١١

154 26 177
                                    

إنحنيتُ قائلة بخوف: أنا آسفة يا مولاي- أرجوك سامحني، وضع يده على وجنتي وقال: لا يا زنوبيا- أنا أسمح لكِ بمناداتي باسمي لكن أخشى أن تنطقيه أمام أحد فيُفضح أمرنا، قبلتُ باطن يده بهيام: حاضر يا مولاي، نظر للساعة التي تُزين منتصف الحائط: إنه موعد العشاء،

نزلنا وجلسنا حول طاولة الطعام الكبيرة، كان هو يترأس الطاولة وأنا أجلس جانبه، نظروا لنا الجاريات باستغراب من الذي يحصل، فـلماذا حرس من حرّاس الملك يجلس معه على الطاولة؟ نظر لهم الملك بيرود لـيُسارعوا إلى عملهم.

مسح فمه بالمنديل ونهض لأمسح فمي أنا أيضاً وألحق به، فتح باب الغرفة ودخل لأدخل ورائه، كالعادة، بقي بملابسه الداخلية وتمدد لأتمدد جانبه، وضعتُ يدي خلف عُنقي وأنا أُحدّق بالسقف، قاطع شرودي: بِـماذا تُفكرين؟، نظرتُ له: لا شيئ مهم،

إقترب مني أكثر حتى أصبحت أجسادنا تتلامس، قبّل شفتاي ووضع أنفه على أنفي: إشتقتِ لِـزوجة أبيكِ؟، رطبتُ شفتاي وقلتُ بينما أعبث بشعره: أجل كثيراً، ضمّني إليه: هل مللتِ؟، وضعتُ يداي على صدره المنتفخ: لا أبداً ولكنه الحنين، قبّل شعري: تباً لِـلحنين،

قهقهتُ بصوتٍ هادئ: أعشق كلُّ شيئ فيكَ يا مولاي- أنتَ حُب الطفولة- منذُ أن كنتُ مراهقة وأنا أحبك حتى أنني حاولتُ جهدي بأن لا أتركك وأن أكون مُخلصة مهما طلبت من مهمات صعبة، قبّل جبيني: قصيرتي الجميلة،

قلتُ بخجل: هل أنا حقاً قصيرة؟، إبتسم مُقهقهاً وهو يضمّني له أكثر: وما العيبُ في هذا؟، حاوطتُ عنقه بيداي وقبلتُ وجنته: إذاً أنا قصيرة، إبتسم وقال: ليلة سعيدة، إبتسمت: شكراً- لكَ أيضاً.

قلتُ وأنا أبكي: أنا حامل يا مولاي، قال بغضب: ماذا؟ أنتِ تمزحين بِلا شك!، ركعتُ أمام قدميه: أتوسل إليك بأن تدع طفلنا يعيش، دفعني بقدمه وصرخ: هذا ليس طفلي أيتها الرخيصة، نظرتُ له بصدمة: طفلُ من إذاً؟، نظر لي باشمئزاز: لستُ أدري واللعنة!،

تشبثتُ بقدمه وأنا أبكي: كيف لا تدري وأنتَ الوحيد الذي-، قاطعني وهو يدفعني بعيداً: وما أدراني بأنني الرجل الوحيد الذي لمسكِ؟، بكيتُ بقوة وصرخت عندما أمر الحرس بِـنفيي إلى خارج البلاد.

"زنوبيا- زنوبيا؟" نهضتُ شاهقة بقوة من هذا الكابوس المُرعب، نظرتُ له واضعة يدي على بطني، كنتُ مرعوبة بشكلٍ لا يُصدَّق، نظر لِـيدي وقال بشكّ: هل أنتِ بخير؟، أجبتُ وقمتُ بإنزال يدي: أجل- لقد كان حلمٌ جنونيّ فقط،

أعطاني كأس الماء فأخذته وشربتُ القليل منه، وضعته جانباً وتمتمت: شكراً، تمددتُ مرةً أُخرى فَـنظر لي باستغراب: زنوبيا- أأنتِ متأكدة بأنكِ بخير؟، أومأتُ دون النظر إليه وأغمضتُ عيناي مُصطنعة النوم لِـيتمدد ويعود لِـنومه.

تحركتُ بِـانزعاج من أشعة الشمس القوية، نظرتُ جانبي فَـلم أجده، وضعتُ يدي على بطني مُتذكرة كابوس ليلة أمس، أغمضتُ عيناي براحة فَـهو مجرد كابوس وأنا لستُ حامل من جلالته، رطبتُ شفتاي ونهضتُ داخلة الحمام بينما أُفكر بأن آخذ حُبوب لِـمنع الحمل دون عِلم مولاي ولكن لم تنجح معي الخطة لأنه وبالتأكيد سيعلم، فكرتُ أيضاً أنه عندما يطلب مني المُمارسة سأضع أيّ سبب كي لا نفعل.

خرجتُ واضعة المنشفة حول جسدي، إبتلعتُ ريقي عندما وجدته أمامي، إنحنيتُ قائلة بتوتر: مولاي، نظر بِـشهوة إلى جسدي: جميلتي، إرتجفتُ عندما حاوطت يداه أكتافي: ما بكِ يا زنوبيا؟ لستِ على عادتكِ- هل فعلتُ شيئاً أزعجكِ؟،

نظرتُ له: لا يا مولاي- لكنني مريضة قليلاً، نظر لي بشكّ: هل أنتِ-، قاطعته بخوف: لستُ حامل!، قال بأمر: أجلسي، إتجهتُ نحو السرير وجلست فقال: ما هو ذاك الكابوس؟، إبتلعتُ ريقي وأنا أنظر له بخوف: لا شيئ مهم يا مولاي، صرخ بغضب: أكره الكاذبين، إرتجفت وارتبكت، قلتُ بخوف: لقد كنتُ حامل منك وأنتَ قمتَ بِـإنكار الطفل.

_______________________

الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن