من هول صدمةٍ كهذه عقلي لم يستطع االتفكير في أي شيءٍ بالمرة، تلقائياً نظرت لهيرو نظرة إستغاثة لكن بالطبع كيف له أن يكون مستيقظاً من الأساس فتلك هي الحياة، أكبر المشاكل يخوضها الشخص وحده و ماذا كنت لأفعل سوى إخراج إحدى السجائرلأهدأ قليلاً.
بعد مدة هدأت و بدأ عقلي يعود للتفكير لكن في أفكارٍ لا تجلب سوى الصداع مثل 'هل تسرعت؟'
'كيف أحببتها و أنا لا أعرف شيئاً عنها؟'
'أنا أظلمها فأنا في الواقع أحب الأخرى'
'أنا لسا جيداً بل أنا الأسوأ'
ثم بدأت أفكر في الفتاة الأخرى و أتسائل لماذا تأتي دائماً عندما أفقد الإحساس بما حولي؟ و هل ستعود أم لا؟ و هل أتابع البحث و أترك ناومي؟ و هنا عدت أفكر في ناومي و كيف أن معاناتها وصلت إلى هذا الحد و بدأت أتخيل الدخول في منزلي يوماً و رؤيتها معلقةً بلا روح مما يجعلني أفقد القدرة على الإحتمال و لكن لحظة، لماذا أهتم من الأساس؟ نحن لا نتواعد حتى، و هنا بدأت أتخيل أنها ترفضني عندما أطلب مواعدتها و لن أنكر أني أستحق هذا. في النهاية أنا معرفتي لها لا تتعدى الشهر حتى و أول نزهة مرحٍ لنا كانت اليوم لذا لا يوجد شئٌ لأبني آمالي أو حتى إحساسي عليه. أخذ مني الأمر طويلاً حتى أعرف أنها كانت تحاول إخفاء الأمر طوال الوقت، ألهذا كانت تنظر بعيداً؟ أفكاري كلها كانت عشاوئية و عقلي صار فوضى عارمة من جميع الأفكار غير المرغوب فيها و فوق ذلك لم ألحظ نفاذ علبة السجائر إلا و أنا أبحث عن أخرى، لقد إستنزفت علبةً كاملة في جلسةٍ واحدة ما الذي أفعله بنفسي، و الأسوأ أن أي فكرةٍ أتتني عن ذاتي تلاشت عندما سمعتها تسعل بهدوءٍ في نومها و كان خوفي كله عليها أن تتأذى من الدخان. لم أدري ماذا أفعل الآن، أفكاري ستقتلني.
"ناومي" نزلت من على الأريكة بهدوءٍ أوقظها. لا أدري أنا لا أتحكم بنفسي الآن.
إستيقظت بمجرد أن ناديت إسمها و كانت تبدو خائفة، نظرت حولها تحاول إستيعاب ما يحدث ثم هدأت و جلست "لا تبدو بخير" لتقول لي هذه الجملة بعد أقل من ساعتين من النوم و كل ما بها من آلام، تفتح عينيها لتطمئن علي أنا قبل أن تفكر في التنفس حتى.
"كنت تسعلين فكنت أطمئن" أنا لا أستحق شخصاً مثلها، يكفي أنني الآن أنجح في إمتحانات المدرسة بفضلها.
"كنت تدخن؟" نظرت حولها ثم أعادت النظر تماماً في عينيّ و أنا لا أعرف كيف و إلى متى سأتحمل.
"ناومي أنا شخصٌ سئ" كيف لا و أنا من لجأ إلى الهروب و التسبب في مشاكل لكل من حولي فقط لأني خفت من المواجهة.
صمتت و هي تنظر إلي بإهتمامٍ لطالما إفتقرته تنتظرني أن أكمل، لكن هل كنت مستعداً لخسارتها؟
أنت تقرأ
ظلال الضباب (قيد التعديل)
Mystery / Thriller"و أخيراً عرفت أن كل ما فعلته في حياتي ما كان إلا سعياً للحصول على شيءٍ واحدٍ يخصني وحدي، و ذكرانا التي ستتلاشى مع إستمرار الحياة تكفيني" محتوى غير مناسب لمن هم دون ال ١٥ عام