ركض أحد الحراس وجلب الماء، إنحنى الملك وقام برشّ القليل من الماء على وجهها بينما اجتمع السكان ليعرفوا ماذا حصل،
رفعتُ يداي ومسحتُ الماء، فتحتُ عيناي ببطئ ليقف جلالته ويقول: الجميع إلى عمله،
هرول الناس للذهاب بسرعة بينما هو قال لي: هل أنتِ مريضة؟، حاولتُ إدّعاء القوة، حاولتُ النهوض: كلا مولاي،
تنهد بقلة حيلة وانحنى إليّ، حملني ليصدم الجميع بفعلته، تشبثتُ بيدٍ وراء ظهره ويد أمسكته من ياقة ملابسه: مولاي أنا بخير- يُمكنني المشي،
قال متجهاً لمنزلي الصغير المتواضع: لكن- لقد أغميَ عليكِ- لا يُمكنني ترككِ هكذا، أخذتُ نفس عميق من رائحته وقلت: أجل- ربما لأنني لم أتناول الفطور هذا الصباح،
إبتسم جانبياً: أو ربما لأنه سيحدث شيئاً أكبر بيننا المرة القادمة؟، أصبح رأسي يُؤلمني فجأة، ربما لأني عقلي الصغير لم يتحمل جميع هذه المفاجآت، وضعتُ يدي على رأسي بألم وأنا عاقدة لحاجباي: مولاي؟، همهم وهو ينظر للطريق،
نظرتُ لوجهه وتمعنتُ جيداً بملامحه: ماذا عن سكان البلاد؟سيتكلمون عن جلالتك بالسوء وأنا لن أقبل بهذا، إرتسمت إبتسامة جانبية على محياه: هنا يمكنكِ إنهاء حياة من يتكلم عني بالسوء،
إبتسمت فأنزلني أمام المنزل، وقف جانباً وقال: هل يمكنني زيارتكم؟، لمعت عيناي: بالطبع لنا الشرف،
طرقتُ الباب ففتحت خالتي الباب وبدون أيّة مقدمات بدأت الثرثرة: هل ما سمعته صحيح؟ جلالة الملك حملكِ! تباً لكِ! الآن ستذهبين للقصر وتعتذرين منه وإلا سيحصل ما لا يعجبكِ،
إقترب الملك ليظهر أمامها فشهقت بقوة وانحنت أمامه: أهلاً بكَ مولاي الملك، أومأ دون أن يتكلم ونظر لي فقلت: أمي- إن جلالة الملك في زيارة لنا، شهقت مرة أخرى وهمست لي: لماذا لم تُخبريني من قبل؟ كنتُ حضرتُ له أشهى الطعام،
الملك بيبر سمع همساتها وقال: كلا- جئتُ فقط لكي أتعرف على والدة زنوبيا، إنحنت والدتي مرةً أخرى: أُدعى أليكسيا سمو الملك،
أشرتُ للداخل وقلت: تفضل بالدخول مولاي الملك، أومأ كشكرٍ لي وهو يبتسم ودخلنا لتقول خالتي أليكسيا لي بخفوت: إذهبي واجلبي العصير أو الطعام- أي شيئ شهيّ تجدينه،
نظرتُ لسموّ الملك الذي يكون جالس على الأريكة ويتفحص المنزل بنظراته: هل تعتقدينني غبية؟ لن أترككِ وحدكِ مع الملك،
نظرت لي أليكسيا بصدمة فقلتُ بيأس: حسناً سأذهب، إلتفتتُ لأذهب لكن خالتي أمسكت يدي وقالت: لا عزيزتي زنوبيا- إبقي مع الملك وأنا سأذهب، قفزتُ بفرحة وعانقتها: شكراً لكِ،
نظر لنا الملك باستغراب فخرجت أليكسيا، نظرتُ له بخجل واقتربتُ منه جالسة جانبه: أهلاً بجلالتك في منزلنا المتواضع،
نظر لي نظرات جريئة مُتعمداً إحراجي بما أنه وعلى ما أعتقد أنه يعرف جيداً أنني مُتيمة به: إلى أين ذهبت أليكسيا؟،قلتُ بخفوت خوفاً من أن يكون لم يُعجبه ذهابها: ذهبت لتشتري القليل من الأغراض، نهض ليعبث ببعض الأحجار الكريمة التي كانت تُزين المنزل: جيد،
نهضتُ خلفه أتتبع حركاته: ماذا؟، نظر لي ليجنّ جنوني من نظراته التي لا تُقاس بثمن: قلتُ جيد أنها ذهبت،
إبتسمتُ بتوتر شديد والتفتتُ لأعود مكاني لكنه ببساطة أمسكَ يدي، خفق قلبي بسرعة فهذا سيقتلني لا محال، نظرتُ إليه: أتريدُ شيئاً سموّ الملك؟،
أرجع خصلات شعري إلى الوراء: إلى أين أنتِ ذاهبة؟، لم أعد أستطع النطق بأيّ شيئ عندما لعق شفتيه وهو يلمس شفتاي بإبهامه، همهم بتساؤل وقال: إلى أين؟،
أمسكتُ يده التي تعبث بشفتاي: سموّ الملك أنا هنا لن أذهب إلى أيّ مكان فقط سأجلس، عضّ شفته فنظرتُ لهم وبعدها حولتُ نظري إلى عينيه: أرجوك مولاي- ستصل أمي ولا أريدُ أن ترانا هكذا،
قبّل خدي فأكملت: لماذا تُعاملني هكذا جلالتك؟، أمسك يدي الثانية وقال: كيف أعاملكِ؟، إبتلعتُ ريقي برغبة شديدة له: أنا مجرد شخص بائس يُطيع أوامرك وأنتَ ملك لأكبر البلاد،
أمسك خصري: أنتِ أقرب الناس إليّ زنوبيا، قلتُ بغباء: ماذا عن الوزير؟، لعق شفتاه مرةً أخرى: أتعلمين أنكِ أكثر شخص يهتم بي بكلّ لحظة وثانية؟ لن أنكر أن الجميع يهتم بي لكنهم يفعلون هذا لمصالحهم وأنا أعرف ما يوجد في قلوب الجميع،
إبتسمتُ وكنتُ سأتكلم لولا دخول خالتي وذهولها من منظرنا.
____________________________
أنت تقرأ
الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-
Teen Fictionمَهمـا حصَـل، مَهمـا فعَـل ومَهمـا مـرَّ مِـن الزّمـن عَلينـا، ستَبقـى الأوّل والوَحيـد الّـذي ملكَ هـذا القَلـب الّـذي وفـي كـلُّ نَبضـة يهمِس: أحبـكَ جلالَـة الملِـك جاستِـن درو بيبَـر. بِدايَة الروايَة: ٢٨ تمّوز ٢٠٢٠ (٢٨/٠٧/٢٠٢٠) نهايَة الروايَة:...