قبل ولادة إبنة شاهين , وقبل ولادة أبيها ..قبل ذلك بأربعمائة عام أو يزيد..
كانت ولادته نذير شؤمٍ على قبيلته فقد كُسرت قدم والدته أثناء المخاض وتوفت قبل أن تلده لكنه بالرغم من ذلك وّلد ..وولد أعرجاً, يخطو فيميل لشدة عرجه..
كان منبوذاً, وحيداً دوماً حتى إخوته لم يحبونه كونه إبن جارية وضيعة ..كان لطيفاً ولم يكن يوماً عنيفاً ..يقتلعون إخوته له مخالبه فيكتفي بالبكاء ..
يملك من الإخوة عشر وهو أوسطهم , أكبر إخوته كان شيطاناً شاباً يبلغ من العمر أربع مائة عام في حين كان هو لايزال طفلاً في التسعين من عمره .. ولأن إخوته سئمو أخاهم إبن الجارية الوضيعة سئمو لطفه وبكاءه .. سئموه فأرادو قتله ولم يتوانى أحدهم عن فعلها وأولهم ثاني إخوته الذي كاد يغدره محاولًا إغتياله أثناء بقائه بخيمته ..طُعن ذلك الشيطان المسكين من قِبل أخيه , ولم يكن ذلك الشيطان الصغير يظن أدنى الظنون أن إخوته قد يحاولون غدره بحجة لُطفه..ثم بعد أن شُفي ولا تزال وصمة غدرهم تحفر قلبه..أراد أن يثأر لنفسه وهذه هي أعراف العرب شياطيناً كانوا أم إنسًا ..
لم يعد كما كان بالرغم من صغر سنه ..لم يعد لطيفاً .. طال قرنه القصير لشدة خبثه .. أصبح ذلك الخبيث الذي يريدونه ..شرساً عنيفاً يُلاحق إخوته ويقتلع مخالبهم.. يذهب إلى ماشية والده وبهيمته فيقتلع رؤوسهم ثم يعود بها إلى أخوته ويرمي برؤوس الماشية الدامية إلى خيامهم..
يكره كونه إبن جارية وضيعة ولو لم تكن والدته متوفاة لذهب وقتلها!..
لم ينتظر بلوغه سن الرشد حتى يثأر لنفسه من أخيه بل ذهب إلى مضجعه وقام بغدره مثلما فعل له غرز مخالبه بقلب أخيه ثم إقتلعه ورمى به إلى الجان السفلي ...
كان يحمل أحقاداً كثيرة بالرغم من صغر سنه , أحقادٌ لن يستطيع إنسي بمثل عمره أن يتحملها..ثأره لم ينتهِ بعد فلازال لديه ثَلَاثًا يود قتلهم ..كي يثأر لنفسه أولاً ويخلف والده ثانياً..
أكبر إخوته يآب كان قوياً ولم يستطع ولّاس التغلب عليه بسهولة .. لكنه غدر به في نهاية الأمر والغدر من أعراف الشياطين ذات الدماء السوداء .. كان لا يزال يبلغ المائة من عمره حينها , لايزال صبياً أرعناً ..
تخلّص من إخوته الأربع من هم أكبر منه سناً بالرغم من صغر سنه..لم يهتم والده الشيخ خثعر لمقتل أبناءه ..بل أثنى عليه وعلى عمله فلا يهم أيهم قُتل , المهم هو بقاء أقواهم..ثم وعده بخلافة أمر القبيلة وهنا قد حقق ولّاس مُبتغاه ..
كان منبوذٌ, يُشيرون إليه بمخالبهم قائلين: إبن الجارية .
ورث عن والدته عيناها الحمراوتان المتوهجة في حين أن والده كان يملك مقلتين ذهبيتان..
وكان والده يرسله دوماً في معارك القبيلة فيترأسها ويقضي على أعداءه من القبائل ثم يعود مُنتصراً مُقتلعاً بمخالبه رأس شيخ القبيلة المُعادية لهم..
ذاع صيت ولّاس بين قبائل الشياطين ومن بينها ..قبيلتيّ عرافج ومدلج المُعادية ليدعج التي شنت حرباً على القبيلة..
قاتلهم ولّاس وجنوده حتى أباد جنودهم .. قتل شيخا تلك القبيلة لكن أبنائهم لايزالون أحياء..ومنذ ذلك الوقت أصبح يُكنى بذئب الشياطين تِباعاً لإسمه..
كبر ولّاس وصار شاباً يبلغ المئتا والنصف من عمره.. قلبه خاوٍ ..الوحدة تكاد تقتله لكنه شيطان أنى له أن يشعر, أنى له أن يكون له قلب يشعر به !..
ولوحدته إنغمس في الملذات وغرق بها ..يُعاشر هاته وتلك..وله من الجاريات أجمل الجنيات , عربيدٌ يعشق الخمر والنساء لكن لم تخلب لبه أيٌ منهن..
نسائه كُن له فقط ولا لِسواه..وحتى يضمن ذلك كان يحرقهن بعد أن يشعر بالملل منهن ويأتي بغيرهن..
جارياته يعشقنه , وكم كان يحب تحلقهم حوله عندما يكون مخمورًا..
خبيثٌ يقبل جاريته وفي اليوم الذي يليه يقوم بحرقها..
كان جميع إخوته يخشونه ولا يقتربون منه ما عدا أصغر إخوته حقيال الذي كان يحاول التقرب منه ..كان حقيال صبياً لطيفاً ظريفًا يختلف عن إخوته ..
كان حقيال يبلغ المائة والثلاثون من عمره..كان يحب التسلل إلى خيمة ولّاس فيباغته من الخلف مفاجئاً إياه .. كان ولّاس يتجاهله ولا يُعيره أدنى إهتمام إلى أن أصبح حقيال مُقرباً من أخيه .. يحاول منعه عن الشرب فيخطف قدح الشراب من يدي ولّاس ويُلقي به بعيداً ثم يقهقه.. لم يكن ولّاس يغضب لتصرفات حقيال بل كان يفضله!..
وكم كان يود لو أمكنه أن يقهقه مثله ..لم يسبق لأحدهم مُحادثة ولّاس دون الخوف منه ..ولم يسبق لأحدهم مُحادثة ولّاس مثلما كان يفعل حقيال ..
ولم يكن هناك من يحب ولّاس سوى حقيال..لم يحب ولّاس أحدهم قبلاً إلى أن أقبل عليه حقيال,كان يثق بأخاه حتى أحبه ..
وشيطانٌ أسود من أفراد قبيلته كان ساعده اليسرى..لا يثق ولّاس بأحدهم لكنه كان يسلمه مهمات اللحاق بالشياطين السارقة وحرقهم..
ذلك الشيطان ..لم يكن سوى خائن , جاسوس قبيلتي عرافج ومدلج..يُدلي إليهم بكل مايعرفه ويسمعه عن ولّاس .. وحتى يمكنهم الثأر منه وقتله قبل شن الحرب..إختطفو حقيال حتى يستدرجوه لهم..ذلك الجاسوس أخبر حقيال بأن شيخه ولّاس ينتظره في أحد كهوف جبال الإنس وتهللت أسارير حقيال فتلك كانت أول مرة يطلبها به ولّاس ولم يكن يعلم ماينتظره..
ثم عاد ذلك الشيطان إلى شيخه وجثى أمام ركبتيه منتحباً قائلاً: لقد أسرو حقيال , حقيال سيموت.
توسعت عينا ولّاس لكنه نهض ببروده وجبروته ثم قال بهدوء صوته الأجش الغليظ :كُف عن البكاء كالنساء ودُلني على مكانه.
إبتسم ذلك الشيطان الذي يدعى ثبر بخبث ثم همس قائلاً : سيكون هذا أخر يومٍ لك أيها العربيد. ومن ثم قال بصوتٍ مرتفع مُنكساً رأسه: إنه في أحد كهوف جبال الإنس.
تبخر ولّاس وظهر بصحراء هرجاء الواسعة..وكان خلفه ثبر الذي كان يدّعي الحزن ثم أشار بيده إلى أحد الجبال قائلاً: هُناك أيها الشيخ.
تبخر ولّاس الشيخ المُغدور ثم ظهر على سفح الجبل وحينها إختفى ثبر وتوارى عن أنظاره بحث ولّاس عن أخيه بأول كهفٍ رآه.. كان حقيال مُقيداً بطلاسم السحرة ما أن تراءى له أخاه ولّاس حتى جزع وهلع فصرخ قائلاً: إذهب ..لا تأتي أرجوك.
علم ولّاس أن هناك خطباً ما فعرج مُسرعاً نحو أخاه وعندما إقترب منه وحاول تحريره من تلك الطلاسم , شُجت رقبة حقيال بغتة فخر صريعاً بين يديّ أخيه...
لم يكن ولّاس يعلم مالذي حدث أمامه لأخيه .. لم يصدق ماحدث له , أمسك بمنكبي أخاه وبدأ يهزه أمراً إياه أن يستيقظ..
شعر بأنه يكاد يهيم على وجهه إنها لأول مرة يشعر بها بالقلق على أحدهم ..لا يريد من حقيال أن يموت , لا يريد منه أن يموت قبل أن يخبره بأنه يثق به, ويحبه.. كان يريد قضاء وقتٍ أطول مع أخاه فيعلّمه شؤون يدعج حتى يساعده في أمورها..لكنه الأن قتل بين يداه ومات..
نادمٌ , يشعر بالندم الذي يكاد يفطر قلبه .. كيف أمكنه الرحيل هكذا دون أن يخبره بأنه يحبه!..رفعه ولّاس إليه ثم إحتضنه وقبل جبينه..
إنها لأاول مرة يظهر بها عواطفه لشخصٍ ما ..وكان أخاه إستثناء , لا أحد مثله , لا أحد مثل حقيال..
شعر بأن أحدهم يقف خلفه فنهض ممسكاً بأخاه بين يداه وإستدار ليجد ثلاثة سحرة وخلفهم حفنة شياطين عرافج ومدلج..
ومن خلفه ..غرز أحدهم سيفه بكتفه بغتة فوقع حقيال من بين يديه..ثم قيده أحد السحرة بطلاسمه فإستطاع التحرر منها وتقدم ولّاس متجهماً نحو ذلك الساحر فغرز مخالبه بقلبه ..تراجع الساحران وحفنة الشياطين لكنه طُعن من الخلف مُجدداً..إستدار ولّاس مُتجاهلاً منكبيه اللّذين كانا ينزفان بشدة ..
أمامه..كان ثبر يقف أمامه بإبتسامة خبيثة لعينة ,حدجه ولّاس بنظره ثم إبتسم ساخراً فرفع مخالبه وإنقض بها عليه ..
وأمسك برقبته فخلعها ثم إستدار وألقاها أمام حفنة تلك الشياطين الغاضبة..
كان ولّاس سريعاً ولسرعته لم يتمكن الساحران من تقييده أثناء قتله لثبر.. وأثناء غضب تلك الشياطين وصراخهم ثم شتمهم لولّاس المغدور دنى من أخيه فعاد ليحمله بين يداه ..وحينها ألقى عليه الساحران طلاسم تقيده ..شُلَّ جسده ولم يعد قادراً على الحراك ..حزنه في ذلك الوقت أضعفه..
ثم أطلقا عليه الساحران طلسماً قيده بالسلاسل ..إبتسم ولّاس ساخراً عندما تم تقييده فقال بهدوء صوته الغليظ: إستطعتما تقييدي , لكن لا أحد يجرؤ على قتلي.
إنقض عليه شيطانٌ وهو يجلده بسوطٍ غليظ ..وكان السوط هو سلاح ولّاس المفضل في المعارك..
زمجر ولّاس غاضباً مُحدجاً ذلك الشيطان بنظره عندما علم بكونه يحاول إهانته .. لم يكن ولّاس يتألم أو يأن بكل جلدة سوط لم يشعر بها بتاتاً.. كان يسكن طرفه كلما رأى حقيال المُلقى أمامه..
مضى خمسون عاماً ولايزال ولّاس أسيرٌ بذلك الكهف , يُجلد كل يوم أمام أحد أبناء شيخ عرافج الذي قتله ولّاس وكان إبنه يدعى همهاف..ولضجيج قهقة الشياطين على حال ولّاس سُمي ذلك الجبل بجبل صخيبة ودارت حوله الأقاويل عن شيطان أُسر في كهف ذلك الجبل...
وفي مُضيّ الخمسون عاماً علم ولّاس أن قبيلته قد هُزمت وتوفي جميع إخوته .. كان همهاف يغيظ ولّاس بقوله لذلك كلما أتاه..
قلبه كان يؤلمه..لكنه لم يكن يعلم بأنه يملك قلباً , ولّى كل ماسعى له ولّاس من جاهٍ وقبيلة وقوة.. كان يظن بأنها نهاية قبيلته..لكن لاح له طيف خيرٍ عندما علم بكون أفراد قبيلته يبحثون عنه في كل ليلة تصادف إكتمال القمر كي يجدوه..
كان يود إقتراب إنسيٍ من كهفه حتى يتلو عليه طلسم تحرره ويستريح لكن لا فائدة .. يأبى الكلب حتى أن يقترب من كهفه!..
مضت مئة عامٍ ولا يزال يُجلد كل ليلة .. كم كان يود الموت على أن يُهان بجلده من أفراد القبيلتان المُعادية لهم...تفطر كبرياءه , ذهبت كرامته كشيخٍ وكشيطان وكأمير أعتى القبائل..ذهبت كرامته كمخلوق لا كشيطان فقط..
إنه شيطانٌ معمر لاتهمه الأيام لكنه كان يشعر بأن يومه يمضي كألف دهر ..
يائس, لم تعد تهمه حياته ولا أن يتحرر..يود الموت والموت فقط ..لا يزال يقف شامخاً بالرغم من أنهاك جسده...كلما قدم همهاف كان يقهقه أمامه حتى يغيظه فيأمر أتباعه بجلده مئتي جلدة..
جسده كان دائم النزيف .. لكن لسواد لونه لم تكن تظهر جروحه واضحة..كان جسده يقطر دماً إلى أن يصل لجثة حقيال التي لم تتحلل..
حاقدٌ , لا يملك أملاً بالخروج من كهفه لكنه ما أن سيخرج سيقتلع أعينهم جميعاً..
متألم , مضت مئة عام لكن لا يزال يتألم لموت أخيه .. اول من تقبله وأول من وثق به..
خلال تلك المدة كان الساحران يأتيان مرة كل أسبوع حتى يقيدوه بطلسمٍ أخر فيكون تحرره مستحيلاً وأقسم ولّاس بأنهما سيكونا أول من يقتلع أعينهم ويحرق جسديهما..لكن عند توقفهما عن القدوم علم بأنهما قد توفيا..
مر عامٌ يليه عامٌ أخر ثم أخرٌ وأخر حتى مرت عشرة أعوام ..ومرت سبعة أعوامٍ أخرى ثم عشراً أُخر .. ثم خمسون عاماً حتى توارد إلى مسمعه أن والده خثعر لا يزال حياً يرزق..
طيف خيرٍ أخر لاح أمامه لم تُباد قبيلته ..يدعج لا تزال باقية!..لكنه لا يزال يتألم ..لا يشعر أحدهم بألمه ولم يعد يحتمل أي شيء..أصبح يأن كل ليلة لألم قلبه..يأن دون أن يشعر بكونه يأن..
إثنان وتسعون عاماً مضت..ليلة إكتمال البدر خرج أتباعه وأفراد قبيلته للبحث عن من يحرر أميرهم فقد علمو بمكانه لكنهم لن يتمكنو من الدخول إلى كهفه الذي قد لُعن إلى حين تحرره..
ضجيج الشياطين صاخب , وفي أسوار قبيلة عربية عتيقة قريبة من كهفه ..طفلةٌ حُلوة بعينان دعجاواتان كحلاء قد وُلدت..وأثناء بكاءها , أٌختيرت لتكون عاتقة الأسير..
تُحلّق حول خيمتها الشياطين فرِحون فقرعو الطبول وغنت الشيطانات أهازيجاً مُرحبين بعاتقة شيخهم..
مئتا عاماً إلا يومًا قد مضت.. لم يكن ولّاس يعلم بشأن عاتقته..كان مُنهك الجسد حينها ويتنفس ببطئ وصعوبة لكنه لمح ذلك الإنسي الصغير قصير القامة الذي يقف أمامه..توسعت عيناه ثم صرخ بذلك الإنسي أمراً إياه أن يحرره لكنه قد ركض هارباً ..
هُنا قهقه ولّاس لأول مرة طرباً , يكاد يجن ويفقد عقله..أما آن الأوان لتحرره وإنتقامه؟..
غفى لكنه إستيقظ بجلدة سوط ..يقف أمامه جلاده الذي يظهر إبتسامة كريهة ..ولّاس وبدوره إبتسم بخبث ثم أشار بعينه إلى جلاده فقطعت أذنه..تراجع جلاده الشيطان الذي يدعى خولع..شتمه ثم أمسك بسوطه وقام بجلد ولّاس الذي كان جامدًا ساكنًا ..
لا يزال جسده دامياً..وتأبى عيناه أن تغفى ..جسده لم يعد يقوى على شيء لكنه لا يزال يُنازع لأجل تحرره..
في اليوم الذي يليه عاد ذلك الصغير ضعيف البُنية ووقف أمامه قائلاً حازماً وواثقاً: أتيت لإنقاذك.
لكن أنى لطفلٍ بمثل هذه البُنية أن يكون قادراً على تحريره !.
إبتسم بسخرية وهو يود قتل ذلك الصغير ثم أعلمه بطلسمه الذي سيحرره لكنه يعلم بأنه لا فائدة من هذا..
شُخص بصره حالما تحرر بفعل ذلك الصغير ..
لم يعد أسيراً الأن , لقد تحرر..أطلق صرخة أخرج بها كل ما كان يثقل منكبيه.. ركض ذلك الصغير هارباً فأمسك به قبل خروجه من الكهف , وقعت عمامة تلك الصغيرة التي لا يعرف عنها شيئاً فتبعثر شعرها الأسود الطويل وعلم بأن منقذته هي بنتٌ صغيرة...
ولكونه شيخ الشياطين لا يود أن يكون مُديناً لإنسية فخلع نابه وقبض عليه ليشكل خاتماً ذهبياً ثم ألبسها إياه.. وكز غمازتها اليُسرى البارزة وكانت تلك الندبة هي علامة كونها مِلكٌ للأمير..
بكائها كان مزعجاً ولم يكن يود منها أن تُعكر صفو مسرته..وكم كان أنانياً مُحباً لنفسه...
أغشي عليها بين يديه لجزعها منه فتركها لتقع على الأرض ثم إستدار إلى أفراد قبيلته الثائرين الحانقين ..
إبتسم بتشفي وهو ينظر إليهم مئتا ألفٍ لم يُقتلو من أفراد قبيلته..وهكذا كانت قبائل الشياطين بكثرة نسلها..
أمرهم أن يُعيدوها إلى حيث كانت ومن ثم أمر أفراد قبيلته بالعودة إلى أسوار قبيلة يدعج بعيداً عن الإنس وعالمهم...
دنى من جثة حقيال فرفعه إليه ثم إحتضنه لا يمكن لشيطان مثله أن تدمع عيناه على مثل هذا, يتآكل قلبه أسى لمقتل أخيه لكن تأبى عين الشيطان المتوهجة أن تدمع..حمله ثم ألقى نظرة أخيرة على كهفه , كهف الأسير ..
وحال عودته إلى عالمه دفن أخاه ..ثم بحث عن والده الشيخ الكبير خثعر..
كان والده في إنتظاره ويعلم بأن ولّاس سيأتي للبحث عنه .. كان ينتظر إبنه في كهفٍ معزول غير معلوم لبقية الشياطين .. قبلها وعندما أُسر ولّاس كان خثعر يخوض حرباً على عرافج ومدلج..فقُتلو أبنائه الأربعة أمام عينه, ثم عندما كان النصر الأكبر لأعدائهم سحبه أحد خدّامه إلى ذلك الكهف حتى لا يرونه فيقتلونه...
لم يكن ولّاس يحب والده أو يكرهه لكنه يعلم أن هناك منفعة من خلفه ولهذا لم يقتله..
كُنّ جارياته بإنتظاره لكنه لم ينظر إليهم فلا يشغل عقله سوى ثأره لأخاه ولنفسه..
أنت تقرأ
•||عذراء الشيطان||•
Ficción históricaوفي ظلام الليل رأته يبتسم .. لا! كان يزمجر فظهرت أنيابه ثم زأر , إنه غاضب عيناه تقدحان..رباه أتهرب!. لمَ كل هذا الرعب منه .. وقفت بثبات وهي تكاد تخور.. شفتيها ترتجفان لكنها تصر على إظهار ثباتها أمامه .. طرفت بعينها كي تستمجع قواها وقبل أن تفتحه...