هيتروكروميا .. (تحت الأرض )

الفصل التاسع عشر

 

الحب أشد أنواع السحر فاعلية

ستاندال

اغمض عينيه منغمساً بشعوره معها وكأن كل شئ اختفي من حوله ..

وكأن الغرفة اختفت والبيت ذهب ..

ضمتها ذراعيه بتملك تناغم مع قبلته التي ذهبت بعقله وكيانه.. ليغفي عما يقوم به!

حتي ابتعدت ..

ومرت ثوان حتي توقف تشنجها وعادت انفاسها ..

عادت ببطء حتي تحشرجت داخل صدرها من سرعتها الي أن استقرت يدها المرتجفة دون قوة فوق صدره الخافق، بينما عقلها يصفر ..

حدقتيها تهتزان داخل بؤرتهما كتحرك شفتيها الضعيف ..

ابتلعت ريقها وكانت تلك اول حركة تنم عن انها لا زالت حيه بعدما كانت كتمثال حجري حط الطير فوق رأسه !

تواربت شفتيها تحاول مساعدتها علي التنفس بينما اهتزاز حدقتيها مستمر ..وكانت تحارب للصعود لعينيه ولكن شئ ما كان يوقفها !

وبعد ثوان آخري تمكنت العيون من اللقاء !!

تلامست نبضاتهما كما عيونهما ..

نظرت إليه بضياع وارتفع نهيجها الخافت لتتبعه رمشات عينيها المصدومة وكأنها تستوعب ..

وكانت حالته غريبة! ..

ضاع للحظة .. وفقد شعوره بكل شئ..

غرق في روحها والتفت خيوط جسدها حوله حتي أن ذراعيه لم يتخلوا عن ضم جسدها بتشبث وكأنهم مرتعبين من فكرة اختفائها !

انفاسه الصامتة ظهرت من حركة صدره القوية وعينيه تلتهم بشرتها .. يتابع اهتزاز حدقتيها الشاردة وتوارب شفتيها المرتعشة

يراقب حركة عنقها النابض .. ليخفق قلبه بقوة

ابتلاع ريقها كان اول حركة منها ضربته وتلاعبت بنبض قلبه وكأن حركاتها البسيطة اصبحت تخضع حركاته القوية!

ارتفع ببصره عن شفتيها الوردية لانفها الامع ثم عينيها واهدابها الكثيفة

شعر بصورتها قريبة وكأنها ليست قريبة..

شعر بانفاسها حوله وكأنها ليست امامه ..

شعر ... بحركة ذراعيها عندما استقرت فوق صدره برجفة لتتدافع نبضاته وكأنها في سباق من ملمس كفها المرتجف

رمش من شعوره بترنحها البسيط وجذبها إليه بقلق بينما عينيه تنظر لصدمة عينيها نحوه

الحدقات ذهبت في حديث طويل

تلومه .. تخافه.. غاضبة!