٦

126 26 74
                                    

قلتُ وأنا أضع لقمة الأكل في فمي: كنتُ باردة مع سموه، قالت أليكسيا وهي تشرب العصير: لا تكوني باردة كثيراً فله فضلٌ كبير علينا لا يُمكن نكرانه،

أومأتُ بتفهم فطرق أحدهم الباب، إتجهتُ نحوه وفتحته فوجدتُ أحد حراس الملك: سموّ الملك يريدكِ في قصره الآن، رفعتُ إحدى حاجباي ونظرت إلى خالتي فأومأت لي بالإيجابية،

خرجتُ من المنزل واتجهتُ نحو الفصر، دخلت فوجدته جالس في الصالة، انحنيتُ عندما وقفتُ أمامه: مولاي لقد طلبتني، نظر لي من الأعلى للأسفل: هل شُفيتِ؟،

إبتعلتُ ريقي: أجل مولاي ويُمكننا الذهاب متى ما أردت، أومأ بقليل من البرود: غداً الساعة السادسة صباحاً تكونين أمام القصر، إنحنيتُ مرةً أخرى: سمعاً وطاعة يا مولاي، إتجه نحو الدرج: يمكنكِ الذهاب، أومأت وخرجت.

في منتصف الليل جلستُ أمام باب منزلي أبكي بحرقة قلب، نظرتُ للقصر وأنا أمسح دموعي بعنف، رأيت ضوء غرفته مُضاء، إبتسمتُ بسخرية، يبدو أن أحدهم يُفكر بيوم الغد غيري،

رأيتُ ظله وهو يُنزل تاجه لأنه كان يظهر من خلف الستائر، خلع عباءته وبدل ملابسه، خرج إلي الشرفة فتركتُ التراب الذي كنتُ ألعب به ووقفت، وقعت عسليتاه عليّ فتجاهلته ودخلتُ منزلي.

إستيقظتُ الساعة الخامسة، نهضتُ من فراشي وفتحتُ الستائر قليلاً لأرى كيف هو الجوّ في الخارج، الجوُّ معتدل، إلتفتتُ لخالتي فوجدُتها تُراقب تحرُّكاتي،

تنفستُ الصعداء وجلستُ مرةً أخرى على السرير وقلت: أشعر وكأن الجحيم في داخلي- لا أعلم إن كان من الصواب ذهابي معه أم لا- أنا مُترددة، تنهدت بحزن وقالت: إفعلي ما يشاء جلالته ولا تُخالفي أوامره وأتمنى من كلِّ قلبي لكِ الحظ والتوفيق في ذهابكِ إلى اليونان.

وقفتُ أمام القصر في تمام الساعة السادسة فوجدتُ الحراس واقفين ينتظرون قدوم الملك، إنحنيت وانحنى الجميع عندما ظهرَ سموه، جلس في تلك العربة الملكية وقال: زنوبيا إلحقي بي،

نظرتُ للحراس باستغراب وقلت: أنا؟ أصعد مع جلالتك؟، قال باختصار: أجل، إبتلعتُ ريقي بتوتر وصعدتُ جالسة إلى جانبه، أحنيتُ رأسي وقلت: مولاي، أمر سائق العربة بالقيادة وقال: ما بكِ يا فتاة أراكِ تغيرتي عن السابق؟!، إبتلعتُ ما في حلقي: لا أبداً- ربما لأن سموكَ سيتزوج فإنكَ ترى الجميع بشكلٍ مُختلف،

إبتسم جانبياً عندما لم أستطع النظر في عيناه: ربما، منعتُ دموعي عن النزول وقلت: هل عقدتَ الإجتماع مع الوزير تشارلد؟، إبتسم إبتسامة صغيرة: البارحة عندما كنتِ تنظرين لنافذة غرفتي،

نظرتُ له بصدمة: أنا؟ هذا غيرُ صحيح!، قرّب وجهه من وجهي وتمتم بجدية: هل أكذب؟، حركتُ رأسي بالنفي وقلتُ بخوف: لا يا مولاي أنا أعتذر، قرّب وجهه أكثر: إذاً كنتِ تنظرين إلى نافذة غرفتي الخاصة؟، إحمرَّ وجهي بإحراج: أجل- أنا آسفة حقاً،

أبعد وجهه قائلاً بتلاعب متقصِّداً إحراجي: ولماذا؟، قلتُ بتقطُّع وارتباك: كنتُ أفكر بالزواج، أومأ وقال: لا يهُم، عضيتُ شفتي من عمق جرح قلبي الكبير الذي يزداد يوماً بعد يوم، تمتمت: صحيح.

نظرتُ للصالة الكبيرة، ليست صالة بل قصراً آخراً كقصر ملك قلبي، إبتسمتُ بحزن وقلتُ بينما أتفحص المكان: جلالتك سأذهب لتبديل ملابسي، نظر لي: ثاني غرفة تجدين كل ما تحتاجين إليه، إنحنيتُ وذهبت.

دخلتُ الغرفة فوجدتُ العديد من الفتيات اللاتي وفور دخولي بدأنّ بتجهيزي، بعد الإنتهاء قلتُ وأنا مُندهشة من جمال شكلي: أين العروس؟، قالت إحدى الفتيات: في الغرفة المجاورة لنا تتجهز، شعرتُ بغصّة كبيرة: وهل يُمكنني رؤيتها؟، أجابت فتاةٌ أخرى: لا- الملك لا يسمح بهذا والآن قد حان وقت النزول،

ألقيتُ نظرة رضا على شكلي وخرجتُ وأنا أمشي ببطئ وأنظر حولي أبحث عن مولاي إلى أن وجدته، إقتربتُ منه واقفة جانبه والجميع يتهامسون وينظرون إلينا: مولاي أين عروستك؟، نظر للجميع ببرود: تبدين أجمل من فتيات اليونان،

إبتسمتُ بخجل: شكراً مولاي الملك، فجأة إنطفأت الأضواء وتحول ضوء عليّ وعلى مولاي، نظرتُ له باستغراب وعدم فهم لما يحصل فأمسك يدي وقبّلها لتتعالى الهمسات الفرِحة بما يحصل، نظر مباشرةً إلى داخل عيناي وقال: عيد ميلاد سعيد زنوبيا.

________________________

الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن