الفصل الثانى

763 67 60
                                    

          ______ صدفة أم قدر ؟ _______

عندما تراجع حياتك تجد أن الصدفة تحوم في  الأجواء،كنسمات تعبر الروح، كلقاء غير متوقع يجمعك بقدرك ،قد يحمل لك  شعور يحملك إلى السعادة أو يلقيك في غياهب الجحيم.

لم تلق(ألق)بالا لتلك الحادثة  التي جمعتها بهذا الشاب،فلم تكن لتفكر كثيرا بها ، فهي تعيش حياتها بإهمال وتهور دائم،  تعرض حياتها دائما للخطر حتى تشعر بأنها حيّة،و على قيد الوجود .

في اليوم التالي ..

كانت كعادتها تعيش أجواء الصخب  في البار  المعتاد الذي تقضي فيه معظم الليل  مع أصدقائها، شعرت بالملل فأرادت الذهاب،عرضت صديقاتها عليها أن يغادرن معها ولكنها رفضت مطالبة إياهن بأن يبقين ويستمتعن بوقتهن ..

كان الطريق خال في هذا الوقت المتأخر فزادت من سرعة السيارة،وكأنها تريد أن تشبع رغبتها بكسر الملل،تشبع توقها للعيش في خطر ،ذلك الشعور الذي يمنحها دفقة من الأدرينالين ، يسعدها ويجعلها تنتشي كما لا يفعل أي شيء آخر...

فجأة شعرت بخلل ما في السيارة فهدأت سرعتها رويدا رويدا وهي تحاول أن تتحكم فيها قدر الإمكان،لتتوقف السيارة تماما، حاولت تشغيل المحرك مرارا لكنه أبى أن يعمل  مجددا.

شعرت(ألق)بالحنق وضرب المقود بعصبية وهي تزفر  بضيق ، تأملت المكان حولها بتوجس فقد بدا مظلما،خال تماما ،لا سيارة على مرمى بصرها، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تمسك هاتفها تبحث عن رقم (أفنان)لتنقذها من هذا المأذق الذي وضعت نفسها فيه  بسبب رغبتها الحمقاء في أن تقف على حافة الخطر،وجدت الرقم وكادت أن تتصل به ولكنها فوجئت بالباب يفتح من جهتها،ويد تسحبها إلى الخارج،صرخت بقوة قبل أن يكتم فاهها هذا الرجل يتطلع إليها بعيون شرهة تأملت جسدها المكشوف برغبة وهو يقول:

-إيه رأيك يا(مسعد)؟مش قلتلك ليلتنا زي الفل.

تطلعت بعينين مرتعبتين إلى هذا الرجل الآخر الذي ظهر من خلفه يقول بنبرات مقززة وهو يتطلع إلى جسدها بدوره يمرر يده على صدره قائلا:

-الظاهر كدة يا(حامد)..مستنى إيه هاتها على التوكتوك،خلينا ننبسط معاها ، هيييه دي هتبقى ليلة ولا ليالي ألف ليلة وليلة.

شعرت(ألق)برعب شديد يلفها لتتدفق بداخلها دفعة الأدرينالين تلك التي جعلتها تعض يد ذاك الرجل الذي يكمم فاهها فتأوه تاركا إياها ليحاول الرجل الآخر الإمساك بها ولكنها انخفضت متفادية محاولته لتطويقها ثم أطلقت لساقيها العنان،تصرخ بكل قوتها،ولكنها لم تلبث أن ابتعدت قليلا حتى وجدت من يجذبها من شعرها ويديرها إليه لتجده هذا المدعو (مسعد) يتطلع إليها بإستمتاع قائلا:

-هتروحي فين ياقطة ،الليلة دى انتي  بتاعتنا.. بتاعتنا وبس.

بصقت في وجهه فنظر إليها بحنق قبل أن يرفع يده ويلطمها بقوة ،وقبل أن يمسكها مجددا، فوجئت بأحدهم يطيح به للخلف ،رجل  ظهر من العدم يكيل له الضربات واللكمات، وصل (حامد) في تلك اللحظة ورأى صديقه تكال له اللكمات قبل أن يسقط فاقدا للوعي فأظهر سلاحه الأبيض وشرارات الغضب تتطاير من عينيه، تراجعت (ألق) بخوف وهي تتطلع إلى هذا الرجل الذي بات لقاؤها به صدفة أدركت للتو وجودها،  كان ينظر إلى  المجرم  يتقدم تجاهه ببرودة وثبات،تقدم منه (حامد)ليطعنه فضرب هذا الرجل يده بقوة فوقع منه سلاحه قبل أن يثني  ذراعه بقوة، لتشهق (ألق)وهي تسمع أنينه الذي إمتزج بطقطقة أدركت معها أنه كسر ذراعه،ثم باغته بضربة على مؤخرة رأسه جعلته بدوره يقع على الأرض مغشيا عليه،رفع إليها عيناه يتأمل رعشتها ونظرات الخوف بعينيها قبل أن يقترب منها قائلا بصوت حانق بعض الشيء:

-تنزلوا الشارع بلبس زي ده وفي وقت زي ده وفي الآخر تلوموا على الكلاب دول تصرفاتهم  ؟! لا وسكرانة كمان ! إنتي مجنونة يابنت إنتي !

الخامس والعشرون من أيلولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن