الفصل الخامس
ارتشفت ما بقي من الكوب لتضعه أمامها وتعتدل في جلستها قائلة بعد صمت دام لعدة دقائق :
- حضرتك أنا أسيل عمران صحفية وكان مطلوب مني معلومات عن بعض الأشخاص الي ماتوا في ظروف غامضة ومنهم يونس أخ حضرتك انا بس محتاجة اعرف مات ازاي ؟!.
هي بالفعل تحمل هوية خاصة بالصحافة لكنها توقفت عن مزاولة هذه المهنة منذ سنوات لكن شغفها بها توقف! لتظهر رغبتها في افتتاح المطعم ، تنفست بعمق لتقول بصوت رخيم :
- جومي معايا يا بتي هفرجيكي علي حاجة....نظرت بجانبها ليومأ لها نهضت معها وساروا حتي وصلوا الي إحدى الغرف فتحت الباب واشعلت الإضاءة لتظهر غرفة قديمة متهالكة خطت أسيل لتتسع حدقتيها حين شاهدت تلك الصورة المعلقة علي الجدار فقد كانت ليونس مبتسماً ويرتدي نظاراته الطبية نظرت جانبها لتجده يتطلع الي صورته انتابها الخوف مرة اخري من هذا الموقف الغريب فهي تتطلع لصورة ميت والذي يقف بجوارها! ، ازدردت ريقها بصعوبة لتقول "صابحة " بحزن :
- يونس أخوي كان زينة الشباب كان حنين جوي ومفيش أطيب من جلبه هو الي مربيني بعد ما ابويا مات...
صمتت لتردف بألم :
- اخوي كان بيفهم ودماغه نضيفة وكان بيشتغل من وهو عنده 12 سنة ساب التعليم عشان يجدر يصرف علينا لحد ما في يوم فرحي إنجتل !
شهقت " أسيل " قائلة بصدمة :
- ايه ؟!. اتقتل ! طب ازاي انتي قولتي انه طيب ومش بيأذي حد ؟!.
رفعت بصرها لتتأمل صورته وأكملت وعيناها يكسوها الألم:
- هحكيلك يا بتي !
Flash back _
انهت زينتها وهي تبتسم بسعادة لما لا فاليوم زفافها علي ابن خالتها الذي تعشقه منذ الصغر فاقت من شرودها علي صوت حمحمه التفتت لتجده " يونس" خرجت الفتيات تاركين العروس واخيها وحدهم ، اقترب يطالعها بابتسامة قائلاً :
- طالعة كيف الجمر يا صابحة...
علي حين غرة اقتربت ولفت ذراعيها حول خصره واحتضنته بقوة قائلة بدموع :
- اني زعلانة جوي اني هتجوز واسيبكم يا يونس !
ابعدها بخفة ماسحاً دموعها وهو يقول بحنان :
- من جالك انك هتسبينا ولا احنا هنسيبك انتي بنتي جبل ما تبجي أختي يا صابحة !
كادت ان تجيب قاطعها دلوف والدتها الي الغرفة قائلة بفرحة :
- ربنا يسعدك يا بتي واشوف عيالك حواليا مش يلا يا ولدي عشان نكتبوا الكتاب ؟!.
مسح دمعه هاربة قبل ان يلاحظها أحد من فراق صغيرته ليقول بهدوء :