الفصل العاشر

2.8K 188 15
                                    

رمش كريم بدموع لا يستوعب أنه يعيش هذا الحدث

يعيش نفس الألم مرة اخري ..

من ظلم لا بد أن يُظلم يوماً.

وهل يؤمن بتلك المقولة !..

لا يعلم ..

هو فقط يعلم أنهم لا يُظلمون!

هم جبابرة ليس لديهم رحمة..

اغمض عينيه يري عمه جابر يعتدي علي شقيقته الراحلة بينما صراخها يطن في أذنيه

وكان يتمني أن يكون موجود لينقذها..

ابتلع ريقه بتشوش
وها هو الأن موجود لكنه عاجز
!..

يشاهد ما يحدث بصدمة ..

رمش عدة مرات يري بسمة شقيقته وتقبيلها لوجنته ليتقاسم معها الخبز الخاص به

يري ركضها في الارض الذراعية وخوفها من بهيمة عمهما لتحتمي به بضحك طفولي

ونعم كان يراها طفلة وكأنه ليس طفل

ولم تترك له الحياة خيارات ليختار أن يحيا طفولة يستحقها أي صغير في سنه

- لا

همس بأنين محاولا النهوض ولن يترك عمه ينهش شقيقته الصغيرة كما ينهش جاسم عنق رونزا في تقبيل شرس

لن يتركه يأكل من كل قطعة بها ليمزقها كما يمزق الاسد الغزال الصغير




- ابتعد

همس بوهن متوقفا وفارت دمائه وهو يري معافرة رونزا قبل أن تستلم فاقدة وعيها بألم وصدمة

وكأن الحياة دبت به! ..

كأنه اصبح ذو طاقة خارقة مكنته من التحرك!..

فقط التحرك رغم دمار جسده الصغير من الضربات العنيفة..

- لا

صرخ عليه يري الدماء حول شقيقته في المطبخ بعدما انتحرت من الصدمة

يري صراخ والدته واحتضنها للجثة بينما هو كان قد جلس القرفصاء يكتم أذنيه بنفي مصدوم

وكم تمني قتل عمه .. كم تمني تمزيقه اربًا..

وها قد أتته الفرصة!!

نظر حوله وركض لا يشعر بألم ولا عضمه وكأنه لم يتلقي الضرب من الاساس

حمل اكبر حجر كان قد سقط اثناء تكسيرها وحفرها للحائط ليضربه بقوة فوق رأسه !

تآوه جاسم والتفت ناظرا له بغضب
ولكنه لم يتوقع حفنة التراب التي ملأت عينيه ليصرخ بإحتراق محاولا فتحهما

هيتروكروميا .. (تحت الأرض )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن