بكت أليكسيا بحرقة قلب وهي تضع كمادات الماء الباردة على جبيني: أرجوكِ يا عزيزتي لا تفعلي هذا بي- إنهضي فإني اريدُ رؤية إبتسامتكِ من جديد،
نظرت للباب عندما دخل الملك منه لأنه كان مفتوحاً، وقفت وانحنت فقال: كيف الحال يا أليكسيا؟، نظرت أليكسيا إليّ بحزن: كما ترى يا مولاي- حرارتها مرتفعة جداً- مُستيقظة لكن لا تُجيبني فقط تبكي دون حتى إصدار صوت،
جلس جانبي وأمسد على شعري: زنوبيا؟، حولتُ نظري إليه وأعدتُ نظري للسقف، نظر لزوجة والدي والجنود: الجميع إلى الخارج، خرجوا الجنود وخرجت أليكسيا وأغلقت الباب خلفها ليُكمل وهو يُعيد نظره إليّ: ألا تُريدين الذهاب معي إلى اليونان؟،
نظرتُ إليه وسالت دموعي، قلتُ بصوتٍ خافت ومبحوح محاولةً إبعاده عني، ربما أصبحتُ أكرهه: لقد اقترب موعد مماتي يا مولاي ولم أعد أصلح للعيش فما فائدة ذهابي لحضور زفاف سموك؟ كنتُ أتمنى حضوره لكنّ الحظ لم يُحالفني هذه المرة، مسح دموعي وقال وهو يبتسم جانبياً: ممنوع التكلم عن الموت يا زنوبيا- وأنا لن أذهب إلى اليونان بدونكِ،
إبتسمتُ بصعوبة: كلا يا مولاي- وجودي ليس مُهماً إلى هذه الدرجة و-، تلألأت الدموع في عيناي وتحجرت بها: زواج مُبارك سموّ الملك، إبتسم: شكراً لكنني مُصرّ على عدم ذهابي بىونكِ،
فرحتُ من قلبي لكن ما الفائدة؟ فسأذهب لحضور زفاف الشخص الذي أعشقه، زفاف حُب طفولتي: ولكن مولاي-، الملك جاستن درو بيبر قاطعني: كُفي عن الثرثرة- سأنتظر شفاءكِ لنذهب مفهوم؟، أومأت فنهض وقال: إعتني بنفسكِ،
خرج فدخلت خالتي: زنوبيا عزيزتي هل أنتِ بخير؟، أومأتُ وأنا ألعب بأناملي لتُكمل: ماذا أراد الملك منكِ؟، إبتلعتُ ريقي وأنا أنظر إليها بعيونٌ دامعة: لن يذهب بدوني،
أليكسيا بينما تجلس جانبي: تباً ولماذا؟، قلت: لا أعلم والآن أريدُ الذهاب للقصر، أليكسيا صرخت بغضب: لماذا؟ أنظري ماذا حلَّ بكِ بسبب ذهابكِ إليه مراراً وتكراراً،
قلتُ بينما أنهض وأرتدي معطفي: لا أريدُ تعكير الزفاف وتأخيره وأكون أنا السبب- لن أحب الأمر أبداً إن غضب مني سموّه، قالت وهي تتجه نحوي: زنوبيا قلتُ لكِ لا ولن تذهبي- أين كرامتكِ يا فتاة؟،
تنهدت: حسناً أمي كما تُريدين، أمسدت على شعري بحزن وقالت: لا تحزني يا ابنتي فهذا قدركِ وأنا أخبرتكِ سابقاً بأنه ملك وأنكِ لا شيئ أمامه- كوني ملكة- أميرة لا تهتم لشيئ سوى نفسها- كوني قوية وواثقة من نفسكِ واجعلي كرامتكِ فوق كلِّ شيئ- إجعليه يشعر بأنه فقد الفتاة التي تحبه من كل قلبها- كوني مغرورة لكي يعلم أنه لا شيئ عندكِ سوى ملك وأنتِ فتاة تحميه من الخطر- إجعليه يشعر بأنكِ نسيتيه وحذفتيه من قاموس حياتكِ وثقي بي ستكون النتائج مُبهرة ولصالحكِ،
إبتسمتُ باتساع وعانقتها لتقول: ألستِ جائعة صغيرتي؟، أجبت: بلى- هل أجلب الطعام؟، قالت: لا سأجلبه أنا، أومأت لكنني عاندتها: أرجوكِ دعيني أجلبه أنا لكي أخرج وأستنشق الهواء الطبيعي إنه
مفيد لصحتي، تنهدت بقلة حيلة: حسناً لكن انتبهي لنفسكِ،إبتسمتُ وبدأتُ أختار ملابس جميلة لا أرتديها عادةً، سرحتُ شعري وتركته مسدولاً على ظهري، إبتسمتُ برضا وأخذتُ المال لتقول والدتي: ما هذا يا فتاة؟، إبتسمتُ باتساع: هل أبدو جميلة؟، أجابتني بينما تدور حولي: بل مُذهلة،
قبلتها وقلت: لكِ جزيل الشكر والآن سأذهب كي أعودُ باكراً، قالت وهي تذهب للمطبخ: إنتبهي لنفسكِ ولا تدعي أحد يُعكر لكِ مزاجكِ وأنتِ تعرفين من أقصد، قلبتُ عيناي وأنا أبتسم: حسناً،
مشيتُ مثلما قالت لي أليكسيا، بثقة والقليل من الغرور وكأنني أميرة أتربع على عرش الثراء وكلّ من يمر جانبي ينظر إليّ بعيون مُندهشة من شكلي الذي لم أُظهره أبداً، فهذه أول مرة أرتدي هذا النوع من الملابس، دائماً ما كنتُ أرتدي الملابس الخاصة بالقصر وبِحماية الملك جاستن درو بيبر،
إبتسمتُ بغرور عندما رأيتُ الملك وجنوده خلفه، أشعر بالغرابة نوعاً ما لأن كل ابتساماتي له كانت مليئة بالحب والخضوع، توقف عندما وصل إليّ فانحنيت: مولاي،
رفع حاجبيه وهو ينظر إليّ بانبهار: أرى أنكِ شُفيتِ، أجبتُ باختصار: أجل، ما اللعنة؟ كيف أمكنني التحدث بهذه الوقاحة؟ تباً لنصيحة خالتي،
أومأ فانحنيتُ مرةً أخرى وقلت: والآن سأذهب يا مولاي فلديّ عمل عليّ إنجازه، ذهبت لينظر لها باستغراب ويمشي وهو يفكر بما الشيئ الذي غيّرها فجأة؟.
__________________________
أنت تقرأ
الـتَّمسُّـكـ بِـالمَشـاعِـر -جَـاستِـن بِيبَـر-
Teen Fictionمَهمـا حصَـل، مَهمـا فعَـل ومَهمـا مـرَّ مِـن الزّمـن عَلينـا، ستَبقـى الأوّل والوَحيـد الّـذي ملكَ هـذا القَلـب الّـذي وفـي كـلُّ نَبضـة يهمِس: أحبـكَ جلالَـة الملِـك جاستِـن درو بيبَـر. بِدايَة الروايَة: ٢٨ تمّوز ٢٠٢٠ (٢٨/٠٧/٢٠٢٠) نهايَة الروايَة:...