٢. من؟

41 12 2
                                    



فُتح الباب و لكن توترت كثيراً حتى أني لم أنظر، لا أدري ما الذي أصابني، حتى الخمور لم تفعل بي هذا يوماً.

دخل هيروكي قبلي ثم تبعته و أنا أنظر إلى الأرض لكني أضطررت أن أنظر أمامي عندما قرصني هيروكي.

"أنا واثقٌ بأني تركته هنا، ساعدني في البحث يا ماكوتو" قال هيرو و أنا ليس لدي أدنى فكرة عن الذي يدور في عقله لكن قررت أن أواكبه بينما أختلس النظر إلى الفتاة.

نظرت إليها، أو هذا ما ظننته، كنت أحدق بها بتمعن. في الواقع كانت فتاة عادية من النوع الذي لا يهتم إلا بعلاماته في الدراسة، كان شعرها أسود و طويل لكنها لم تتركه ليَبرُز جماله بل أعتقد أنها لم تفكر حتى في تغيير تسريحة العبقريات المعتادة ألا و هي تسريحة ذيل الحصان اللتي لطالما كرهتها إلا أنه كان لديها غرة و أعتقد أن هذا الإختلاف الوحيد بينها و بين العبقريات الأخريات. بقيت أمعن النظر إليها و هي لا تعيرنا أي إهتمام بل تصب كل إهتمامها في الكتاب الذي في يد و ما تكتبه باليد الأخرى أو في الواقع لا أدري ربما تجري عمليات حسابية لتتوقع ما نبحث عنه فتجده لنا لنخرج و نتركها لتعود إلى هدوئها.

بقيت أفكر في كل شئٍ إلا ما أتينا من أجله و أعتقد أن هيرو لاحظ هذا لأنه كالأحمق ذهب ليتحدث إليها بدلاً من سؤالي لأعود للتفكير في الموضوع الأساسي.

"أعتذر على مقاطعتك و لكني في حاجةٍ إلى مساعدتك، هل رأيتي كتاب اللغة الخاص بي؟ أنا لا أستطيع العثور عليه في أي مكان." قال هيرو للمدعوة بناومي

توقعت أن تكون فظة ذات صوتٍ مزعج و أيضاً توقعت أن يكون وجهها مليئاً بالتجاعيد لكنها كما وصفها هيرو تماماً، إنه عبقري ليقف بعيداً عنها قليلاً ليعطيني فرصة لرؤية وجهها أيضاً.

"عذراً و لكني لم أره... يمكنني أن أعيرك كتابي، لقد ذاكرت ما سيأتي في إمتحان الغد مسبقاً لذا إن أردت..." كانت خجولة لدرجة أنها حتى لم تستطع إكمال جملتها، كان صوتها لطيفاً جداً، فحتى أنا لم أستطع تفادي حب مثل هذا الصوت.

بقي هيرو بعض الوقت يقنعها أنه لا داعي لكل هذا إلى أن أضطررت للتدخل و إخبارها أننا سنقوم بالدراسة معاً و لكن لا أدري ماذا حدث لأعضاء جسمي التي ليست على طبيعتها اليوم، وجدت نفسي أكمل "يمكنك مرافقتنا" شعرت بإزديادٍ في مفاجئ في الحرارة، أعتقد أن هيرو يستعد لقتلي.

ترددت ناومي و لكن وافقت في النهاية و إتفقتنا أن نتقابل بعد ساعة، كان يمكننا الذهاب معاً لكني أردت مساحة لهيروكي ليستطيع ليتشاجر معي.

و بعد إنتهاء الحوار القصير شكرها هيروكي و خرج و أنا وجدت نفسي أنحني لها إنحنائة الشكر و أخرج، لم أتوقع أن يراني هيروكي لكنه فعل لذا إنفجر ضاحكاً بمجرد أن أغلقت الباب.

"تنحني؟ ماكو بشحمه و لحمه ينحني؟ الآن أصدق أن المعجزات تحدث بالفعل" تابع الضحك.

"أرجوك توقف، أنا لا أدري ماذا أصابني لذا أرجوك دع هذه الحالة تمر بسلام إلى أن ننساها كلياً" تنهدت محاولاً النسيان بالفعل.

ظلال الضباب (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن