أفلتتُ يديه واتجهتُ بسرعة نحو خالتي: أعطني الحقائب خالتي واجلسي مع سمو الملك، إبتسمت أليكسيا محاولةً نسيان ما رأته تواً واقتربت من الملك وانحنت له: جلالتك لماذا لا تُريح نفسكَ بالجلوس؟،
إتجه نحو الأريكة وجلس بغرور وبرود لتقول: هل افتعلت زنوبيا أفعالها الطفولية والصبيانية مرةً أخرى سمو الملك؟، أشار لها بالجلوس فجلست: زنوبيا؟ أفعال طفولية! ماذا تقصدين؟،
حركت رأسها بقلة حيلة: دائماً ما تفتعل المشاكل والمقالب- أجل تذكرت- هل يُصيبكَ الملل أو الضجر منها؟ لأنني أراها مُتطفلة مولاي الملك، هزّ رأسه نافياً: لا أبداً هي ليست مُتطفلة- إذاً هل تحتاجون للمال؟ أو لشيئٍ آخر؟،
إبتسمت أليكسيا بلطف: لسموكَ جزيل الشكر- نحنُ لا نحتاج لشيئ بوجودك، أومأ لتأتي زنوبيا ومعها العصير، نظرتُ للملك مع إبتسامة صغيرة وقلت: تفضل سموّ الملك، إبتسم وهو يأخذ كأس العصير مني: شكراً،
إبتسمتُ بوجهه أكثر وقد شردتُ مرةً أخرى، بقيتُ على هذا الحال لفترة وجيزة من الزمن لتُحمحم أليكسيا بحرجٍ شديد وتأخذ كأس العصير فعدلتُ وقفتي واستفقتُ من شرودي: آسفة،
أعطتني خالتي كأس عصير فأخذته وجلستُ على الأريكة الأخرى لوحدي، نظر لي جاستن وقال: أنتِ بخير زنوبيا؟، وضعتُ كأس العصير جانباً بسرعة وقلت: أهناكَ مهمةً أخرى مولاي؟ أنا جاهزة،
قهقه على ردة فعلي: لا زنوبيا- أنا فقط قلقٌ من أجلكِ، إبتسمتُ وأنا أنظر لخالتي فقلبت عينيها وذهبت للمطبخ فقلتُ مُستغلة غيابها: مولاي أرجوك أخبر أمي أنكَ تريدني في القصر لأنها لن تسمح لي بالخروج الآن،
أومأ وشرب العصير دفعةً واحدة: أنتِ ستذهبين معي بالفعل، إبتسمتُ بفرح لتأتي خالتي مع الفواكة والطعام، وقف الملك جاستن وقال: أنا أستأذن،
قالت أليكسيا: لماذا مولاي؟ ألم يعجبكَ الطعام؟، ربت على كتفها وقال: لا سيدة أليكسيا أنا حتى في قصري آكل من هذا الطعام ولكن لديّ عمل وأحتاج زنوبيا فيه لمُساعدتي، أومأت أمي بالموافقة: بالتأكيد مولاي،
إلتفت الملك جاستن ناحية الباب فصفقتُ بخفة وابتسامتي ستشقّ وجهي، مشيتُ خلفه خارجين من المنزل، مشيتُ جانبه: مولاي ماذا سأفعل في القصر؟، شابك يداه خلف ظهره: سترين، قضمتُ شفتي: حاضر مولاي الملك،
وصلنا القصر فانحنى الجميع، صعدنا لغرفته الملكية وأنا كنتُ خلفه، توترتُ بشدة من وجودي للمرة الثانية في غرفته الخاصة، لاحظ توتري الشديد: أغلقي الباب،
إنحنيتُ وأغلقتُ الباب فجلس على كرسيه الملكي: زنوبيا أجلسي جانبي، أومأتُ وأنا مخفضة الرأس، تقدمتُ منه وجلستُ على الكرسي جانبه: حاضر سموّ الملك؟،
تنهد وكأنه يحمل هموم الدنيا على أكتافه: لديّ سفرٌ مهم، انقبض قلبي بخوف: سفر! إلى أين؟، هزّ رأسه للأعلى والأسفل وكان ظاهرٌ عليه الحزن: إلى اليونان، تجمعت الدموع في عيناي: وكم ستكون المدة مولاي؟، إبتلع ريقه وبعدها لعق شفتاه: أسبوع،
نزلت دموعي رُغماً عني: ومن سيذهب مع سموك؟، نظر لي وأجاب: بعض من الحراس، عقدتُ حاجباي وقلتُ بلهفة: وأنا؟ ألن أذهب معكم؟ أرجوك مولاي أتوسل إليك دعني أذهب معكم،
إبتسم إبتسامة صغيرة: بمن سأثق بأن يبقى ويُدير أمور البلاد في غيابي؟، أجبتُ بسرعة: الوزير تشارلد- هو مُخلص لبلادكَ جداً، أومأ: معكِ حق- سنعقد إجتماع معاً، إبتسمتُ بفرحة كبيرة: اليونان جميلة أليس كذلك مولاي؟، نهض وقال بينما يخلع عباءته الملكية: بل رائعة- إنها المفضلة لدي،
نهضتُ وأخذتُ عباءته، رتبتها ووضعتها في مكانها: هذا ممتاز إذاً متى السفر؟، نظر لي وهو يسكب النبيذ: بعد غد، أومأت وتساءلت: ولماذا سنذهب سموّ الملك؟، إقترب مني وأعطاني كأس النبيذ فأخذته وبدأتُ بالشرب: سأذهب لأبحث عن زوجة لي فأنتِ تعلمين أني مازلتُ أعزب وأنا في الثلاثون من عمري،
وقع الكأس من يدي ودموعي نزلت لا إرادياً: للبحث عن زوجة لجلالتك؟، أومأ وهو يبتسم: أجل فأنا أحبُّ اليونان وسأتزوج فتاة من اليونان.
______________________________
أنت تقرأ
الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-
Teen Fictionمَهمـا حصَـل، مَهمـا فعَـل ومَهمـا مـرَّ مِـن الزّمـن عَلينـا، ستَبقـى الأوّل والوَحيـد الّـذي ملكَ هـذا القَلـب الّـذي وفـي كـلُّ نَبضـة يهمِس: أحبـكَ جلالَـة الملِـك جاستِـن درو بيبَـر. بِدايَة الروايَة: ٢٨ تمّوز ٢٠٢٠ (٢٨/٠٧/٢٠٢٠) نهايَة الروايَة:...