٩. شجاعة

21 6 10
                                    

لم تتوقف الرسائل

'أفتقد مجيئك، الشرب معاً كان ممتعاً'

'كنت تخبرني الكثير و كان هذا حقاً يسعدني'

'بالطبع ليس كذاك اليوم'

'رؤيتك في أداتشي فاجأتني و لكن كان لدي ما أفعله لذا لم أستطع الإنتظار'

'أتمنى لو أراك مجدداً'

كان علي الإختيار بين ناومي الواقفة أمامي تنتظر ردي و تلك الفتاة المليئة بجميع الأسرار في هذا العالم و لن يتطلب الأمر سوى سؤالها لأتوقف عن التفكير فيها.

نظرت إلى تلك التي تقف أمامي في إنتظار ردٍ مني و يتملكها القلق حيال توجيه كل إهتمامي للهاتف عوضاً عنها، كان الأمر صعباً فكيف أستطيع الموازنة و التصرف بطبيعية لكي لا تشعر بما أخفي. ناومي تريد الدخول إلى عالمي و مهما كان ما سيحدث لاحقاً لكن هذا سيسعدني و على الصعيد الآخر تلك الفتاة تحدثني أخيراً، أي فرصةٍ سأضيع؟

"أضغت عليك أليس كذلك؟" قاطع صوتها محاولتي الفاشلة لإيجاد حل "لا عجب أنك لا تصدق أني سأكون حقاً مطيعة"

"الأمر ليس كذلك، عالمي خطرٌ يا ناومي، فإن لم تتأذي من ما فيه من ضرر ستتأذين بسببي فأنا في الحقيقة مختلفٌ تماماً الآن" لوهلةٍ نسيت أمر الرسائل

"لا أهتم، طالما أنه أنت"

"طالما أنه أنا ستكون الأذية أكبر"

"أصعب شئٍ هو أن تتركني و طالما أنا لا أعرف عنك شيئاً ستتركني في وقتٍ ما و لكن وجودي في عالمك سيقربني منك لذا سأتحمل ما فيه أياً يكن"

"كفي عن تصديق كل ما تقرأينه"

"هل تنكر الأمر؟"

"فقط توقفي"

"أنت توقف عن الظن أني ضعيفة"

"لم تتحملي الإستلقاء على الأرض بلا حراك و تتوقعين أن تتحملي لحظةً من حياتي؟ ألا يكفيكي تغييري للأفضل؟"

"هل رغبتي في معرفة المزيد عن من أحب خطأ؟"

"عودي و أكملي متابعة الفيلم"

"ألن تجيبني حتى؟"

"كلا لن أجيبك"

غضبت و كانت هذه أول مرةٍ أرى نظرتها الغاضبة -التي بدت مألوفةً لسببٍ ما- بعدها ذهبت في غضبٍ و جلست في أبعد مكانٍ عني تتابع الفيلم و لا زالت تعابير الغضب على وجهها.

كان يمكنني الذهاب و لقاء ذات الشعر الأسود الآن و لكن ناومي غاضبةٌ مني و أنا لا أتحمل رؤيتها هكذا فكيف سأتحمل تركها هكذا.

"ناومي"

صمتٌ قاتل

حقيقةً لم أستطع المحاولة أكثر من هذا و كانت تحتاج أن تهدأ قليلاً لذا تركتها بعض الوقت و لم أدرك أنها ستنام قبل أن تتسنى لي الفرصة في المحاولة مرةً أخرى و لم يقتصر الأمر على هذا الوقت فقط بل في الصباح التالي لم أستيقظ على صوتها الجميل كما إعتدت بل على صوت إغلاق الباب الرئيسي، لم تتكبد عناء إيقاظي للمدرسة حتى و أيضاً تجاهلتني طوال اليوم هذا إن إستطعت رؤيتها، يبدو أنها لا تهدأ بسهولة.

ظلال الضباب (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن