بغضّ النظر عن الطرف الذى يقف فيه المرء فإن عليه مواجهة الحقائق!
اجاثا كريستي
انتفضت روما ناهضة عندما سمعت قفل الباب لتتسع عينيها من رؤيتها لرونزا امامها
رمشت ناهضة بصدمة
و نظرت لها رونزا بألم حتي اومأت مؤكدة ما تراه
- نعم .. لم أمت .. علي الاغلب لم يأت وقتي بعد
رمشت روما بإختناق مضطرب ناظرة لها بريبة واقتربت رونزا متأملة عينيها الحاقدة لتهمس بمرارة
- لكن محاولتك لم تذهب هباءا .. لقد خسرت الطفل و..
ارتجفت شفتيها برعشة لتكمل بوجع عميق
- والامومة ..
اتسعت عيني روما بصدمة وعادت رونزا تومئ ببسمة ساخرة متألمة ولا تعلم كيف كانت عمياء ولم تري كره شقيقتها لها
- حقا .. خسرتها للابد .. لا أكذب .. لقد تم استئصال الرحم بسبب طلقة سلاحك
شهقت روما متراجعة للخلف بإرتباك ولم تكن تريد حدوث هذا !..
لا تعلم ما كانت تريد ولكن ليس تعب رونزا
اغمضت عينيها بتشوش وصداع اصاب رأسها وعادت خطوة أُخري امام تقدم رونزا
- لكن تلك المرة لم أخسر وحدي .. لقد خسرتي معي روما..
نعم خسارتي كبيرة وحتي موميتة ولكن خسارتك انت ايضا كبيرة علي الاقل بقدري ..
اهتزت روما ناظرة لها بشعور غريب اغلبه حقد وبعضه حزن .. اكثره ضيق واختناق
- انت خسرتِ روما .. خسرتِ ابي .. خسرتيني انا .. خسرتِ حسام .. وخسرتِ حياتك .. انت خسرتِ كل شئ
سالت دموعها رغم ثبات ملامحها وتابعت اقترابها البطئ متابعة سهام كلماتها القاتلة
- من سينظر في وجهك الأن .. حتي انا لم اعد اتحمله ..
قطبت روما بغضب واقتربت لاول مرة بغل اصبح معتاد منها
- وانا ايضا لا اتحمل وجهك وحتي وجودك كله .. ونعم خسرت ولكن ليس مثلك ..
انا استطيع ان اكون ام ..
استطيع ان اشعر بعشق اطفالي واحتياجهم لي .. بينما انت لا .. لقد حرمت منها للابد
ابتسمت رونزا ناظرة لعينيها بهدوء وعادت الدموع تفيض كأنهار راكدة حتي تحدثت
- من قال هذا .. ألم تسجنيني تحت الأرض .. اااه لقد نسيت شكرك علي هذا .. الأن عرفت قيمته
قيمته كانت حكمة .. لقد أخذت طفل من تحت الأرض .. أخذت كريم بالتأكيد تتذكريه .. ذلك من اطلقتي عليه
