المقدمة

19.6K 334 31
                                    

 ليس هناك سوى شيئاً واحد يجعل الحلم مستحيلاً هو الخوف من الفشل..

-توقفي قلت !
هتف بها بهمسٍ خافت بينما ذراعه يحاول ابعاد جسدها خلف ظهره وعينيه تراقف المستودع الكبير من خلف تلك الكراتين التي شكلت جدار اختبأ بها جانبه
- ماذا إن قتلوه؟!
اغمض عينيه علي همستها المُرتعبة، عقله يدور محاولًا التوصل لافضل طريقة تخرج الجميع بسلام رغم أن هذا شبه مستحيل!
فتح عينيه علي حركتها خلفه وصوت بكائها الخافت وإلتفت إليها ليتوقف ناظرًا لوجهها بينما يديه ارتفعت لتستقر فوق ذراعيها
- روما حاولي الهدوء.. لن يُصاب بمكروه .. انهيارك سيضر الجميع
نفت وسقطت دموعها بغزارة من عجزها، وانتبهت مثله علي صوت ابيها الذي سأل بغضب
- من أين علمت عن هذا البحث .. هل وضعتم جاسوس في بيتي ؟!
نظر له الرجل لثوانٍ ثم أومأ بسخرية منه
- تخيل!
قطب برهان جبينه وتابع الرجل متلاعبًا بسلاحه
- قرر الأن دكتور برهان.. هل ستُعطينا تلك الابحاث أم نقتلك ثم نقتل ابنتيك!
ابتلع ريقه نافيًا بخوف وليس علي نفسه ولم يخافهم يومًا، ولكن بانته لا يستطيع المجاذفة بهما
- هيا تحدث .. أم أنك تنتظر المساعدة من حرسك المتعبين!
- سأخبرك بكل شئ، ولكن ماذا يضمن لي إبتعادك عن بناتي ؟!
- لا يوجد ضمنات للاسف..
- اذا لن اخبرك
هتف بها برهان بقوة، وابتسم الرجل ببرود ناظرًا له بتحدي
وكانت اعصابها علي عتبة الانهيار وانهارت بصراخ والدها لتنفي متوسلة ويديها تتمسك بذراع سترته الجلدية السوداء
- سيقتلونه .. افعل شيئًا
اغمض عينيه بقوة ويعلم أنهم لن يفعلوا.. وليس لهم غرض من قتله علي الاقل قبل استلام تلك الابحاث منه!
- اهدئي .. ولا تتحركي من هنا
همس لها بحزم ونفت بذعر لا تصدق أنه سيتركها وحدها وسط تلك الكراتين المخيفة وقد خرجت معه ومع والدها صباحًا لتحاصرهم السيارات قبل أن يأخذوا والدها بشكل ما امام عجز حُسام الذي اضطر علي التوقف حتي لا تُصاب بمكروهٍ!
ولم تمضي الدقائق حتي اشار حُسام لاول سيارة نقل مرت ليستعين بهم حتي يوصلوه للامام وقد تلفت عجلات سيارته برصاصة اطلقوها ليعيقوا تعقبه لهم
| - لالا.. خذني معك انا خائفة
هتفت بهمس مذعور ونظر لها يحاول تهدئتها
- لا تخافي من شئ سأخرج بكِ من هنا.. فقط حاولي الهدوء من فضلك
سالت دموعها بعجز وذعر واقتربت تلك الخطوة بينهما لتحضنه فجأة هامسة ببكاء مرتعش
- انا خائفة عليك وعلي ابي
رمش مبتلعًا ريقه وربت فوق ظهرها بهدوء
- لا تخافي ها انا معكِ.. ولن أتركه صدقيني.. انا عاجز بسبب وجودك روما.. لا استطيع المخاطرة بكِ وإلا لم أكن اسمح بأخذهم له.. عليكِ الصمود
وانتفضت فجأة صارخة بذعر دون ارادتها من صوت اطلاق النار
وكانت حركة يده اسرع عندما دفع جسدها كاتمًا فمها بقوة امامه، وعينيه تحذرها بصدمة من صرختها ويعلم أن تلك الصرخة بالطبع ستأتي بكوارث
ولم يكن لديه اختيار عندما التفت متوقفًا لثوانٍ قبل أن يتحرك ببطء أمرًا إياها بقسوة ويديه تهيئ سلاحه علي الطلق!
- لن تتحركي لخطوة واحدة دون إذني
رمشت برجفة لا تستوعب ما يتعرضون إليه
وخرج من خلف الكراتين العملاقة ليحاول الاطلاق علي الجميع وما كان عليه الانتظار حتي يقتربون منهما وبالطبع صرختها حددت موقعهما
مالت جالسة ارضاً بصراخ لتكتم اذنيها بقوة من صوت تبادل اطلاق النيران
ونجح بالتخلص من الجميع.. ولكن بإصابتين احدمها خطيرة !!

هيتروكروميا .. (تحت الأرض )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن