كانت الستائر مفتوحةً تدخل ضوءاً بدى و كأنه جعل المكان أكثر ظلمةً و لكن يبدو أنه تأثير ضباب الصباح الباكر، أو ربما تأثير تلك اللحظة المرعبة التي تمسك فيها ناومي بذاك الحبل المعلق في علوٍ لا يسمح لقدميّ إنسانٍ بلمس الأرض و هي على وشك أن تضع هذا الحبل حول عنقها بلا أخذ لحظةٍ أخرى للتفكير، لم أدري من أين أتى هذا الحبل من الأساس و عقلي يرفض الإقتناع بإحتمالية أنها قد تكون من أحضرته
"لا تمزحي " تمتمت بهذه الكلمات التي كسرت الصمت الذي لا يجب أن يستمر.
خافت من وجودي الغير متوقع مما جعل توازنها يختل و سقطت عن الكرسي بينما أنا عاجزٌ تماماً عن الحركة، و كيف لجسدي أن يمدني بالقوة و أنا في أمس الحاجة إليها؟ بل كان الأمر و كأن الأدرينالين قد إختفى من جسدي كلياً.
حاولت أن أستيقظ مراراً و تكراراً لكن بلا جدوى و كان الشئ الوحيد الذي جعلني أدرك أنه ليس مجرد كابوس كان صوت إرتطام جسدها بالأرض، أعلم أني أستحق هذا فأنا لم أكن لأستحق ناومي يوماً فكيف لي توقع حياةً سعيدة، لكني لا أدري ما الذي فعلته لأستحق فرصةً ثانية، أنا حقاً لا أمانع أخذ العقاب الذي أستحقه دفعةً واحدة لكن ناومي لا تستحق أن يصيبها مكروه.
رفعت جسدها عن الأرض بهدوءٍ لتجلس و لكن دون النظر إليّ
"لماذا؟ أدرك أني مهما فعلت لن يكون كافياً لكني أحاول" شعرت بصوتي يرتجف، ناومي...لقد تعلمت شعور الخوف.
"أنت لا تفهم شيئاً"
"ربما أكون أحمقاً و بطيء الإستيعاب و لكني أهتم لأمرك... كثيراً"
"إخترت الشخص الخطأ"
"لا يهمني، أخبرتك أني أحبك و سأظل أحبك دائماً، لماذا لا تريدين تصديق الأمر؟"
"لا أصدق من لم ينظر إلى الصورة كاملة"
"إن لم تكن لديكي نفس المشاعر و تريدين الرحيل لن أمنعك لكني سأمنعك عن فعل هذا بنفسك"
"لدي أسبابي الخاصة"
"ليس مبرراً لتفعلي هذا"
"تقول هذا دون السؤال عن السبب حتى"
"ليس لأني لا أريد أن أعرفه لكني على يقين أنك لن تخبريني، و أدرك تماماً أن الأمر لم يحدث فجأةً بل تطلب الأمر الكثير من الإبتسامات الكاذبة و مع ذلك لن أسمح لك بفعل هذا و سأظل أحاول محو شعور عدم الثقة الذي يسيطر عليكي و لن أستسلم عن محاولة جعلك سعيدة" ذهبت إليها و لففت ذراعيّ حولها بقوة "أحبك و سأحبك دائماً"
ظننت أنها ستبكي و لكن يبدو أني أخطأت هذه المرة
"أنا أضعف من أن أتحمل رحيلك، فهذه أول مرةٍ أجرب المشاعر و لازلت أتعلم مشاعراً جديدة، تعلمت الغيرة و الخوف و الحزن و الرغبة التي لا تتحقق بسهولة و الغضب و الرغبة في إرضاء شخصٍ ما و حمايته أيضاً و القلق و أهم شئٍ هو أني عرفت معنى السعادة حقاً، لا أريد أن أفقدك و لا أريد معرفة معنى الفقد، سأفعل كل ما تريدين لكن لا تفعلي هذا مجدداً، سأوقف إندفاعيتي و سأقلل من غضبي و سأوقف غيرتي إن أردتي لكن لا مزيد من هذا"
أنت تقرأ
ظلال الضباب (قيد التعديل)
Mystery / Thriller"و أخيراً عرفت أن كل ما فعلته في حياتي ما كان إلا سعياً للحصول على شيءٍ واحدٍ يخصني وحدي، و ذكرانا التي ستتلاشى مع إستمرار الحياة تكفيني" محتوى غير مناسب لمن هم دون ال ١٥ عام