٧.تقدمٌ كاذب

22 6 4
                                    

حاولت مراراً و تكراراً أن تبعدني و لكن بلا فائدة فهي كانت، فهي كانت كغزل البنات، حلوةٌ و ناعمةٌ و تبدو كبيرة و لكنها في النهاية كومةٌ هشة من السكر.

في الواقع كنت أريد أن أحظى بتلك الليلة التي حلمت بها لأشهر و لكن ما قد يوقف أي شئٍ مهما تمنيته هي دموعها، كانت رؤية الدموع على خديها و بصوتها الباكي تترجاني أن أتوقف أكثر قسوةً من رحيل أمي عندما كنت طفلاً

"ناومي أنا.." تركتها و إبتعدت عنها، تلك الحالة التي كنت فيها جعلتني لا أشعر بجسدها الذي كان يرتجف و كأني أدفنها تحت الثلج.

حاولت النهوض و لكن كان الأمر صعباً بسبب صعوبة تنفسها التي لم ألاحظها قبلاً.

"ناومي أنا حقاً آسف" حاولت لمس كتفها لكني شعرت بجسدها يقفز خوفاً و صوت أنفاسها توقف للحظة، حاولت مناداتها مرةً أخرى و لكن صوتها كان عالياً و هي تطلب مني الإبتعاد، لم أفهم الأمر، لم أفهم تصرفها ولا تصرفي، فبدأت أقترب منها محاولاً ضمها لأهدئ من خوفها و لكنها دفعتني بكل قوتها و هربت بعيداً، ببعيداً أعني هارج الشقة، ليلاً بثياب النوم، دون حذاء و دون هاتف. أهذا ما كانت تعنيه بخوفها من ألا تستطيع البقاء في هذا المكان؟ دمرت الأمر من جديد، أريد الإختفاء من الوجود و لكن ليس قبل أن أعيدها إلى هنا سالمة.

بلا تفكيرٍ أخذت مفاتيحها و خرجت خلفها و لكن لا أثر لها في أي مكان، كيف إستطاعت الإختفاء في ثوانٍ و نحن في أعلى طابقٍ في المبنى؟

بقيت أركض كالأهبله في الشوارع و لكن لم أناديها لكي لا أخيفها، كانت الرياح قوية و بثيابها هذه سيكون الجو بارداً عليها و عندما تذكرت إحتمالية إصابتها بالزكام تذكرت أنها قد خرجت من المشفى اليوم و بكل ذا الذعر الذي رأيته جعلني أرتعب قلقاً، يا لي من أحمق، إلى متى سأظل أضغط عليها؟ إن حدث لها مكروهٌ فأنا الملام على كل هذا.

بقيت أبحث لما بدى و كأنه أيام و لكن في الحقيقة كانت ساعتان فقط حتى عثرت عليها تستند على حائط تحاول إلتقاط أنفاسها و لكن إنتهى بها الأمر تسقط من التعب. أسرعت إليها و ضممتها إلي و بقيت أعتذر محاولاً جعلها تصدق أني لن أفعل شيئاً آخر، لم تحاول إبعادي لكني شعرت بدموعها تخترق نسيج قميصي و عندما إستجمعت قواها للتحدث كل ما قالته هو "أنا آسفة"

شعرت بألمٍ في صدري بسبب صوتها الملئ بالألم الذي كنت أنا السبب فيه "ناومي، أحاول جاهداً تمالك نفسي لكن في الحقيقة لا أستطيع، فأنتي الوحيدة التي أحببت، أنتي كل شيء. لم أحب أبي و أمي، لم أحب فتاةً في حياتي و لم أحب نفسي لذا لم أعرف ما هو إلا معك، الأمر أشبه بإعطاء تائهٍ في الصحراء وليمةً كبيرة من الطعام و الشراب لهذا لا أستطيع التعامل بطريقةٍ غير تلك التي تسبب لكي كل الأذى الذي لا يتحمله كلينا. عليّ الإبتعاد و لكني أريد أن أطمئن أنك بخيرٍ أولاً"

ظلال الضباب (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن