولاتغطي الا جزئها الاسفل من جسدها ، شعرها المنثور حولها ، نزع جاكيته الجلدي ورماه على الكرسي بجانب السرير تقرب منها كانت تغط في نوم عميق ، لم يتجرأ للمس شعرها خائف هو ان يلوثها اذا لمسها ، لايستحق ان يشعر بهذه الاحاسيس التي هجمت عليه فجأة منذ لحظة رؤيته لها .
لايريد ان يسحبها الى المستنقع الذي يعيش فيه هي بيضاء كما تبدو وهو اسود وهذه حقيقته .
هو وحش لم يروضه احد ، وهي نسمة او زهرة يخاف قطعها فتذبل وتموت .
ارتمى بجسده على السرير وضع ذراعه تحت راسه استدار اليها ليكن وجهها اخر شي يراه وانفاسها اخر شي يتحسسه ، اغمض عيناه تنفس بعمق وهدوء ليسلم نفسه للنوم فغدا يوم حافل ، ستتعبه وهذا حقيقي .
في ذلك المساء حيث التقى هاكان وشاهين منذ وقت طويل يخططان للخطوة الثانية التي سيخطوانها باتجاه نامق ، لكي ينتقما منه على كل ماعانوه سوية .
قال شاهين
لم اعد استطيع ان اصبر اكثر لنتخلص من اول حجر امامنا
لاتقلق .. اجاب هاكان . لقد اكل فرحات الطعم ولابد من انه يشك في عمه الان وسيكون حذرا بالتعامل معه
لكن لابد ان نزيحه من الطريق لم ينجح رجالك في هذا
هههههه لو يعرف ان رجالي من كانو وراء الحادث
كيف استطعت الوصول لصالح وظمه اليك
صالح كان يحب المال اكثر من اي شي وعدته بمبالغ طائلة وكان لمساعدة من داخل خلية نامق فرق كبير
لماذا ياترى يريد جنيد التخلص من فرحات
لابد انه يريد ان يصبح الرجل الاول بعد نانق بدل فرحات . كما انه يعشق المال ايضا من لايعشق المال
قال شاهين متسائلا
الى متى ستبقى على اتصال بجنيد
حتى اوقع الكل في بعضهم ، لاتقلق سيخرجون امام فرحات مرة اخرى قريبا
ويحك ان تكون الطبيبة معه لانريد ان تتأذى
لاتقلق ، اصلي ستظل بخير
ومتى سالتقي بابنتي لقد تعبت من هذا الفراق
قريبا جدا ، دعني اوفر لك مكان افضل وارقى واغير اوراقك واخرج لك جديدة لتبدإ بعيش حياة جديده
هز شاهين رإسه موافقا ونهض هاكان للمغادرة وقبل ان يخرج كرر شاهين ماقاله لصديقه وخوفه على اصلي فطمإنه هاكان واخبره ان لايفكر كثيرا بالامر .
اشرق الصباح معلنا يوما جديدا ، لقد مرت 24 ساعة عن زواج فرحات واصلي ، فتحت اصلي عيناها وكانها تفكر ان كل ما كانت تعيشه حلم لم يحدث بالحقيقة ، لتجد فرحات ممددا بجانبها لازال نائما .
متى ، كيف ، ولماذ ؟ أسأله تطرأ على فكرها ، مدت يدها اليه لتوقضه لتفهم منت كيف يتجرأ وينام بجانبها . قائلة
هيييي انت ، انهض كيف تسمح لنفسك بالنوم بجانبي
فتح فرحات عيناه بانزعاج عقد حاجبيه وقاب
ماذا بك ، لما توقضينني .
انت لما نمت بجانبي
هذه غرفتي ، وهذا سريري ، وانت زوجتي ، افعل مارحلو لي ليس هناك شي غريب ، لاتبالغي
لاابالغ ، هل تصدق نفسك انك زوجي
نعم ، بامر من القاضي
ياللهي كم انت بارد اللعنه ، اسمع يافرحات انا لااريد النوم بجانبك ، افضل النوم على سرير من المسامير على ان اصحو وأراك بجانبي
عبس فرحات غير مهتم وقال
تستطيعين النوم على الكرسي هنا ، لكن سيؤلمك ضهرك لو تسإليني ساقول لك الارض افضل مفيدة لعضلات الضهر
قال هذا واستدار الى الجهة الاخرى تاركا اياها تأكل نفسها غاضبة
نهضت من جانبه وهي تردد
هل كان من المعقول ان افكر انه سيترك السرير لي ، حطبة .
ابتسم فرحات في سره ، وهي دخلت الى الحمام صرخ بسوت عالي ليذكرها قائلا
اليوم سنخرج لنشتري لك فستان العرس لحفلة الغد تصرفي وكانك سعيدة
لم تجبه ، بل كانت غاضبة ثم جاء جيم على بالها وقالت
اريد ان اتحدث مع اخي ، اريد هاتفي
رفع فرحات رإسه وقال
هاتفك على الطاولة تستطيعين ان تستخدميه لكن لاخبرك منذ الان جهازك مراقب لاتتذاكي
خرجت اصلي من الحمام مسرعة ، وامسكت بالهاتف واتصلت على الفور باخيها .
كان فرحات يمثل انه لايهتم بانها تتحدث مع اخيها لكن اذناه كانتا بجانبها تستمع لكل كلمة تقولها ، حتى انه كان يتخيل حركاتها وهي تتحدث عبر الهاتف بدون ان يستدير. يراقبها .
اخبرت اخاها انها بخير ، وهناك حفل سيقام للاحتفال بزواجها ، كما نبهت عليه ان يهتم باكله وشرابه وانها ستزوره عن قريب جدا . انتهت المكالمة ثم ارسلت رسالة لتطمأن ايبرو عليها واغلقت الهاتف .
لما انتهت عادت للتكلم بنفس موضوع السرير قائلة
اريد سرير اخر لي
ماذا به هذا السرير لاافهم
لقد قلت لك لن انام بجانبك
رفع فرحات رأسه واستدار اليها وقال
لقد نمت ليلة امس الم يكن مريحا
تقصد انك انت من اتيت نمت بجانبي .كما انك تنام بملابسك لست طبيعيا ابدا
عقد فرحات حاجبيه وقال
تركت ارتداء بجامات النوم لك مع انك لم ترتريها ايضا
ليس لدي هنا اي شي
لاتقلقي لن اتىك زوجتي بدون ملابس للنوم ، لكن ساترك المهمة ليتار هانم ستفرح جدا بانتقائها لزوجة ابنها يتحرص ان تكون اكثر الملابس اغرائا
ابتعدت تصلي لخطوتين واحتظنت نفسها كانها تحمي جسدها من خيالاته الشاذة بالرغم من انها كانت مستورة جدا . وإجابت
انت مريض حقا . لاتصبح حيوانا
ضحك فرحت وقال
لن اتقرب منك لاتقلقي لست من نوعي المفضل ، هناك من يتمنون لمسة مني بل يمرضون بنظرة مني
فعلا انت تمرض الانسان .
اجابت اصلي وعادت الى الحمام لكنه لم يدعها تإخذ راحتها ظل ينده عليها ان تتعجل حتى خرجت ودخل هو ثم غير ملابسه وهي تنظر اليه قالت
اليس لديك سوى اللون الاسود لترتديه
قال
لااحب سوى الاسود
اجابت
لانه يمولك جيدا .
وتركته وخرجت قبل ان يجيبها ، شعر بان الحقيقة ضربت وجهه وكانت هي من تلكمه لكل شجاعة ، لم تخف منه ابدا لم يرث بحياته امرأة تستطيع ان تواجهه بحقيقته هكذا دون خوف .
هز راسه موافقا على كلامها وتبعها نازلا الى الاسفل حيث الفطور كان جاهزا والكل جالس حول المائدة ينتظرونهم .
سحب فرحات الكرسي ليجلس عليه وهي لازالت واقفة بالقرب من الطاولة لم تجلس ، رفع فرحات عينيه اليها ثم قال لها
اجلسي
لم تجبه ، فسالتها يتار وقالت بابتسامة على وجهها
تجلسي ياكنتي ، هذا اول فطور لك يعني صباحيتك
ضحكت هاندان وتبادل نظرات غريبه مع ايديل ثم قالت
صحيح اليوم صباحيتك لو كنا نمشي خلف الاعراف لكان اول شي فعلناه هو تفقدك .
نهرها نامق واسكتها ، اما يتار فكانت منزعجة من سخرية هاندان طوال الوقت ، اما فيلدان التي كانت تحترق ببطئ لما الت اليه الامور .
لم تود اصلي ان تجلس وقالت
يجب ان تذهب للمشفى لتفقد مرضاي . اسمحو لي
صرخ فرحات بصوت اوقفها عن التحرك خطوه واحدة. قال
قلت لك اجلسي ، انت جائعة ، ثم سنخرج معا كما اتفقنا ، والمشفى مشفانا ولقد اخذت لك اجازة شهر كما تفعل كل طبيبة حين تتزوج تإخذ اجازة زواجية من المكان الذي تعمل به اليست هذه القوانين
توسعت عينا اصلي وقالت
شهر ... كلا هذا كثير لدى اسراء عملية اخرى خلال ايام
اجاب نامق وقال
المشفى مملوء بالاطباء وكلهم جيدون لن يحتاجو لك
نظرت لهم وكادت ان تنفجر لكن فرحات امسكها من ذراعها واجلسها عنوة واعطاها قطعة حلوة وقال
كلي من هذه الحلوة انت تحبينها
همست بصوت خافت وقالت
من اين تعرف .
ابتسم ابتسامته الجانبية وقال
اعرف كل شي .
قاطعهم عابدين الذي كان اسعد شخص بزواج فرحات وقال
انظرو انظرو كيف يدلل زوجته ، اه اطعمنا ياالله بمثل هذا الجمال .
ابتسمت جولسوم لحركات عابدين وقوله اما جنيد فكان باله مشغول بكيفيه هروبه مع جولسوم وابنهما الممنتظر .
.....................
