كان علي الإختيار بين العودة إلى حياتي السابقة لأنسى ما حدث و أرضي شهواتي و إما الإكمال في طريق الطالب المجتهد و لكن في كلتا الحالتين لن يمتلئ هذا الفراغ أبداً و لن يختفي إحساسي بالندم.كان الإختيار أشبه بالدوران في دائرةٍ بلا توقف لكني وجدت نفسي أعود إلى بيت ناومي و لكن ليس للعيش فيه هذه المرة بل لأجمع أغراضي و أعود بها إلى منزلي الذي يكاد يتداعى مما فعلته به و في اليوم التالي وجدت نفسي في المدرسة لذا فهمت أني فضلت أن أكون الطالب المجتهد، كيف لا و الأمر به مجهودٌ أحصد نتيجته في النهاية.
لم أنطق بكلمةٍ واحدة طوال اليوم و هيرو لم يستطع التفوه بشئٍ عن هذا الموضوع لكنه ظل معي طوال اليوم حتى لو لم نتكلم.
بمرور الأيام إكتسبت الهدوء كطبعٍ فيّ و بدأ الكل يلاحظ وجودي في المدرسة رغم هدوئي و لكن يبدو أن كوني مجتهداً جذب أنظار الجميع و حتى أن بعضهم حاول التحدث إليّ أيضاً و لكني لا أريد أحداً في حياتي بعد الآن سوى هيرو فبالطبع لن أتخلى عنه بعد كل هذه السنوات.
توقفت عن الذهاب إلى البار و لكن التدخين كان ما ألجأ إليه دائماً عندما أنهي دراستي فإن سيطرت علي الأفكارلا أدري ما قد أفعل. و بينما كانت عطلة نهاية الأسبوع ألقيت بجسدي على الأريكة و بين شفتي سيجارةً مشتعلة بينما بقيت أحاول إيجاد شئٍ أشاهده على التلفاز وكانت أول قناة ظهرت هي قناة الأخبار و يبدو أن الأمر مهم، كانت جرائم قتلٍ جديدة من ذاك القاتل غير المعروف الذي يكتب رسائلاً بدماء ضحاياه، لا أفهم كيف لم يكتشفوا الفاعل بعد لكن لم يثر الأمر إهتمامي و بقيت أقلب بين القنوات بلا جدوى، حياتي أصبحت حقاً فارغة.
لم أجد ما أفعله و لا بد أن هيرو يقضي وقتاً جيداً بين بعض الفتيات لذا لم أرد إزعاجه. فكرت في القراءة و كان أول كتابٍ خطر لي هو ذاك الجزء الثاني الذي لم أقرأه و لكني لا أريد التذكر
كانت تلك العطلة و كأنها وجدت لتسبب في إختناقي لا راحتي، حاولت الذهاب للتسوق و تصفحت مواقع التواصل و حتى أني فمت بتحميل ألعابٍ لتستنزف وقتي إلا أن الوقت مر ببطئٍ شديدٍ و خانق و لم يقتصر الأمر على عطلةٍ واحدة بل كل وقتٍ قضيته وحدي كان هكذا.
بينما كنت أنزل الدرج للخروج من المدرسة بعد إنتهاء اليوم الدراسي نادتني إحدى زميلاتي في الصف و طلبت مني التحدث معها في مكانٍ أقل إزدحام
ذهبت معها دون قول كلمةٍ واحدة
"ماكوتو في الحقيقة.. منذ وقتٍ طويلٍ و أنا... في الواقع أكن لك المشاعر لذا أتمنى أن..." كيف لم يخطر الأمر على بالي
"أنا لست-"
قاطعتني "ليس الأمر لتغيرك بل كان منذ البداية لكني كنت أخاف إخبارك، لم أكن لأتحمل أن تسخر مني" لم تستطع النظر إليّ
أنت تقرأ
ظلال الضباب (قيد التعديل)
Misterio / Suspenso"و أخيراً عرفت أن كل ما فعلته في حياتي ما كان إلا سعياً للحصول على شيءٍ واحدٍ يخصني وحدي، و ذكرانا التي ستتلاشى مع إستمرار الحياة تكفيني" محتوى غير مناسب لمن هم دون ال ١٥ عام