وقفت في صدمةٍ كادت تفقدني وعيي و لكن جسدي رفض الأمر، ربما لأن هناك أملٌ في نجاتها رغم جلوسها بلا حراك و لاحظت أني أرتجف بقوة لدرجة أني لا أستطيع أن أحدد إن كانت تتنفس أم لا.
ظل عقلي يقنعني بأن كمية الدم تلك لا تؤدي إلى الموت و لكن يرد عليه خوفي و يقول أن جسدها صغير و لا أستطيع أن أحدد أي كميةٍ تقتلها.
بدأ تدفق الأدرينالين أخيراً و أسرعت بإخراج يدها من الماء محاولاً إيجاد أي قطعة قماشٍ لألفها على معصمها ليتوقف النزيف رغم كبر الجرح الذي جرحته لنفسها و كأنها تريد الموت بأية وسيلة.
توترت كثيراً و أنا أرى مطهرات الجروح بجوار قماش الإسعافات الأولية و لم أعرف إن كان عليّ وضع تلك المطهرات أم سيزيد الأمر سوءًا و لكني وجدت نفسي أضعها تلقائياً و ألف يدها بالقماش و أحملها غير مبالٍ لما سقط منها و ذهبت مسرعاً لأقرب مشفى.
كان الجو يملأه الضباب و لسببٍ ما كرهته بشدة، حاولت جاهدًا أن أتأكد إن كانت تتنفس أم لا دون التوقف عن الركض لكن كان الأمر صعباً.
عندما دخلت بها إلى قسم الطوارئ كان الأطباء منشغلين بمحاولة إنقاذها و لم يكن لدى أيٍ منهم الوقت للرد عليّ بنعم أو لا عندما سألتهم إن كانت لا تزال على قيد الحياة.
بعد دقيقتين أتت الممرضات في عجلة و أبعدتني إحداهن بينما البقية يأخذن ناومي إلى غرفة العمليات.
"أرجوك أخبريني أي شيء"
"سيدي سنحاول جاهدين أن ننقذها"
"إذاً هل هذا يعني أنها لا تزال حية؟"
"سيدي أرجوك أن تنتظر و سيخرج الطبيب بعد قليلٍ ليخبرك بكل شيء"
"لما لا تريدين أن تجيبي عن سؤالي؟ فقط نعم أو لا، الأمر ليس صعباً"
"كل ما أستطيع قوله أن الأمل ضئيل"
لا أفهم لماذا لا يريد أحدٌ الإجابة على سؤالي بجوابٍ واضح.
ذهبت و جلست على كرسي الإنتظار و جميع الأفكار الممكنة تملأ عقلي و أولها هو 'لماذا؟ ما الذي أخطأت فيه ليؤول الأمر إلى رغبتها في ترك الحياة.. و تركي محطماً'
نادتني إحدى الممرضات في مكتب الإستقبال و أنا أعلم ما تريد
"هل أنت المسؤول عن المريضة ناومي يا سيدي؟"
"في الحقيقة نحن.." هل ما فعلته يعني أننا لم نعد نتواعد؟ "زملاءٌ في نفس المدرسة"
"أتستطيع التواصل مع أحد أقربائها؟"
"والداها متوفيان و لا أعرف أحداً آخر من أقاربها"
"هلّا أخبرتني بإسمها الكامل؟"
"ناومي هاياشي"
"حسناً شكراً لك يا سيدي، سنتواصل مع أحد أقربائها لذا يمكنك المغادرة إن أردت"
أنت تقرأ
ظلال الضباب (قيد التعديل)
Mystery / Thriller"و أخيراً عرفت أن كل ما فعلته في حياتي ما كان إلا سعياً للحصول على شيءٍ واحدٍ يخصني وحدي، و ذكرانا التي ستتلاشى مع إستمرار الحياة تكفيني" محتوى غير مناسب لمن هم دون ال ١٥ عام