الفصل : الأول

7.1K 87 2
                                    


صباح الخير ايها العالم المشرق
‏‎هكذا ابدأ صباحي عند الأستيقاظ، لا أهتم لحالة الطقس . هل هو غائم أم ممطر ، فأنا دائماً آمل أن يكون صباحي مشرقاً، لكي أستمد منه الطاقة الآزمة لمواجهة يومي،
مرت خمس سنوات منذ وفاة ولدي ، كل يوم أتذكر رائحة أمي وعطف أبي والجنين الذي كان سيصبح أخي لولا وفاتهما ، نعم يجب أن أواجه الحقيقة أن ليس لي أب وليس لي أم ويجب أن تستمر حياتي رغما عني ، لا أنكر أنّي تمنيت الموت بعد وفاة والداي ، لكن لا أعتقد أن هذا ماكان يتمنياه .
فيجب أن أكمل دراستي ،واحقق حلم والداي ، بأن اصبح محامية اقتداءاً بأبي ، كل هذه الأفكار تدور في رأسي منذ الصباح.
لكن قطعتها زوجة خالي عندما نادتني كي استيقظ .
‏‎"دنيز "
" دينيز إستيقظي ، الساعة السابعة ستتأخرين مجدداً "

صرخت من باب غرفتي " حسناً ، ياميا أنا مستيقظة ، سأرتدي ملابسي وسآتي "

‏‎ارتديت قميص شتوي ذات اكمام طويلة ، مع بنطلون جينز ، وترددت في وضع مساحيق التجميل
لأني أذكر عندما وضعتها لأخر مرة ، اخبرتني زوجة خالي بأن هذا كثير على فتاة تبلغ التاسعة عشرة من عمرها ، وأن الجامعة ليست لوضع مساحيق التجميل .اذاً لا داعي لوضع المساحيق

" صباح الخير ميا " قلتها وأنا أدخل المطبخ

" صباح الخير دنيز ، متأخرة كالعادة الن تتناولي شيئاً ؟ "

قلت وأنا أرتدي حذائي
‏‎"لا، يجب أن أقوم باللحاق بالحافلة ، والا سوف اضطر للذهاب مشيا ً على الأقدام"

‏‎كدت أفوت الحافلة لولا لحاقي به ، آه وأخيراً إستطعت أن أجلس في مقعدي ، وأنا اتأمل الطريق المكسوة بالأشجار والأوراق المتساقطة هنا وهناك .
نحن في موسم الشتاء من النادر أن يكون الجو دافئ كاليوم ، وضعت رأسي على شباك الحافلة اخذت بعض الأفكار تتجول في رأسي ، لم أرى خالي منذ ثلاثة أيام نادراً ما أراه في المنزل ، غالباً ما يكون في الشركة .
أنا لا ألومه أن يكون مدير شركة أمر صعب للغاية ، يحتاج الكثير من الوقت والجهد ، لكن يتكون لدي احساس في بعض الوقت بأن خالي لايحبني أو بالأحرى لا يحب فكرة وجودي معه ، على الرغم من لطافة زوجة خالي معي وتأكيدها لي بأني كأبنة لها ، لكن خالي دائما ما يكون قاسي معي وبارد المشاعر ، أخبرني ذات مرة بأنه مظطر للإعتناء بي ، وبأني اشكل عبأً عليه ، وبأني اشبه والدي كثيراً ، في تصرفاتي وعنادي وحتى في شكلي وإني لم ارث العيون الزرقاء ولا الشعر الأشقر منهم ، وأن أكثر مايضايقه أنّي إبنة أبي المسلم .
كون خالي بيرطاني الأصل والمنشأ وامي كذالك ، يعتبر أبي عربي مسلم ، على الرغم أن أبي لديه الجنسية البريطانية منذ عشرون سنة ، أسمعه يتحدث في بعض الأحيان مع ميا ، بأن أمي جلبت العار لهم بزواجها من هذا العربي المسلم وان حياتها كانت لتكون أفضل لو تزوجت برجل بيرطاني الأصل وغني .

" يافتاة - يافتاة " كان هذا صوت سائق الحافلة " هيا يافتاة نحن أمام الجامعة "

نهضت بسرعة
‏‎" اوه ، شكراً لك "

‏‎إنها الجامعة حيث صخب الشباب ، والحياة التي يحلم بها طلاب الثانوية ، هذه سنتي الأولى ، التي أوشكت على الأنتهاء اصبح لدي الكثير من الأصدقاء من كلا الجنسين ، لكن الى الأن لم أقع في الحب ، ضننت بأني سأجد الحب في الحياة الجامعية .
نعم لقد حظيت بالكثير من المعجبين والكثير من اعترافات الحب والرسائل الغرامية والورود الحمراء والشوكلاتة ، لكن قلبي لم يدق لأحدهم في بعض الأحيان لا أرى نفسي بأني أستحق هذه المصارحات والورود الحمراء ، على الرغم من مديح الناس بأني جميلة ، لدي شعر بني غامق طويل وعيون سوداء ورموش كثيفة وأنف مدبب وبشرة حنطية .
لطالما تمنيت أن أقوم بقص شعري ، لكن أمي لم تكن تسمح لي ، وكانت تخبرني بأنها تحب شعري الطويل وتوصيني بأن لا أقصه فهو ملائم لفتاة طويلة مثلي .
‏‎أكملت يومي الدراسي الحافل ، وتوجهت للكفتيريا المكونة من العديد من الطاولات والكراسي ، نادراً ماتجد مقعداً خالي في وسط هذا الزحام ، لمحت من بعيد صديقتي كيت التي أشارت لي بيدها كي نتناول غدائنا معاً ، توجهت إليها وأنا متفاجأة، بأنها إستطاعت أن تجد مقعداً في ضل هذا الزحام
‏‎أكملت طعامي وجلست أدردش مع كيت لبعض الوقت ، نضرت للساعة
قلت وأنا أنهض " آه اللعنة ، تأخرت ، إنها الرابعة يجب أن الحق بالحافلة "
ودعت كيت على أمل لقائها غداً
‏‎عدت للمنزل , ووجدت خالي براين في غرفة الضيوف , يتكلم مع ميا وبدا منفعلاً قليلاً ، عندما التقت عيناه بعيناي اغلق باب الغرفة , فهو غالبا مايكون هكذا معي . توجهت الى غرفتي وإرتميت على السرير .
‏‎اشعر بالأرهاق ، تفحصت هاتفي ومواقع التواصل الأجتماعي لم أشعر بمرور الوقت مرت ساعة وأنا ممسكة بهاتفي .
لم أرد النزول الى الطابق السفلي كي لا أستمع الى جدال براين مع ميا ، ظننت أنهم يتجادلون حول موضوع الأطفال مجددا ف براين وميا ، لم يرزقو بأطفال طيلة عشر سنوات زواج ، ميا تصر بأن هناك أمل ويمكن للطب أن يتطور ، وبراين يخبرها بأن الحياة تسير ويجب أن يتم تبني طفل يحمل اسمهم . فتحت باب الغرفة لكي اعرف اذا ماانتهى هذا الجدل ، لكن لاجدوى مازال صوت براين يرتفع وينخفض ، لكن مهلاً هذه المرة لم يكن موضوع اطفال ، اسمع كلمات متقطعة ومهتزة يملؤها الحزن ، الشركة ، خسارة .يجب أن أجد مخرجاً ، أنا مديون بالملاين لكثير من الناس ، سوف أُسجن . سوف أخسو كل شيئ ، أرعبتني هذه الكلمات ،
حقاً سوف يخسر براين كل شيء ماذا عن رصيده البنكي وعن املاكه ، ماذا عن حياتنا .........









منقذي  و مغتصبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن