إنحنيتُ وقلتُ بإطاعة: أمركَ يا مولاي، رفعتُ كاحلي لكي أصل لطوله الفارع أمامي، أنزلتُ تاجه ووضعته جانباً على الطاولة،
فككتُ ربطة حزام منامة نومه السوداء التي مصنوعة من الحرير الخالص، عضيتُ شفتي بحياءٍ شديد وأنزلتها ليكون بسرواله الداخليّ فقط، تجنبتُ النظر إلى جسده العاري وقلتُ بإحترامٍ شديد: جلالتك- ماذا تريدُ أن ترتدي؟،
وضعتُ منامة نومه في الخزانة فأجابني وهو يجلس أمام المرآة: سرِّحي لي شعري، حاولتُ جاهدة إخفاء إبتسامتي، لقد ضحكَ لي الحظ أخيراً،
إقتربتُ منه واقفة ورائه، أمسكتُ بالمشط وبدأتُ بتسريح شعره وهو بصراحة كان ناعم كالحرير، لا يحتاج للتسريح،
تخللت أصابع يدي بين خصلات شعره: هل انتهيتِ؟، إبتسمتُ وأنا مازلتُ ألعب بخصلات شعره غير منتبهة لمناداته لي، أمسك يدي: زنوبيا!،
شهقتُ بصوتٍ خافت وأنزلتُ يدي: أنا آسفة مولاي أرجوك سامحني لقد شردتُ قليلاً، أومأ وهو يقف فقلت: ألا تريدُ إرتداء ملابسك مولاي؟، رفع يده لينفي الإجابة: لا،
أومأت وأسرعتُ نحو السرير، رفعتُ له الغطاء ليتمدد، غطيته جيداً كي لا يبرُد في الليل: أتأمرني بشيئٍ آخر مولاي؟، نظر لي من الأعلى للأسفل: نامي جيداً من أجل صحتكِ،
إبتسمتُ مخفضةً الرأس: لجلالتكَ جزيل الشكر على اهتمامك، أومأ وقال ببرود على عادته: هنا على الطاولة يوجد مبلغ صغير من المال- خذيه،
فتحتُ عيناي بصدمة: لا- شكراً يا مولاي- أنا حقاً لديّ ما يكفينا من المال وإذا احتجت سأطلب منكَ على الفور، رفع حاجبه الأيمن: زنوبيا! منذُ متى وكلام الملك لا يتنفذ؟،
قلتُ بخوف: أنا آسفة جلالتك- سأنفِّذ ما طلبته مني على الفور، ذهبتُ اتجاه الطاولة، فتحتُ فمي بدهشة، هل قال للتو بأنه مبلغ صغير؟ إلتفتتُ نحوه: مولاي- هل أنتَ مُتأكد من إعطائي المبلغ؟،
سكب لنفسه الماء: هذا قليلٌ جداً مقابل انتصاركِ على الرومانيين، إنحنيتُ له وقد ازداد عشقي به: مهما فعلت فلن أستطيع رد الجميل لجلالتك، قال الملك جاستن: أوصلي تحياتي السامية لخالتكِ، إنحنيتُ له مرةً أخرى: عمتَ مساءاً جلالتك، أطفأتُ الأضواء وخرجت.
فتحتُ باب المنزل ودخلت لتستقبلني أليكسيا: ماذا حصل؟، وضعتُ المال على الطاولة: لقد جعلني أُبدِّل له ملابسه!، شهقت بعدم تصديق وقالت: وماذا حصل بعدها؟،
قلتُ وأنا أجلس بلا مبالاة: لا شيئ مهم- سرّحتُ له شعره، قالت بغضب: لقد أصبحتِ بلا تربية حقاً! جعلتيه يلعب في شرفكِ من أجل هذا المبلغ؟، قلتُ بسرعة وبإنفعال: هو لم يلمسني!،
أليكسيا: وماذا عن لمسه لخصركِ على الشرفة؟، أسندتُ خدي على كفي وتنهدتُ بهيام: هل رأيتيه كيف تعامل معي؟ ملك قلبي يليقُ به أن يكون الملك وكلُّ شيئ،
جلست أليكسيا جانبي: وكيف بدّلتي له ملابسه؟، قلت: بدّلتهم فقط!، قالت: ملابسه الداخلية؟، ضحكتُ بقوة: كلا- لا- أبداً- فقط ملابسه الخارجية وبقيَ بملابسه الداخلية وبعدها جلس أمام المرآة وطلب مني تسريح شعره وبعدها أعطاني المال لأنني فزتُ المعركة،
أليكسيا قالت بعدما تنهدت: لقد ضحكَ لكِ الحظ زنوبيا- أتمنى أن يقع في حبكِ مع أنه مستحيل أن يفعل، زفرتُ بحزن مكبوت: مع أنني العذراء الوحيدة في هذه البلاد.
إستيقظتُ على صوت البوق الذي يأمر جميع السكان بالإستيقاظ، إرتديتُ ملابسي بسرعة كي لا أتأخر على ملكي، خرجتُ بسرعة ركضاً للقصر،
خرج الملك كالعادة ليطمئن على بلاده: صباح الخير مولاي، إنحيتُ ليبتسم جانبياً، فهي أول السكان تُلقي عليه تحية الصباح: أهلاً زنوبيا،
إبتسمتُ وأنا أمشي مع الحرس: هل تأمرني بشيئ جلالتك؟، الملك دون النظر إليّ: لا، حمحمتُ وأنا أشبك أصابعي خلفي ظهري: مفهوم جلالتك،
أشار لي بإصبعته لأقترب فاقتربتُ بسرعة: أجل مولاي؟، وضع يديه خلف ظهره: هل أخبرتِ أحداً بما حصل البارحة؟، إبتلعتُ ريقي بخوف: كلا،
الملك وهو ينظر للّاشيئ ببرود: لأنه من الممكن أن يحصل شيئاً أكبر من الذي حصل ليلة الأمس لهذا يجب عليكِ توخّي الحذر، نظرتُ إليه مع إرتفاع حرارتي: شيئاً أكبر؟،
هو مع برودٍ أكبر: لِمَ لا؟، وضعتُ يدي على جبيني: مولاي؟، ووقعتُ على الأرض.
___________________________
أنت تقرأ
الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-
Teen Fictionمَهمـا حصَـل، مَهمـا فعَـل ومَهمـا مـرَّ مِـن الزّمـن عَلينـا، ستَبقـى الأوّل والوَحيـد الّـذي ملكَ هـذا القَلـب الّـذي وفـي كـلُّ نَبضـة يهمِس: أحبـكَ جلالَـة الملِـك جاستِـن درو بيبَـر. بِدايَة الروايَة: ٢٨ تمّوز ٢٠٢٠ (٢٨/٠٧/٢٠٢٠) نهايَة الروايَة:...