لم تكن تود الرحيل ابداً , أنى لها أن تترك مسقط رأسها وصحراء هرجاء التي تحبها ..لكن رغبتها بالثأر وألم قلبها قد تغلب عليها!..
مر يومان منذ أن إستقيظت .. فجرًا , كانت تجلس فوق كثبان رملي و تُخفي وجهها بين ركبتيها , يستحلها الضيق ..أضاعت فرصتها فهل ستذهب بقية فرصها هباءً منثورا!..
كيف ستراه حتى تقتله!...
تقتله! , ألم تسأم من القتل ومن الدماء!..ستقتلهم وبعدها ترمي بسيفها ثم تعود إلى إخوتها وتتزوج فتنجب وتكون زوجة صالحة ..
لن تقتل سواهما..يتغلب عليها ألم قلبها لرؤيتها تلك الدماء المُتناثرة أمامها وعلى سيفها .. كانت تقتل لأجل والدها حتى تطيعه , لكنه الأن قد مات! ..
وقفت ثم ربتت فوق جلبابها كي تبعد عنه الرمال وتطلعت إلى الأفق بنظرة صارمة حازمة فقالت تحادث نفسها:عهداً عليّ ألا أقتل سواهما..ويكفي ماقتلت سلفاً.
لم تقتل يوماً بريئاً ولم تقتل للمتعة..كانت تُظهر كونها قاسية وجلفة لكنها على العكس تماماً..رفعت رأسها إلى السماء ثم أغمضت عيناها التي أدمعت وعندها حادثت نفسها بصوتٍ مرتفع متحشرج : كل ذلك كان لأجلك ياوالدي..غفر الله لك , سبعة رجال يحطيون بك من كل ناحية ولم ترَ سواي كي ترسلني للإقتصاص من أعدائنا..وهأنا ذا حتى بعد موتك الذي فطر قلبي أجول في البلدان الغريبة كي أثأر لك ولنفسي!.
أجهر !قليل الكلام عذب اللسان الرجل الخجول , كان يحاول حمايتها ومات أثناء ذلك..توارد إلى ذهنها يوم مقتله فمر مشهد موته أمامها سريعاً..
جثت على الرمال وتحشرج صوتها فبكت وكان بكائها صامتاً لا تود منهم أن يروها تبكي يكفي ماقد رأو سلفاً..
وقفت ثم كفكفت لألئ عيناها بلثمتها وإستدارت كي تعود إلى ذلك الكوخ..
كان صاخباً فشيطعونة تناكف ميمون وتجر شعره فتقهقه عندما يصرخ غاضباً..
إبتسمت عذراء ملئ فمها وتوسعت إبتسامتها فكادت تقهقه .. أوقفتها عذراء ثم قالت بهدوء وصرامة:كفي عن ذلك وتعالي معي.
حلقت شيطعونة نحو عذراء بعد أن تركت ميمون ثم همست لعذراء وهي تبتسم بحماسة: أسوف تستدعين أمير الجنة؟.
اومأت لها عذراء ثم ذهبت إلى حجرتها وإنتزعت العقد الأخضر من تلك الخيشة التي كانت تربطها على جيدها ثم عادت إلى شيطعونة وأشارت لها بأن تأتي خلفها وعندما خرجتا من الكوخ إبتعدتا عنه وقبل أن ترتدي عذراء العقد قالت: أين العازر؟.
فقالت شيطعونة بإبتسامتها العريضة: ذهب ليجلب الجارح ..أنتِ أمرته بذلك .
اومأت لها عذراء فقد نسيت ذلك ثم تطلعت إلى الكوخ وقال مُشككة: ذلك الكوخ..أحقاً العازر من وجده؟.
إزدردت شيطعونة لعابها ثم قالت بإرتباك: هو كذلك.
همهمت عذراء ثم قالت بهدوء وهي تحاول جر لسان شيطعونة: إذن لمَ مطبخ الكوخ ممتلئٌ بالاواني والخضرة؟..وكيف وجدتموني عندما وقعت في السوق؟.
تعرقت شيطعونة كثيراً وجف حلقها لإرتباكها ثم أظهرت إبتسامتها العريضة وقالت: العازر وعفريت ميمون هما من جلبا تلك الخضرة ..
سكتت ثم إختفت إبتسامتها وأشاحت بنظرها عن عذراء فأكملت: وكان الأسيرمن قام بجلبك إلينا.
شهقة!..توسعت عيناها وتجهم ملمحها فشدت بيدها على جلبابها حتى كادت تمزقه .. مُغتاظة , أيجرؤ على لمسها!..
جزت على أسنانها وأغمضت عيناها فكابلت نفسها حتى هدأت ثم إستدارت إلى شيطعونة وصرخت قائلة: كيف تركتيه يحملني ..لمَ لم تبعديه عني؟.
إزدردت شيطعونة لعابها ثم قالت: أقسم بأنني لم أكن سأتركه ..لكنه كان مُرعباً إذا ما إقتربت منه فلسوف يقوم بحرقي ياعذراء!.
شعرت عذراء بالذنب مُجدداً ثم قالت بهدوء : المعذرة ياشيطعونة أنتِ لا ذنب لكِ بهذا.
تعجبت شيطعونة ثم إبتسمت ببلاهة وقالت فرِحة وهي تود أن تغير محور حديثهما: ألن نقوم بإستدعاء أمير الجنة ؟.
اومأت لها عذراء ثم أمسكت بقلادتها ورفعتها فإرتدتها ثم قالت بلكنة سريعة مُتسائلة: أيجب أن أقدم له قرباناً؟.
هزت شيطعونة رأسها غير عالمة ..
مرت دقائق ولم يحدث شيء , لا عاصفة ولا غرابٌ يحلّق...لكن مهلاً هناك ثُعبان يملك قرناً صغيراً بمقدمة رأسه يتقدم نحوهما..
كان ثعباناً أبيضاً ضخماً ومن قرنه علما بأنه ليس حيواناً عادياً إستقام وهمس بفحيح أفعى قائلاً:الموت قد يكون خلاصًا!.
رفعت عذراء يدها مُتأهبة لأن تُلقي عليه تعاويذها وعلى حين غرة ظهر دخانٌ أحمر جعل شيطعونة تجر عذراء إلى الخلف مُبتعدة عنه .. وظهر من بين ذلك الدُخان رجلٌ , لا بل صبيًا ببشرة حليبية شاحبة مُشربة بقليل من الحمرة , كان شعره كذلك أبيضاً سائباً حريرياً ..
قرناه القصيران اللذان يتوسطان جبينه كان لونهما أبيضاً , يرتدي عمامة بيضاء وكل مابه أبيضاً ماعدا مقلتا عيناه البنفسجيتين ..كان ملمحه بريئاً لطيفاً ..يُظهر إبتسامة ملاك ..
وعندما إقتربت منه عذراء وصاحت حانقة قائلة بكل حزم: كُف عن تهكمك هذا وأرني هيتئك الحقيقية الأن!..أنا آمرك.
ما أن قالت ذلك حتى نمت أنيابه وكشر عنها فإحتدت عيناه ثم طالت قرونه وضخُم حجمه ليفوق حجم العازر.. لم يكن يشبه بنيامين أبداً ولم ترَ شيطاناً يُشبهه ..كانت تظن بأنه عادياً لكنه ليس كذلك ..لا أحد يشبه ذلك الأسود , لا أحد...وهذا ماكانت تفكر به عذراء ..
كان شيطاناً من فصيلة أحمر ولم يكن ذلك مُستبعداً فقد كان إبن عم العازر ..
كان أصلع الرأس على عكس العازر ..وبعد أن أنهى تشكله إبتسمت عذراء بتشفي لكنها كانت تضع لثامها فلم يتبين أحدهم ملمحها وقال أمير الجنة بصوته الأجش:لم يجبرني أحدهم يوماً على أن أظهر له هيئتي .
توقف ثم أكمل بعلوّ صوته وقد تجهم ملمحه: لا أحد.
وقالها يقصد بذلك ألا تحاول التحكم به ..قطبت عذراء حاجبيها وحدقت به دون أن تجيبه فقالت شيطعونة التي تجهم وجهها وعقدت حاجبيها غضباً: بل لا أحد يتكلم مع الشيخة هكذا!.
أشارت لها عذراء بيدها وقالت بهدوء: لا بأس.
ما أن رفعت عذراء يدها حتى بهت ملمح شيطعونة وظهر الخوف جلياً عليها..كيف ذلك؟..لمَ لم تره مُسبقاً؟..
هل رأته عذراء؟ هل علمت بكون خاتمه يكتسح يدها إكتساحاً؟ ..حدقت شيطعونة به ويكاد بريقه يخطف بصرها !..لم تره يوماً وقد علمت بكونه خاتم ذلك الشيطان لذلك الناب الذي ينتصفه..خاتمٌ مُذهب مٌشربٌ ببعض السواد..
لن تخبرها بشأنه , ستخرس وكأنها لم تره .. ستدعها تكتشفه بنفسها..
كان أمير الجنة يقف أمام عذراء عاقداً يداه على صدره وينظر إليها بتعالٍ ..حدجته عذراء بنظرها حتى أحنى رأسه ..لم تكن تنظر إلى عيناه خوفاً من أن يجتاحها إستحيائها بغتة ثم ظهر العازر وبرفقته الجارح ...رفع حاجباً دون الأخر ما أن رأى أمير الجنة ومال فمه بإبتسامة ساخرة فقال الأخر وهو يظهر ذات الإبتسامة الساخرة: هل أصبحت الأن خادم إنسية؟.
لم يجبه العازر بل بقي يحدق به حتى قال: إترك ما بيننا يا إبن العم الأن ولنحفظ ماء الوجه أمام هاته الإنسية.
وقال أمير الجنة الذي إبتسم بخبث: بالطبع ياإبن العم ذلك خير ماقلت!.
علم العازر أن بحديثه سخرية مبطنة لكنه تجاهله وسلم الجارح الى عذراء التي عادت إلى الكوخ مُتعجبة مارأته بينهم..
لحقت بها شيطعونة ثم قالت وهي تتحلّق حولها: ألن تأمريه بجلب كنزٍ لك؟.
اومأت لها عذراء بهدوء ثم قالت: نعم..لكن أشعر بأنني أود التفكير بذلك قليلاً.
وعندها توقفت شيطعونة أمام عذراء وقالت مُتسائلة:فيمَ ستفكرين؟.
تطلعت عذراء إلى الفراغ ثم قالت : لا أعلم..كُنت قد خرجت من أسوار قبيلتي كي أثأر لوالدي وأخي , ولنفسي ثم أعود..لكن هاأنذا أود أن أجوب البحار ..
توقفت وتنهدت ثم أكملت: لا فائدة تُرجى من هذا ياشيطعونة لكنني لم أعد أحتمل شيئاً , أود أن أنسى!..مقتل والدي وأخي أمامي وهما يحاولان حمايتي يكاد يمزق عقلي! أعلم بأنني قد إستدعيتكم جميعاً لمساعدتي لكن!..أنا حائرة , خائفةٌ وأشعر بأنني أكاد أغرق.
إرتعشت شفتا شيطعونة وهي تنظر إلى عذراء وتستمع لكلامها وبين ذلك حادثت نفسها قائلة:يالقوتها!.
لم تكن تعلم مالذي يجدر بها قوله لكنها إكتفت بتقدمها من عذراء وإحتضانها ثم همست قائلة: إنسي فقط.
عقدت حاجبيها وعلمت بأن هذا ليس كافياً فقالت حازمة: لا أظن بأنه يجب عليكِ تحمل هذا العبئ كله!..إتركِ لإخوتك الثأر لوالدكِ وأخاكِ ! , أنتِ لا تزالين صبية ياعذراء ألا تفهمين؟.
أبعدتها عذراء عنها ثم وقفت مكفهرة الملمح وقالت بصوتٍ مرتفع: لم أقل يوماً بأن هذا عبئ يثقل كاهلي..أنا من ستثأر لوالدها وأخاها!.. أقسم بشرف نمر أنني لن أعود حتى أقتلع رأس أخنس ..
وخفت صوتها قائلة: وربما سيتحتم علي الثأر لنفسي أيضاً!.
لم تجبها شيطعونة ولم تعلم مايجب عليها قوله .. عناد عذراء وعزمها كان صعبًا , وعندها تبخرت مُبتعدة عن عذراء وعن الكوخ وعن تلك الصحراء العراقية..
ثم همست عذراء قائلة: يكفي!.
تقدمت من المنضدة التي كانت تضع فوقها قنينتي سمومها ثم إفتتحت إحداها وتذكرت عندما صنعتها ..كان ذلك قبل عامين سم أفعى مُختلط بسم عقرب..كان سمًا سائلًا ..
سُمًا لونه كئيبٌ قاتم لم تصنع ترياقًا له ..تواردت إلى ذهنها أفكارٌ سوادوية وتزينت بعقلها فكرة النوم السرمدي..
إبتسمت بتشفي ثم قادت القنينة إلى شفتيها الكرزيتان ..
همست: لأُريح هذا العقل قليلاً بل كثيرًا.
وقبل أن تفعل! ..
شيءٌ ما أودى بالقنينة بعيداً حتى تخبطت بالحائط وتفتت فإنسكب السم على الأرض.. فزعت وتلفتت يمنة ويسرة تبحث عن الفاعل وقلبها يخفق..من رأها تفعل ذلك؟ .. ومن ذا الذي لا يود موتها؟..
لم تشعر بإقتراب شيطان فمن فعل هذا؟..
أُطفئت المشاعل وأُغلقت النوافذ.. ثم شعرت بحرارة تلفح جسدها من الخلف حاولت أن تستدير لكنها لم تستطع هناك مايكبلها..!
حتى يدها لم تكن تستطع تحريكها ..عليها أن تغطي أنفها قبل أن ينتشر السم وياللعجب فقد توارت فكرة الموت..
مرت وهلة من الزمن ولم تستطع الحراك بعد ..قرأت طلسماً ولا فائدة تُرجى فلا تزال مُكبلة..ويغتةً شعرت بذلك!..هالةٌ قوية مُهيبة عظيمة وجبارة..
بدت وكأنها هالة سوداء لكن من يملك مثل هذه الهالة السوداء !..
ويالهذا الدفئ الذي يُحيط بها من الخلف!..
شيء ما ساخنٌ كذلك قد لفح وجنتها !..
ضايقها ذلك جدًا ..تود الحراك ولا تستطيع وذلك الشيء لا ينفك عنها ..
إزدردت لعابها وهي تشعر بقليل من التوجس فقالت بإرتباك وإبتسامة مُتهكمة: شيطعونة كفي عن ذلك.
وعندما لم يجبها أحد ظنت بأنه لا أحد خلفها لكنها لا تزال تشعر بوجود تلك الهالة السوداء...لكن لحظة!..كيف غاب ذلك عن ذهنها ؟..
من سواه يملك مثل هذه الهالة المُهيبة!.. هل هو حقًا من يقف خلفها ويكبلها؟..من المستحيل أن هو , كما أنها لم تشعر بإقترابه ككل مرة يكون بها بالقرب منها!..
إزدردت لعابها مجددًا ثم عقدت حاجبيها وقالت حازمة أمرها بشجاعة و بصوتٍ خافت أشبه بالهمس كما لو كانت لا تود معرفة الحقيقة: بنيامين ؟...
وما أن قالت ذلك حتى توارى كل شيء ..تنفست الصعداء ووضعت يدها فوق المنضدة وهي تسند نفسها ثم تطلعت إلى القنينة المُلقاة ولم تجدها ..
لا أثر لها ولا للسم الذي قد إنسكب .. وتود لو أنها تعلم من هو ذلك الشيطان الذي كان يقف خلفها , بل أنه بدا وكأنه يحتضنها لكن هو حقًا بنيامين ؟..
.....
مُشتت..
عاد إلى عالمه وخيمته مُنكبًا على وجهه ..
لم يستطع تمالك نفسه ..
كان يُراقبها مُنذ أن دلفت إلى الكوخ .. وما أن رآها تحاول قتل نفسها حتى إندفع نحوها .. لم يعهدها هشة هكذا!..لطالما كابلت نفسها فلمَ أرادت الموت !..
إكفهر ملمحه وتجهم حالما تذكر بأنها قد نادته بإسم بنيامين وقال بعلو صوته مُغتاظاً: سُحقاً.
لن يتركها تظل وحدها .. يخشى أن تقتل نفسها ولا يعلم عنها ..كم يود أن يُعلمها بإسمه !..يود أن يخبرها بكل تبجح وإعتزاز أنه ولّاس إبن خثعر ويود منها أن تثني عليه ..
ما أن تتوارد إلى ذهنه حتى يصبح أبلهاً ثم يسكن طرفه ويكاد يكون ليناً لكن هيهات ياإبنة شاهين لستِ لسواي..
وخاتمه ! لمَ لم تره حتى الأن! .. من المؤكد أنها ستقوم بإستدعائه ما أن تراه ..
دلفت إلى خيمته إحدى جارياته فاحشات الجمال ويالجمال نساء الشياطين , تحمل بيدها كأساً وقنينة زُجاجية مليئة بالشراب..ثم توددت إليه حتى لان لها وقبلها فضحكت بملئ فمها وقالت مغتنجة: برفقٍ أيها الشيخ.
إبتسامته اللعوب لم تنفك عنه .. عبثًا يحاول نسيانها .. لكنها تظهر في كل امرأة يراها..سينساها على الأقل إلى أن تقوم بإستدعائه وماأن تفعل ذلك لن يتركها حينها!..
....
وعندما إرتجفت شفتاها جزعاً قالت بعلو صوتها:أين أنتم؟.
ظهر الثلاثة خلفها وبان جليّاً على ملمح شيطعونة القلق لكنها قالت بإبتسامتها البلهاء العريضة:ماذا حدث؟.
وقالت عذراء بسرعة وهي تشعر بلوعة: هل كان هنا أي شيطانٍ قريب؟.
لم تكن تود معرفة الحقيقة أبدًا .. أبدًا , كانا يعلمان بأن شيخهم كان بالقرب من هنا قبل ثوينات لكنهم لم يعلمو ماحدث أثناء ظهوره فقال العازر وهو يحدق بإبن عمه: لا شياطين بالقرب من هذا الكوخ سوانا .
وقال أمير الجنة بإبتسامة ساخرة: نعم , أؤكد لكِ ذلك.
عندها ظهر ميمون النصف نائم وقال : مابالكم؟.
وعندما رأى أمير الجنة تسائل قائلاً: من هذا؟.
إستدارت عذراء ذاهبة إلى الخارج وقبل أن تفعل قالت بهدوء صوتها : إنه أحد شياطيني.
توسعت عيناه فقال مُتعجباً : يالهذا ..كيف أمكنكِ إستدعاء شيطان بهذه السرعة؟.
وعندها قالت شيطعونة التي أرادت أن تناكفه : ذلك لأنها أفضل منك.
إغتاظ ميمون الصبي المشاكس مما قالته شيطعونة لكنه قرر تجاهلها ..
لحقت شيطعونة بعذراء وتبخر العازر ثم أمير الجنة..
شعر ميمون بالملل فنادى الحارق الذي أتى من فوره قائلًا: هل شعرت بالملل؟.
اومأ ميمون له وهو يبعثر شعره بضجرٍ ثم قال: أرأيت ذلك الشيطان؟.
فأجابه الحارق قائلًا: نعم..أحد أقوى شياطين الشيخ ولّاس , يملك ثمانٍ وثلاثين كتيبة جيش .
همهم ميمون مُتعجبًا فتسائل قائلا: كيف إستطاعت إستدعائهم جميعًا .. من قام بتلمذتها ياتُرى؟ إنها أقوى مما توقعت!.
إبتسم الحارق بهدوءٍ ثم قال: بقاء الشيخ ولّاس بجانبها لربما كان سبب قوتها.. تبدو لي ساحرة بالفطرة !.
همهم ميمون مجددًا ووافقه الرأي فقال الحارق وهو يبتسم لميمون: مارأيك بالتحليق في سماء هذه الصحراء؟.
وعندها صاح ميمون المشاكس قائلاً: هيا بنا.
أنت تقرأ
•||عذراء الشيطان||•
Historical Fictionوفي ظلام الليل رأته يبتسم .. لا! كان يزمجر فظهرت أنيابه ثم زأر , إنه غاضب عيناه تقدحان..رباه أتهرب!. لمَ كل هذا الرعب منه .. وقفت بثبات وهي تكاد تخور.. شفتيها ترتجفان لكنها تصر على إظهار ثباتها أمامه .. طرفت بعينها كي تستمجع قواها وقبل أن تفتحه...