١١. وعد

20 6 2
                                    

تنبيه: هذا الفصل يحتوي على مشاهد قد لا تناسب البعض
_______________________________________

لم أصدق ما تراه عيناي و لم أدرك ما حولي لبضع ثوانٍ حتى بدأ الغضب يسيطر علي و يصحبه قلقٌ شديد، يبدو أن ناومي كانت تظن أني سبقتها إلى النوم فنظرة التعجب تلك لم تكن مصتنعة

"ماذا حدث لك؟ هل فعل هيرو هذا؟"

"لا بل سقطت من فوق السلم"

"يبدو الأمر و كأن أحداً قد قام بصفعك، هل أنتي بخير؟ دعينا نذهب للمشفى"

"لا داعي" يبدو و كأن الكلام كان صعباً عليها من شدة الألم لكنها بدت حزينة

"لنأكل معاً فلابد أنك جائعة، ضرت الطعام لذا غيري ملابسك و سأنتظرك" تمنيت أن يجعلها كل ما حضرته تنسى الألم و الحزن و لو لثانيةٍ واحدة

"ألديك موعدٌ اليوم؟" فهمت أنها تسأل بسبب ملابسي

"أجل سأخبرك بكل شئٍ و نحن نأكل"

ذهبت إلى غرفتها و إختبأت بجوار الباب منتظراً سماع أي شئٍ يدل على رد فعلها لكنها دائماً هادئة لذا كان من الصعب معرفة إن لاحظت العلبة المغلفة على الطاولة و إن قرأت ما عليها. في الواقع تحضير كل هذا لم يكن سهلاً أبداً فشراء ثوبٍ مناسب كان الأسهل إلا أني قد تعبت كثيراً حتى أجد شيئاً مناسباً و لم أحضر حذاءاً فلا أريد لها التعب خاصةً بعد المباراة و هذا ما كتبته لها في ورقةٍ ألصقتها عليه، أما تلك العلبة فكانت مساحيق تجميل ليس لأني لا أراها جميلةً كفاية بل لأن المساحيق تعطيها جملاً من نوعٍ مختلف لا يقاوم أبداً و هذا أيضاً ما كتبته لها على الورقة الملصقة على ورق التغليف، في الحقيقة لا أدري إن كانت الأنواع المناسبة لبشرتها أم لا فأنا لم أذهب يوماً لشراء أشياء كهذه فكان عليّ سؤال كل من يعملون في المتجر و لم ألجأ لمتجرٍ واحد بل لإثني عشر متجراً لأستطيع الإختيار و لكني لم أكن عاجزاً كلياً فقد إستغللت حاسة الشم خاصتي و ذاكرتي لأتذكر رائحة المنتجات التي كانت الفتيات السابقات يستخدمونها و من المظهر أيضاً إستطعت تقييم الأفضل بينهم، و لكني لم أكتفي فشعرها الطويل المستقيم قد يشعرها بعدم الرضا و الملل فقد سمعت الكثير من الفتيات تتكلم عن هذا الأمر لذا أحضرت لها مصففاً للشعر و كتبت أني سأحب شعرها دائماً مهما كان طوله أو تسريحته و لكن أيضاً لم أكتفي فكل هذا ينقصه الأكسسوارات لذا أحضرت لها أقراطاً في الحقيقة كانت الأغلى بين كل هذا فأنا لن أحضر لها شيئاً مقلداً و بالطبع هذا كله لا يكتمل بلا عطرٍ من العطور التي يصعب علينا نحن الرجال مقاومتها و أيضاً وضعت رأيعا فس الحسبان لذا إشتريت أكثر عطرٍ رسم صورتها في ذهني عندما شممته.

إنتظرت بعض الوقت و لكن كان على الذهاب لأحضر الصحون و الأكواب و أشعل الشموع و أجهز الموسيقى و في النهاية لا يجب أن أنسى العطر، كنت متوتراً و كأني سأراها لأول مرة و مهما حاولت تهدئة نفسي بدى الأمر مستحيلاً و خاصةً عندما سمعت صوت باب غرفتها. أسرعت إليها و لكنها دخلت و أغلقت الباب.

ظلال الضباب (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن