لم أدرك ما أفعل لكني بقيت أبحث و اسأل كل من رأيت أمامي محاولاً إيجاد علامةٍ تدلني أنها بخير، أي شيء. بقيت أحاول الإتصال لكنها لا تجيب، سأصاب بالجنون، فهذا تماماً إحساس الفقد الذي هربت منه طوال حياتي و لازلت أهرب منه إلى الآن، فكل ما فعلته بها ما كان إلا عدم قبولي بفكرة أنها قد ترفضني فأفقدها، حاولت جاهداً دفعها بعيداً لكي تأتي إلي بنفسها متمسكةً بي بكل قوتها و أنا أعلم أني لن أتركها لحظةً فور قدومها فأنا بالفعل أحبها و لا أريد وجود إحتمالية أن تتركني و لو ثانية.
الأسوأ أني تأكدت أن الضحية لم تكن ناومي و لكن لماذا لا تجيب، غاب عن عقلي أنها قد تكون نائمة أو غاضبة مني و لم أفكر سوى في الأسوأ.
بقيت أبحث حتى بدأ شروق الشمس و لم أجد حلاً سوى الإنتظار أمام المحطة، كنت في غاية التعب و لم يكن النوم ليريحني، فقط أريد الإطمئنان عليها و لم يطل الوقت حتى رأيتها بثياب المدرسة قادمة للمحطة و يبدو أن الإرهاق أيضاً إزداد.
لاحظت وجودي و أكملت طريقها كأنها لا تعرفني.
"لماذا لم تجيبي؟"
"و لماذا قد أجيب؟"
"لأني لم أكن لأتصل في مثل هذا الوقت إلا إذا وجد شئٌ مهم"
"ليس مهماً لي"
"قتلت فتاةٌ بالأمس و ظننتها أنتي"
"دعني أحزر، قلقت عليّ؟ أجل متوقع فهكذا تجري الأحداث"
"ألا يكفي قلقي كعقابٍ على ما فعلته؟"
"الأمر ليس كعمليات البيع و الشراء يا ماكوتو"
"سامحيني على كل ما بدر مني من سوء، أنا لم أعرف كيف أتصرف بسبب الفوضى في داخلي و خوفي من ألا أكون كافياً بل أتسبب في أذيةٍ أكبر"
صمتت قليلاً "أمهلني حتى نهاية الإختبارات فأنا لا أستطيع التفكير"
"إن كان الأمر يحتاج إلى تفكير فلماذا لا تكتفين بقلقي المستمر؟ أليس الأمر متعلقاً بالمشاعر؟" أعلم أن هذا أغبى ما فعلته للآن و لكن لم أتحمل إحتمالية إنتظار شئٍ قد لا يأتي
و لكن كل ما فعلته هو تجاهلي تماماً طوال الطريق إلى المدرسة، أجل أوصلتها للمدرسة و أنهيت اللقاء بقول "أحبك" مما جعلها تنظر إليّ لوهلة ثم تعود للسير بعيداً.
كان هذا آخر يومٍ دراسي قبل الإختبارات التي على بعد يومان و بالطبع ناومي لم تكن لتأتي إلى منزلي مجدداً خاصةً بعد ما حدث لذا لزمت بيتي في صمتٍ و إنعزالٍ عن الجميع أحاول أن أدرس قليلاً، ليس لأني أسعى للنجاح بل أردت جعلها فخورة و لكن مع ذلك لم أستطع التوقف عن التفكير فيها و كل ما إستطعت فعله هو إرسال بعض الأسئلة المتعلقة بالدراسة لأرى إسمها في قائمة التنبيهات لا أكثر فأنا أعرف أنها لم تكن لترفض الإجابة عن أسئلةٍ دراسية.
أنت تقرأ
ظلال الضباب (قيد التعديل)
Mystery / Thriller"و أخيراً عرفت أن كل ما فعلته في حياتي ما كان إلا سعياً للحصول على شيءٍ واحدٍ يخصني وحدي، و ذكرانا التي ستتلاشى مع إستمرار الحياة تكفيني" محتوى غير مناسب لمن هم دون ال ١٥ عام