١٨

214 29 167
                                    

إبتسمتُ جانبياً مع دموعي المُتحجِّرة في عيناي: أجل صحيح- فتاة واحدة لا تكفي- لكن نسيتُ أن أُخبرك بأننا سنخرج اليوم من القصر ونعود لِـمنزلنا فـالوضع هنا لم يُعجبنا- شكراً على أيّةِ حال يا جلالة الملك،

لعق شفتاه وتحولت نظراته لـلنظرات الجدِّية المُخيفة: وأنا لن أسمح بـهذا- هل تتّخذين قراراتكِ بِـنفسكِ وكأنني لستُ موجود؟ وكأنني لستُ ملك؟،

إبتلعتُ ريقي وأنا أوجِّه نظري للأرض مع دموعي التي تهطل كـالمطر: لن أستطيع البقاء ورؤية امرأة أُخرى تُشاركني عليك، قهقه وبعدها عضّ شفته وقال: تُشارككِ عليّ؟ كيف هذا؟،

نظرتُ له: لأنكَ مِلكِي وحدي وأنا أعدك بِـفعل لكَ كلَّ ما تُريده مني- أيّ شيئ تُريده ولكن أرجوك يا مولاي- لا تُغيظني بِها لأنني سأموت من الغيرة- أنا أغار- لن أتحمل العيش هكذا، إبتسمت عينيه: أنا مِلكُكِ؟،

أومأت: وإلّا فـلن أكون لكَ وحدك، ضيّق عينيه: وكيف هذا؟، نظرتُ له نظرات جدِّيَّة: إن كُنتَ مُتاح لـجميع النساء فـسأكون أيضاً وبـالمقابل لـرجل واحد غيرك، رفع حاجبيه: ستتزوجين؟،

قلتُ بـصرامة: أجل سأتزوج- هناك ألف رجل يتمنون نظرة أو إشارة مني وأنا لن أرفض الأمر بعد الآن، إبتسم بـغضب وهمس كـفحيح الأفعى، لقد أخافها حقاً: فـلتعلمين أنكِ لي وحدي ولن أدع رجُلاً آخر يلمسكِ غيري وأنا سأفعل ما أشاء ولن أخاف منكِ يا زنوبيا خاصتي،

ذهب لأبتسم إبتسامة صغيرة وأهمس: أعشقكَ يا مولاي.

قال لـزوجته جويل وهو يرتدي ملابسه الملكية: الليلة لن أنام هنا، قالت بـقلق: ولكن لماذا يا مولاي؟، وضع تاجه على رأسه: لديّ عمل مُهم وغداً سأُعوِّضكِ عن هذه الليلة حسناً؟،

إبتسمت قائلة: حاضر يا سموّ الملك فـليكن الرّبُّ معك، قبّل شفتيها وخرج من الغرفة لـتبتسم الأُخرى وتجلس على السرير.

أمر الحارس بـطرق باب غرفة زنوبيا لـيفعل ذلك الحارس ما طلبه سموّ الملك، فتحت الباب زنوبيا وهي تتثاءب: ماذا؟،

فتحت عيناها بـصدمة وانحنت عندما رأت جلالته يقف بـغرور شديد: مولاي ماذا هناك؟ حرب؟ مهمة جديدة؟ أنا جاهزة!، قال بدون تعابير وجه: أنتظركِ أمام القصر،

إنحنيت: حاضر يا مولاي، غمزني وذهب فـشعرتُ بأنّ قلبي سيخرج من صدري، إبتسمت وأغلقتُ الباب.

إنحنيت: أنا جاهزة يا مولاي، قضم شفته عندما رآني: سنذهب إلى الغابات، إبتسمتُ بخجل: حسناً،

ركبنا العربة وتوجهنا نحو الغابات، رفعتُ حاجباي مع عيناي المفتوحتان بدهشة: إنّ المكان رائع!، مدّ يده فأمسكتُ بها ودخلنا ذاك المنزل الخشبيّ،

كان المنظر من الداخل بغاية الرومانسية، الورود الحمراء المرميّة على الأرض في كُلِّ مكان ما عدا الشموع التي تُزيّن كامل المنزل، تمتمت: هل هذا من أجلنا؟،

أمسك بخصري وهو يتمايل على ألحان الموسيقى: لِمَ لا؟، إبتسمتُ بخجل وأنا أضع يداي على كتفيه ليُكمل: سأقضي الليلة وكامل العمر
معكِ.

إنحنيتُ أمام عرشه: مولاي لقد طلبتني، الملك جاستن ببرود وغرور: أجل، نظرتُ له بهيام: أنا في خدمتكَ مولاي،

نهض ووقف أمامي ومعه سيف ملكي مرصّع بالذهب والألماس: ستكونين قائدة لخمسة آلاف شخص- سنُعلن حربنا على أرمينيا،

إبتسمتُ وقلت: سمعاً وطاعة مولاي الملك، إبتسم جانبياً وهو ينظر لها بـحُبّ: أريدُ سماع الأخبار السارة يا زنوبيا.

إنحنى الوزير وقال: لقد ربحنا الحرب ضدّ أرمينيا جلالة الملك، إبتسم جاستن فـأكمل الوزير: لكن- ماتت زنوبيا،

تجمّدت ملامح الملك، ارتجفت شفتاه، إرتعش جسده، لم يعُد يقوى على الوقوف، همس بـصعوبة: ماذا؟، تنهد الوزير بـأسف: أنا آسف يا مولاي،

أدار الملك جاستن ظهره لـلوزير عندما دمعت عيناه وقال: أخرج، خرج الوزير فـنزلت دموعه التي لم يستطع حبسها، ماتت محبوبته، ضرب الطاولة بـقبضته وصرخ صوت هزّ قوقعة القصر: زنوبيا.

_______________________
تمت بقلمي: ☁️كـلَاوِدلِـي☁️

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 25, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن