أريا من مارسيليا

681 17 2
                                    

- أنظري إلي .. هل أنت جادة ؟
- بمعنى الكلمة يا سوزان .
- لم أعتقد أن والدك سيقبل بهذا .
- و لم لا يقبل .. انه يثق بي .
- حسنا . هذا أمر مفرح يا أريا .. اخيرا سمح لك والدك بمرافقتنا الى المزرعة .. ستحبين ذلك بالتأكيد .
- لقد اخبرتني ان هناك خيول .. هل هي كثيرة ؟ هل سيسمحون لي بامتطاء واحد .؟
- بالطبع .. لكن اخاف عليك الوقوع من على ظهر حصان فانت لم تركبي واحدا من قبل .
- من قال هذا ؟ لقد امتطيت واحدا من قبل في ضيعة جدي بسوريا ... اااه كم اشتاق الى ضيعة جدي .
- حسنا يا أريا .. لتستعدي و تجمعي حاجياتك ..سنأتيي لنقلك بعد ساعة الى اقصى حد .
- حسنا ..
• أريا و سوزان صديقتان حميمتان من الطفولة يحبان بعضهما كثيرا و يفعلان كل شيء معا .. هذه اول مرة تذهب فيها اريا الى مزرعة جد سوزان و اول مرة يسمح لها والدها بالمبيت خارج المنزل مع ناس اخرين .. لكنه واثق بابنته فهي لم تعد صغيرة بعد الان كما يعرف اهل سوزان و يثق بهم .. كانت أريا متحمسة جدا للمغادرة برفقة سوزان .. لكن بعد مغادرة سوزان بدقائق قليلة يطرق احدهم باب البيت ... فتحت مدبرة المنزل السيدة هالة الباب لتجد رجلا يبدو انه في الاربعين يلبس بذلة رسمية سوداء و قفازات سوداء بالاضافة الى نظارات سوداء .. اصابها الهلع فتراجعت للوراء ٫ احس الرجل بالامر فسألها بصوت هادئ بارد
- أريد التحدث مع السيد حسني . اخبريه أنه أمر طارئ .
- الدكتور حس...
- اعرف انه بالداخل و لا حاجة لموعد بيننا .
- هلا اخبرتني عن اسمك اذن .
- اخبريه أنه السيد نبال من نابولي. 
- انتظر قليلا من فظلك .
......
بعد لحظات قليلة عادت السيدة هالة و طلبت من الرجل ان يتفظل الى مكتب السيد حسني ..في حين كانت ترافقه الى المكتب كانت أريا تنزل الدرج ٫ استغربت لذلك الرجل فهي لم ترى يوما رجلا غريبا يدخل لمنزلهم .. كما اعتادت ان يلتقي ابيها بزملائه او بمرضاه في عيادته او مشفاه ولكن ليس بمكتبه بالمنزل .
تسللت الى الرواق بصمت و انتظرت انصراف السيدة هالة ثم اقتربت من الباب الذي لم يكن مغلقا تماما .. حاولت النظر لكن لم يظهر لها شيء لكنها استطاعت سماع ما دار بينهما .. تصاعدت دقات قلبها و تجمدت قدميها ..فتح الباب و خرج الرجل نظر اليها لبرهة ثم غادر المنزل ..اسرعت الى ابيها صارخة
- ماذا يريد منك هذا الرجل ؟ و من هو ؟ بمن يريد ان يزوجني ؟ لم افهم
- هل كنت تسترقين السمع يا بنية ؟
- هذا ليس موضوعنا يا ابي .
- إنه شخص يعمل لدى اشخاص كنت اعرفهم في الماضي عندما كنت طبيبا في ايطاليا ... لا تهتمي للباقي .
- لقد سمعته يقول لك ان رئيسه يريد ان يتزوجني و أنت قلت له ابنتي ليست للبيع ... قلت له لن اقترف خطأ مثل هذا .
- حسنا اجلسي ... اريا يا ابنتي انت اغلى ما أملك . انت حبيبتي قطعة من روحي و ذكرى أمك لي .. لا استطيع التفريط فيك . تعلمين انني اريد ان اراك زوجة و أما قبل ان ياتي أجلي ..
- طول الله في عمرك يا أبي .
- لكن هذا الشاب غير مناسب لك .
- انا بالاصل لن اتزوج رجلا لا اعرفه يا ابي ... و لا افكر في هذا الامر بتاتا .. هدفي اكمال سنتي الاخيرة هذه في الجامعة و اتخرج باعلى نقطة لاكون فخرا لك يا بابا .
- نعم ان شاء الله ..
- لا تقلق يا ابي . دعني اعانقك و اقبلك فبعد قليل ستأتي سوزان و سنذهب معا الى المزرعة .. ساغيب عنك لثلاثة ايام كاملة و لاول مرة في حياتي ... الامر غريب بعض الشيء احس بالاشتياق من الان.
_________________________

ثمن الإنتقام             بقلم ريانا Riyanaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن