خرج جاسم سريعًا ولا يعلم من أين يأتي بالطعام في قرية معدومة كتلك
بينما انتفضت هي من شعورها بتعرق جسد كريم لتضعه ارضًا باستقامة وعليها أن تقوي..
لن تنقذ الجميع وتترك طفلها !
سقطت دموعها وحقا تشعر وكأنه طفلها
-كريم
هتفت عليه رابتة فوق وجهه لتمسح جبهته وتعلم أن تلك اعراض انخفاض سكره
ويكفي عدم تناولهم لشئ..
تكفي برودة جسده..
يكفي تعرقه الشديد..
-كريم.. حبيبي .. ارجوك
توسلته ببكاء تتمني حضور جاسم سريعًا بينما كانت ستدفع بجسده للجانب (وضع الافاقة) لترفع رأسه لاعلي ولكنها توقفت برعشة من شعورها بتوقف نبضه !
نفت بهستيريا متحسسة رقبته اسفل الفك لتضربها الصدمة وبالفعل توقف نبض قلبه !
نفت برفض هستيري مائلة فوق وجهه تحاول سماع انفاسه والشعور بها فوق خدها بينما عينيها تنظر لصدره وبطنه في محاولة لالتقاط اي حركة
ولا شئ! ...
سكون تام!..
سكون جعلها تنتفض جالسة باستقامة في ترقب منتظرة ل١٠ ثوان عله يتنفس وحده حتي انها بدأت تعد ال١٠ ثوانٍ كعد شخص مبتدئة من شدة خوفها
لتهمس عشرة الاف وواحد .. عشرة الاف واثنان .. عشرة الاف وثلاث ..
وتعلم أن ذعرها وقلة تركيزها سيجعلها تعد العشر ثوان بطريقة خاطئة بينما نطق الالف او عشرة الاف سيأخذ ثانية حقا من نفسها في العد المتتالي
- عشرة الاف وعشرة ..
همست بها وكانت قد جلست باستقامة متهيئة لاسعافه بالانعاش القلبي الرئوي لتضغط بباطن كفها بين صدريه حيث المنتصف تماما
واحد اثنين ثلاث اربع خمس....
تابعت حتي الثلاثون بضغطه تعد قوية لتهبط بصدره مسافة ال٤ سم
واتجهت رافعة رأسه لاعلي لتغلق انفه جيدًا نافخة داخل رئتيه نفختين بينما عينيها تراقب ارتفاع صدره وبطنه من نفختها
قبل أن تعود ضاغطة صدره ثلاثون مرة متتالية وظلت هكذا
ولن تتوقف حتي إن تضاعف اجهادها ..
- هيا كريم
همست رامشة بدموع لتنحني نافخة داخل فمه قبل أن تعود للضغط مرة ثالثة ببكاء وصراخ منادي عليه
وحقا لا تعلم من أين أتت بتلك القوة لتقوم بذلك الانعاش الذي يحتاج لقوة وصحة جيدة علي الاقل
- هيا كريم ... هيا ارجوك .. هياا
هتفت مائلة لتنفخ داخل فمه مرتين ووقتها تنفس بشهيق متألم لتبكي بصوت مرتفع لا تصدق أنه استعاد وعيه
- يا الله.. يا الله
