الفصل الثاني

4.1K 232 12
                                    

الرضا.. باب الله الاعظم، و جنة الدنيا، و بستان العارفين.
ابن تميمة

دلف إسماعيل صباحاً بعينٍ مغروقة بالدموع ثم إنحني ليضع طفلته مها فوق الفراش وقد نامت في الطريق أثناء العودة
-
ماذا حدث يا إسماعيل لما تبكِ يابني طمئنني؟!
مسح دموعه وإلتقط كف أمينة العجوز مقبلاً إياه
-
أنتِ من تعطيني القوة يا أمي .. هل تعلمين بما أخبرني الطبيب، لقد قال أن عين مها اليسري ضعيفة النظر كثيراً ولا تري بها وكانت ستنعمي لولا هذا الحادث الذي سبب الكشف عليها، العصب البصري مازال بخير وأعطاني علاج
وكتب لي مقاس نظارة مضغوطة لكنها مُكلفة قليلاً
لا اصدق أن الحادث كان خيرًا وبسببه سننقذ عينها السليمة من الدمار
وضعت نعمة منير الصغير جانب منيرة وجلست جانب مها النائمة لتقبل رأسها برفق من بين دموعها علي طفلتها التي كانت ستُصبح ضريرة دون شعورهم بها
تمتمت أمينة بالحمد والشكر ماسحة دموعها كما مسحها إسماعيل قائلاً
-
هذا ما فعلته يا أمي ظللت أحمد لله رغم أني كُنت حزين من هذا الحادث الذي أصابها ومصاريف العلاج ولم يكن نقماً يا أمي صدقيني لكن من قلة حيلتي، ومن حمدي وشكري لله علي هذا البلاء أخبرتني الطبيبة التي ستصنع النظارة لمها أنها ستدفع ثمنها منها رفقاً بحالتي رغم أني لم أطلبها، هي من إقترحت وحدها وكأن الله أرسلها لي
تحاملت أمينة علي قدميها ونهضت ببطئ قائلة ببسمة رضا لم تغادرها يومًا
-
إذا هيا لنصلي الظهر جماعة يا بني ونحمده علي ما أصابنا وما أعطاه لنا

هيتروكروميا .. (تحت الأرض )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن